[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سماحة الشيخ جزاك الله خيراً

لقد عرضت في بعض المننتديات فتوى الصور النسائية من إحدى فتاوى الإرشاد
وكانت إحدى الأعضاء ردت علي بهذا الرد

اقتباس :

اسمحي لي بمداخلة أعبر فيها عن مذهبي بمسألة النظر لصور النساء وأنها عورة أو لا . أو أنها محرمة أو غير محرمة لنأخذ أولاً مسألة النظر لوجه المرأة سواء كان النظر مباشرة أو في صورة .. من المنطقي والطبيعي أن يكون لكلا الطرفين ( الذكر والأنثى ) ميول حسيّة متقابلة بالإيجاب في أي لقاء أو اتصال يتم فيما بينهما مهما كانت حقيقة الصلة كقرابة أو معرفة أو من الاتصال الأول فلا فرق وهذا التقابل في السلوك الطبيعي يولد شيئاً من المشاعر الإنسانية الفطرية السليمة التي لا يقاس عليها أي نوع من التشريع حتى في الفقه الإسلامي لأنها وكما ذكرت لكِ فطرية سليمة بحتة بدليل الحديث الشريف المشهور ( النظرة الأولى لك والثانية عليك ) أو كما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ومن هذا المصطلح النبوي الشريف نفهم أن الثانية من بعد الأولى لها ما لها من إثم في حالات بيّنها الشرع وتوسع فيها ولأننا نستند في مذاهبنا على قواعد فقهية سليمة فنأخذ بأصل الأشياء لا بقياس المستجد والطارئ عليها فإننا نقول أن الأصل في النظر هو الجواز ولا إثم فيه ولا ذنب على الناظر ولا المنظور إلا إن كان فيه ضرر على كليهما كأن يؤذين للنساء .. وللرجال أن يغوين، فغض البصر والتستر هما الحلان الأسلمان . وأما مسألة العورة فقد أجمع الفقهاء من السلف الصالح للأمة أن وجه المرأة ليس بعورة وأدلتها كثيرة ولا تحضرني الآن وسأوردها لاحقاً إن شاء الله ذلك تبقى مسألة التحليل والتحريم .. وهذا أمر لا جدال فيه .. فالحلال بين والحرام بين وما بينهما شبهات على المؤمن المسلم أن يتقيها ولا يجوز لأي كائن من كان أن يحلل ويحرم إلا بإذن الله وقد انتهى عهد النبوة وأُتمت الرسالة وقضي الأمر وقد يقول قائل أن لكل زمن فتواه وأن الفتوى تتغير بتغير الزمان فنقول .. الضرورات تبيح المحظورات أي أن ما طرأ على زماننا من تبدّل أباح الشبهة وتوسع في الحلّ وليس العكس والحمد لله الذي بهديه تستنير الأمم

السؤال : كيف يمكن الرد على هذا الكلام بعد أن ذكر أن الفتوى من شيخ ، وكأنها تعترض على رأي سماحتكم

وقد لاحظت كثيراً يعترضون على رأي المشايخ وأهل العلم وهذا الأمر يضايقني كثيراً وفي نفس الوقت مخيف أن أعترض على رأي شيخ وأنا ليس لي علم بالفتوى

رجاءً يا شيخنا أريد الجواب سريعاً حتى أستطيع أن أرد عليها بالحجة الواضحة

وجزاكم الله خيراً



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا .

هذا كلام باطِل متضمّن للتعالي ! وهو مع ذلك مُبِين عن جَهْل قائله !

في حين نَرى تعبيرات كبيرة ، مثل :

(أعَبِّر فيها عن مذهبي)

(ولأننا نستند في مذاهبنا)

(فقد أجمع الفقهاء من السلف الصالح للأمة أن وجه المرأة ليس بعورة)

إلاّ أننا نَجِد أن ذلك القول يَنْضَح بِالْجَهْل !

وهذه عادة مَن يَعْتَرِضُون على العُلماء ، لا يَعْتَرِضُون إلاّ عن جَهْل ! وفي جَهْل !

وأول تلك الجهالات :

ادِّعاء الإجماع على أن وَجْه المرأة ليس بِعَورَة .

وهذا مُجرّد ادِّعاء ، وإلاّ فإن أقوال السلف كثيرة في وُجوب تغطية المرأة لِوجهها .

وسبق بيان أدلّة الوجوب هنا :

الحجاب عادة.
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1888

وسبق ردّ مُطوّل على مَن ادّعى أن لَديه خمسين دليلا على عدم وُجوب الحجاب :

الرد على موضوع (أدلة عدم وجوب النقاب)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7298


وثاني تلك الجهالات :

الكلام على مسألة التحليل والتحريم وهي مُتضمّنة .

وهذا مُتضمِّن لإهمال أثَر وتأثير العلماء ، وعدم معرفة حقّهم ومكانتهم .

ويَكفي أن نَتَذكَّر أن الله أمَر بِسُؤال أهل العِلْم . وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمَر بِتوقير العلماء، ولا غَرْو فهم وَرَثَة الأنبياء .

وسبق :

عرَض الآراء الفقهية على الناس ، ويُتَرك الاختيار للناس !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=282

شبهة تقول : ( الفقه الإسلامي بحاجة إلى تجديد لأحكامِهِ التي تعفَّنت )
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1924

وثالث تلك الجهالات :

ادِّعاء أن الضرورات تبيح المحظورات

وهذه سبق فيها :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=738

وعلى الإنسان أن يَخزِن لِسانه ، وأن لا يَتَكلَّم إلاّ بِعِلْم ، أو يَسْكُت بِحَزْم .

وحتى لا يكون أضحوكة للناس ؛ لأن مَن تَكَلَّم في غَير فَـنِّـه أتَـى بالعجائب !!

والله الموفِّق .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد