نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد المـرأة
افتراضي الرد على شبهات حول المرأة فى الإسلام
قديم بتاريخ : 10-10-2016 الساعة : 12:32 AM


عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن السحيم ......... حفظكم الله ورعاكم
وصلتني هذه الرسالة عبر البريد الاليكترونى وللأسف رسالة تنصيرية مليئة بالشبهات
أرجو من فضيلتكم الرد على ما فيها بالتفصيل
حفظكم الله ورعاكم وجزاكم عني وعن أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء
وهذا نصها :
المرأة والحيوان مفسدات وضوء السيد الرجل
ذات مرة وإذ كنا نشارك في تظاهرة ، وحيث كان معي بناتي وزوجتي ، تقدم أحد معارفي بلهفة لمصافحتي والدردشة معي عن أمور الوطن .
صافحت الرجل بودٍ وهذا ما حفز أسرتي المتفائلة للدنو من الرجل للسلام عليه . ولم يكذب الرجل خبرا فأنحنى ليقبل خدود الأطفال ، لكن حين مدت زوجتي يدها له ، اعتذر بلطف مرفق بانحناءة بوذية مهذبة ، ولم يشفع لطفه للمسكينة ، فقد أُصيبت بمقتل ، ولم يسعفني لساني في إقناعها بمحاولة النسيان . وتحركت التظاهرة، وإذ أوشك المشوار أن ينتهي ، تقدم الرجل ثانية صوبي ليودعني ... مد يده يود المصافحة ، فاعتذرت بأني على وضوء وانحنيت له انحناءة بوذية لطيفة
-2-
أنا لا أفهم كيف يجرؤ الإنسان على أن يقسو هكذا على الأحبة الأمهات والأخوات والبنات والصديقات .. حقيقة لا أفهم ؟ أي دين هذا الذي يجيز أن تقتل الإنسان بهذه البشاعة إذ توحي له بأنه نجسٌ عليه أن لا يدنو منك ولا يريك وجهه ويديه وعينيه .
لكنها رسالة محمد العربي الأمي تلك التي عبدت طريق القسوة لهؤلاء الناس البائسون ... !
إسمعه ذاته أو قرآنه ماذا يقول عن نجاسة المرأة :
* في سورة النساء وفي الآية ال43 منها يأتي النص التالي ( وإن كنتم مرضى أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا صعيدا طيبا فتيمموا ) ، انظري سيدتي المسلمة المؤمنة أين مكانك في الآية ( مباشرة بعد الغائط أي البراز ) .
* أما بلسانه ذاته ، لا لسان ضميره القرآني فقد قال : ( ثلاث يفسدن الصلاة : المرأة والكلب والحمار ) رواه مسلم .
* ويضيف في توضيح الحديث قائلا : ( قال رسول الله: يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه قيد آخرة الرجل ، الحمار والكلب الأسود والمرأة. فسئل : ما بال الأسود من الأحمر والأصفر والأبيض ؟ أجاب : الكلب الأسود شيطان ) .
* أما بن عباس فيذكر في حديث آخر لمحمد أن الثلاثة المفسدات للصلاة هي المرأة والمجوسي والخنزير .
أما عن شؤم المرأة ، وهذا على أية حال أهون من النجاسة فيقول محمد : - (إن المرأة دابة سوء ) ويقول في آخر ( ولا أحسب النساء خُلقن إلا للشر ) .
ويقول في ثالثة : ( الشؤم في ثلاث: الفرس والمرأة والبيت ) ، ثم يتكرم عليها أخيرا بأن يسترها بالقبر كخاتمة المطاف لكل هذا الذل فيقول ( للمرأة ستران: القبر والزوج. قيل: فأيهما أفضل؟ قال: القبر ) .

- وفي حديث رواه بن ماجة قال ، قال رسول الله :‏ ‏ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه عز وجل اثنتين وسبعين زوجة اثنتين من الحور العين وسبعين من ميراثه من أهل النار ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي وله ..... لا ‏‏ينثني ) .
ويقول في حديث آخر رواه أحمد : إن أدنى أهل الجنة منزلة له سبع درجات وهو على السادسة وفوقه السابعة وإن له لثلاث مائة خادم ‏ ‏ويغدى عليه ويراح كل يوم ثلاث مائة صحفة ‏من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره وإنه ليقول يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض )

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفِظك الله ورعاك .
ووفقك الله لما يُحب ويَرضى

أما إثارة الشُّبُهات مِن قِبَل النصارى فهو قديم !
فقد أورد نصارى نجران الشبهة على المغيرة رضي الله عنه ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : لما قدمت نجران سألوني ، فقالوا : إنكم تقرؤون : ( يَا أُخْتَ هَارُونَ ) وموسى قبل عيسى بكذا وكذا ؟ فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال : إنهم كانوا يُسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم . رواه مسلم .

