|
|
المنتدى :
إرشـاد المـرأة
ما رأيك في ظاهرة تحرش النساء بالرجال ، وما النصيحة ؟
بتاريخ : 12-06-2016 الساعة : 01:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على جهودكم فضيلة الشيخ
ظاهرة غريبة نراها في مجتمعاتنا وهي : تحرش النساء بالرجال بطريقة فاضحة والعياذ بالله ..
ما نصيحتكم ورأيكم ؟
بارك الله فيكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
الأصل في المرأة أن تكون شديدة الحياء ، ولذا فإن الغالب أن المرأة لا تخطب الرَّجل ، ولا تتولّى العقد لِنفسها ولا لِغيرها مِن النساء .
ومِن هُنا كان حياء المرأة - خاصة الشابّة – مَضْرِب الْمثل .
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كَرِهَ شيئاً عرفناه في وجهه . رواه البخاري ومسلم .
ووُصِف نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام - وهو القويّ الأمين – وُصِف بِشِدّة الحياء . كما في الصحيحين .
بل إن الحياء مما توارَثَه الناس جِيلا بعد جِيل .
وهذا يُفهَم مِن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مما أدرك الناس مِن كلام النبوة الأولى : إذا لم تَستح فاصنع ما شِئت . رواه البخاري.
قال ابن عبد البر : لفظ يقتضي التحذير والذم على قِلّة الحياء ، وهو أمْرٌ في معنى الْخَبَر ، فإنّ مَن لم يكن له حَياء يَحْجُزُه عن مَحَارم الله تعالى فَسَواء عليه فَعَل الكبائر منها والصغائر . اهـ.
وقال ابن الأثير : فيه إشعار بأن الذي يَرْدَع الإنسان عن مُواقعة السوء هو الحياء ، فإذا انْخَلَع منه كان كالمأمور بارتكاب كل ضلالة ، وتَعاطي كل سيئة . اهـ .
والحياء لا يأتي إلاّ بِخير ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام الذهبي : ولَمّا تُوفي الحاجِب ابن أبي عامر ، قام في منصبه ابنه الملقب بالْمُظَفَّر : أبو مروان عبد الملك بن محمد ، وجَرى على مِنوال والِدِه ، فكان ذا سَعد عظيم ، وكان فيه حَياء مُفْرِط يُضْرَب به الْمَثَل ، لكنه كان مِن الشجعان المذكورين ، فَدَامَت الأندلس في أيامه في خير وخَصب وعِزّ إلى أن مات . اهـ .
ولا يقِلّ الحياء إلاّ بسبب قِلّة الإيمان .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الْحَياء والإيمان قُرِنا جَميعًا ، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرطهما . وصححه الألباني .
قال ابن القيم : وبَيْن الذُّنُوب وبَيْن قِلَّة الحياء وعَدم الغَيرة تَلازُم مِن الطَّرفين ، وكل منهما يَسْتَدْعِي الآخر ويَطْلُبُه حَثِيثًا . اهـ .
وكانت النساء يَتضايَقن بِسبب تعرّضهن للتحرّش مِن قِبَل بعض عديمي المروءة وناقصي الإيمان ، فأصبح بعض الرجال يتضايقون لتحرّش بعض عديمات المروءة وناقصات الإيمان .
ولا يُمكن أن يصدُر هذا الفِعل إلاّ مِن امرأة قليلة الحياء ، قليلة الدِّين ، قد بَلَغَتْ مِن السوء مَبْلَغه .
وإني لأرجو أن لا تكون ظاهِرة ، وتكون حالات فرديّة قليلة ؛ لأن الخير باقٍ في أمّة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قُرب قيام الساعة .
وسبق الجواب عن :
هل من نصيحة للمرأة التي تُرخِص نفسها عند الرجال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18807
كيف تكتسب المرأة المسلمة العِفّة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18455
ما معنى حديث : الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18475
ما حكم تساهل المرأة في فُحش الكلام ؟ وما هي صفات المسلمة التقيّة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18454
ما هو التصرف الصحيح مع امرأة غير مؤدبة ومتساهلة تُضايق زميلها في العمل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18804
نصيحة لِمَن يتباهى بالفواحش والحرام ويتهم أهل الورع بالغباء والعجز
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17048
ومقال :
تَمْـشِي عَلَى استِحيَـاء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6402
جوانب مشرقة وصفحات مضيئة من حياة الجاهلية الأولى !!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5745
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|