قرأت شيخنا الفاضل فى أحد الكتب الإسلامية عن أن الميت يرى ويسمع من يزوره عشية الجمعة ويوم الجمعة بأكمله ويوم السبت إلى ما قبل طلوع الشمس .
وأنه يرد السلام على من ألقى عليه السلام إذا كان من معارفه فى الدنيا ، فما حقيقة هذا الكلام ؟
ثم إذا كان هذا الكلام صحيحا فهل يمكن إخبار الميت بأخبار الدنيا ؟
وهل صحيح أن الموتى يتزاورون فى قبورهم ويعلمون أخبار الأحياء ويستبشرون بالميت الجديد ويسالونه عن أخبار الأحياء من أهاليهم ؟
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل وزاد فى علمك ونفع بك.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
الصحيح أن الميّت لا يَسمع إلا فيما جاءت به الأحاديث ، كأنْ يَسمَع قرع نِعالهم حين انصرافهم .
وهذا سبق بيانه بالأدلة هنا :
فلا يَسَمع الميّت لا في يوم الجمعة ولا في غيره من الأيام .
والذي يظهر أن الموتى لا يَشعر بعضهم ببعض ، إلا إذا صحّ حديث : إنهم يتزاورون في أكفانهم .
وإذا صحّ قُلنا به ولا نَعلم كيفيته ؛ لأن الحياة البرزخية من الأمور الغيبية التي لا عَهْد للإنسان بها ، كما يقول ابن القيم رحمه الله .
ولا يُتَجاوَز هذا القدر ؛ لأن المسألة من مسائل الاعتقاد التي تُبنى على الدليل .
فلا يُثبت سؤال الموتى عن الأحياء إلا بِدليل صحيح صريح .