[عبد الرحمن السحيم]

كيف يتعامل الآباء مع الألفاظ البذيئة والفاحشة عند الأطفال ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ ووفقكم
كلنا نعرف أن الأطفال يتأثرون بالمحيط الذي يعيشون فيه ويقلدون أصدقاءهم الأطفال في الكلام والسلوك وما يشاهدونه في الفضائيات ساعد على هذا . المشكلة اليوم هي ظاهرة تفشي الألفاظ البذيئة والفاحشة عند الصغار .
كيف يتعامل الآباء معها حتى يقوموا سلوك الأطفال ويربونهم تربية إسلامية صالحة
بارك الله فيكم


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يَكون ذلك بِحسب الطفل وما يَردعه ؛ فبعض الأطفال يَردَعه الْهَجر وترْك تكليمه ، ويُؤثِّر فيه تأثيرا كبيرا ، خصوصا إذا صَدَر ذلك مِن والِدَيه أو أحدهما .
وبعض الأطفال يَردَعه الحرمان مما يُحبّ ، ولا بُدّ أن يشعر بأن ذلك عقوبة له على ألفاظه البذيئة .
وبعض الأطفال يُناسِبه التوبيخ ، وأن هذا الكلام البذيء يُغضب والِدَيه عليه .
وبعض الأطفال يُناسِبه الثناء والمدح ، وأن ذلك القول لا يُناسِبه ، فيَخجَل مِن تكرار القول البذيء .
وإذا أمكن تُوضَع جائزة لِمَن يَحفَظ ويُمسِك لِسانه عن القول البذيء .

وقد يُجمَع للطفل أكثر مِن أسلوب مما يُجدِي معه ، ويكون علاجا ناجحا له .

وتصلح المقارَنَة في الأخلاق المكتَسَبَة ، فيُقارَن بين فلان صاحب الْخُلُق الرفيع والكلام الجميل ، وبين فلان صاحب الْخُلُق السيئ واللسان البذيء .
فيُمدَح الأول ، ويُذمّ الثاني .
ومِن هذا الباب : قوله عليه الصلاة والسلام لِعَبْد اللهِ بن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا : لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ . رواه البخاري ومسلم .

ويُمدَح الطفل بِحُسن خُلُقه ، وطيب كلامه .
قال ​الغزالي في " الإحياء​​ " : ​مهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود فينبغي أن يُكرم عليه ويجازى عليه بما يَفرح به ويمدح بين أظهر الناس ، فإن خالف ذلك في بعض الأحوال مرة واحدة فينبغي أن يُتغافل عنه ولا يَهتك ستره ولا يُكاشفه . اهـ .

ويُبيّن له أن الله عزَّ وجَلّ يُبغض الإنسان البذيء صاحب القول الفاحِش .

ويُدْعَى لأولاد دَومًا بِصلاح الحال والأخلاق .
فقد كان مِن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت . أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعا ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت ، واصرف عني سَيئها لا يَصرف عني سَيئها إلاّ أنت . رواه مسلم .

ومِن دعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم آت نفسي تقواها ، وزَكِّها أنت خير مَن زَكّاها ، أنت وَلِيّها ومَوْلاها . رواه مسلم .

ويُمنَع الطفل مِن مخالطة صاحب اللسان البذيء ما أمكن ؛ لأن الإنسان على دِين خليله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ولأن الإنسان يتأثّر بِمن يُصاحِب ، أو يُعاشِر ولو كان بَهيمة !
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الغِلْظة والجفاء في أهل الإبل ، والسكينة والوقار في أهل الغَنم ، كما في الصحيحين .
ويُمنَع الطفل أيضا مِن مشاهَدَة القنوات التي لا تَنضبِط بضوابط الشرع ، فإن فسادها بَيِّن ظاهر ، بل هي مُفسِدة لأخلاق الكبار والصغار .

وسبق الجواب عن :

كيف نربي بناتنا على الدِّين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18456

كيف أجعل من أولادي رجالاً صالحين وأئمة مقتدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18579

كيف تكون الأم المسلمة قدوة لبناتها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18688
ومقالات :
ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَخَيْرِ الآخِرَةِ
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9263

ظاهرة الفُحش والتفحش..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7660

لا تَكُنْ مثل فلان
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13168

والله تعالى أعلم .