وأما هذه الترّهات والشُّبُهات فأسأل الله العون على الإجابة عنها ، وإزالة ما قد يعلق بالذهن منها

وأُقدِّم قبل ذلك بِمقدِّمات من شهادات عقلاء النصارى قديما وحديثا بأن الإسلام كرّم المرأة أعظم تكريم ..

تقول جريدة " المونيتور " الفرنسية : ( قد أوجـد الإسـلام إصلاحـاً عظيماً في حالـة المرأة في الهيئـة الاجتماعية ، ومما يجب التنويـه به أن الحقـوق الشرعيـة التي منحها الإسلام للمرأة تفوق كثيراً الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية) .

ويقول أحد علماء الإنجليز ، وهو ( هلمتن ) : ( إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل ما يؤذيهـا ويُشين سمعتـها ) .

ويشهَد " غوستاف لوبون " بـ : ( أن الإسـلام حَسَّن حال المرأة كثيراً ، وأنه أول دِين رفع شأنها ، وأن المرأة في الشرق أكثر احتراماً وثقافة وسعادة منها في أوروبا على العموم ) .

ولا زلت أذكر ذلك الموقف مع أحد المسلمين في أوربا ، ففي يوم من الأيام جاءني شاب مسلم من أصل عربي يُقيم في أوربا ، ثم سألني : هل أعطى الإسلام المرأة شيئا من الحقوق ؟
وهل المرأة في الإسلام لها حقوق ؟
فقلت له : كيف ؟ وما الباعث على السؤال ؟
قال : يزعمون في أوربا أن المرأة في الإسلام ليس لها حقوق !
فقلت له : إن الإسلام أعطى كل ذي حق حقّه .
وإن المرأة ربما نالت من الحقوق أكثر مما يناله الرجل !
فقال لي : كيف ذلك ؟ والغرب يزعم أن المرأة المسلمة ليس لها أي حق !
فقلت له : إذا كانت المرأة زوجة وأمّـاً في نفس الوقت ، فإنها تنال من الحقوق أكثر من الرجل ، وبيان ذلك :
أن للمرأة على زوجها حقوقاً ، من النفقة والسكنى والعشرة بالمعروف إلى غير ذلك .
وللمرأة على أولادها حقوق ، فالأم مُقدّمة على الأب بثلاث مراتب .
ثم ذَكَرتُ له وضع المرأة الغربية ، وهو وضع لا يُنْكَر ، بل هو مُشاهَد على مدار الساعة ! وكيف أن المرأة الجميلة هي التي تُعرض في الإعلانات ! وهي التي تعمل في المتاجر ! ومع ذلك لم نر إعلاناً دعائياً واحداً يحمل صورة امرأة شوهاء أو عجوز !
مما يعني أنهم لا يُريدون المرأة كامرأة ، ولكن كصورة وسلعة !
ثم ذهب ذلك الشاب إلى أصهاره – وكانوا نصارى كاثوليك – وأخذ يُناقش والدة زوجته وكانت هي التي تقول له تلك المقولة من أن الإسلام لم يُعطي المرأة أي حق !
ثم قال لها ما قلت له ، ثم عاد وأخبرني بما جرى .
قال : كنت أتحدث مع والدة زوجتي ، وأعرض عليها ما أعطاه الإسلام للمرأة من حقوق ، ووضع المرأة الغربية الآن ، قال : وكان والد زوجتي بحضرتنا يقرأ صحيفة ، فلما قلتُ ما قلت ، أخّر الصحيفة وهزّ رأسه مؤيداً لما قلت !
وهذا يتفق عليه عقلاء القوم اليوم وقبل اليوم .

وسبق كتابة مقال بعنوان :
أربع أمنيات لأربع نساء أوربيات
وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/94.htm

ومن عناية الإسلام بالمرأة :

أن جَعَل خير الناس من يحفظ للمرأة حقّها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم للنساء . رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وأورده الألباني في صحيح الجامع .

وأن حَرّم حق المرأة أن يُؤخَذ أو يُعتَدى عليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين حق اليتيم وحق المرأة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .

وقال عليه الصلاة والسلام : إنما النساء شقائق الرجال . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .


وكَفَل الإسلام للمرأة السّكن والنفقة .
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال : أن تطعمها إذ طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت - أو اكتسبت - ، ولا تضرب الوجه ولا تُقَبِّح ، ولا تهجر إلا في البيت . رواه أحمد وأبو داود ، وقال أبو داود : ولا تقبح : أن تقول قبحكِ الله

بل واحترمها الإسلام المرأة ، فلا يجوز التعدّي عليها بقول قبيح – كما تقدّم – ، ولا يجوز ضربها ضربا مُبرِّحا ..
وهذا ما أعلنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعظم موقف في حياته ، في يوم عرفة ، وفي حجة الوداع ، حيث قال : فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يُوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف . رواه مسلم .
قال عطاء : قلت لابن عباس : ما الضرب غير المُبَرِّح ؟ قال : بالسِّواك ونحوه .

وسبق بيان بعض ذلك في موضوع بعنوان :
لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن
وهو هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1150

بل أعطى الإسلام المرأة من الحقوق أكثر ما أعطى الرجل ، فإن المرأة إذا كانت زوجة كان لها على زوجها حق النفقة والسكنى والمعاشرة بالمعروف ، وإذا كانت أُمَّـا في نفس الوقت فلها على أولادها ثلاثة حقوق .
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحقّ الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك قال : ثم من ؟ قال ثم أمك قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك . رواه البخاري ومسلم .

بل خَصَّص النبي صلى الله عليه وسلم باباً من أبواب مسجده للنساء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو تركنا هذا الباب للنساء . رواه أبو داود .
وقد سُمِّي ذلك الباب ( باب النساء ) ولا يزال إلى يومنا هذا .
ولو أردنا ذِكر ما كرَّم الإسلام به المرأة لطال بنا المقام ، ولَكثُر الكلام .

أما ما ذكره من شُبُهات على وجه الخصوص فالجواب عنها :

1 – ما يتعلق بمصافحة المرأة للرجل ليس تقذّراً ، بل هو من باب حفظ القلوب .
وهذا ليس مُقتَصِراً على بني الإنسان !
وهذا ما كشف عنه العلم الحديث ، وسبق أن أشرتُ إليه هنا :
المصافحة بين الجنسين ... أسرار وحِكم وحُكم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=689

وأما ادِّعاء أن الإسلام يَحكم بنجاسة المرأة ، فهذه فِرية ، يَردّها تعامل الإسلام مع المرأة ، ولكن كما قيل : مَن جَهِل شيئا عاداه !
فقوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ)
المقصود بالملامسة هنا هي الجماع ، وهو موجب للغُسُل ، تطهّرا وتنظّفا ، وهذا ما يُؤيِّده العلم الحديث من أن الجماع مُضعِف للبَدَن ، والاغتسال يُعيد إليه نشاطه .

وقد خالَف النبي صلى الله عليه وسلم اليهود الذين كانوا يتقذّرون المرأة ، ولا يُساكنوها ولا يُؤاكلوها حال الحيض .
وروى مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن اليهود كانوا إذا حَاضَتِ المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت ، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ) إلى آخر الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اصنعوا كل شيء إلا النكاح ، فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه .
وروى الإمام مسلم عن عائشة أنـها قالت : كنت أشرب وأنا حائض ثم أُنَاوِلُهُ النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب ، وأتعرّق العَرق وأنا حائض ثم أُنَاوِلُهُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فيضع فَـاه على موضع فِـيّ .
وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن .

فهذا حال سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام مع المرأة في تقلّب أحوالها ..

ولكن ما شأن الغربيين خاصة والنصارى بِعامّة مع الجنس ؟
الغاية في القذارة والدناءة .. حتى تفشّتْ فيهم الأمراض والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ..
فهم لا يَعرفون نظافة في هذا الجانب ، بل لا يَكاد أحدهم يستعمل الماء !

وهذا معروف عندهم قديماً وحديثاً !

فـ " النصـارى لا يُوجبون الطهارة من الجنابة ، ولا الوضوء للصلاة ، ولا اجتناب النجاسة في الصلاة ، بل يَعُدّ كثير من عبَّادهـم مباشرة النجاسات من أنواع القرب والطاعـات ! حتى يُقـال في فضائل الراهب له أربعون سنة ما مَـسَّ الماء ! ولهذا تركوا الختان ، مع أنه شرع إبراهيم الخليل عليه السـلام وأتباعـه ... والنصـارى ليس عندهم شيء نجس يَحـرم أكلـه ، أو تَحْرُم الصلاة معه " كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الجواب الصحيح " .

ويُقال مثل ذلك في الأخلاق أيضا .
قال الدكتور ناصر العقل حفظه الله : " وما يَشهد به الواقع أن الكفّار الآن عامَّةَ أخلاقهم فاسـدة وخبيثة ، ويَكثر بينهـم الحسد والغدر والخيانة والبغي والفساد ، والكذب والفجور ، وغيرها مِنْ الرذائل والفساد الأخلاقي ، الذي يتذمّـرون منه هم ، ويُقلِق مفكريهم وعقلاءهم ومصلحيهم ، إن كان فيهم مُصلحون . اهـ .

وأما حديث : " يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود " فليس فيه رائحة إهانة للمرأة ..
لأنه ليس فيه مُقارنة بين المذكورات في الحديث ، بل فيه قاسِم مُشتَرَك ، وهو أن المذكورات تقطع الصلاة ، كما لو قال قائل : يَحرُم أكل لحم الإنسان والحمار والخـنْزير ، فإنه لا يقصد أدى شَبَه بين هذه المذكورات سوى القاسم المشتَرك بينها وهو تحريم الأكل .

وكنت أشرتُ إلى هذا المعنى في شرح العمدة ، وهو ضمن شرح الحديث 113 في التفريق بين المرور وبين الاعتراض بين يدي المصلي , وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/106.htm

وأما قول : " دابة سوء " فهو من قول عائشة رضي الله عنها ، حيث اعتَرَضتْ به على من روى الحديث السابق فيما يقطع الصلاة .
روى أبو داود الطيالسي من طريق عروة بن الزبير قال : قالت عائشة : ما تقولون ما يقطع الصلاة ؟ قال : فقالوا : الكلب والحمار والمرأة . فقالت عائشة : إن المرأة إذاً دابة سوء ! لقد رأيتني وأنا مُعْتَرِضَة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتراض الجنازة وهو يصلي .
والجواب عن هذا الإشكال في شرح الحديث السابق من أحاديث العمدة .

وأما حديث ابن عباس : " إذا صلى أحدكم إلى غير سترة فإنه يقطع صلاته الكلب والحمار والخنزير واليهودي والمجوسي والمرأة " فهو حديث ضعيف ، كما بيّنه الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود .

وأما قول : " ولا أحسب النساء خُلقن إلا للشرّ " فهذا ما يقوله الغربيون ! وليس مما يقوله محمد صلى الله عليه وسلم عن النساء .

وأصل هذا القول من قول عائشة رضي الله عنها ، ورَدَّه النبي صلى الله عليه وسلم .
روى الإمام أحمد من طريق الأوزاعي قال : حدثني أبو عبيد قال : قالت عائشة : دَخَلَ عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَرِف وقد نَفِسْتُ ، وأنا مُنَكِّسَة ، فقال لي : أنَفستِ ؟ فقلت : نعم يا رسول الله ، ولا أحسب النساء خُلقن إلا للشرّ . فقال : لا ، ولكنه شيء ابتلى به نساء بنى آدم .

والحديث فيه ضَعف ، وأصله في الصحيحين دون هذا اللفظ .
ولو صحّ لم يَكن فيه حجة لِمُحْتَجّ ، ولا مُستَمْسَك لِمغرِض ! ، وذلك لـ :
1 - لأنه من قول عائشة رضي الله عنها
2 - وهو ليس بِجزْمٍ منها ، بل قالت : أحسب .. وهو بمعنى الظنّ
3 - ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رَدَّه ، بقوله : لا . أي لم يُخلَقن لذلك .

والغربيون قديما وحديثا يعتقدون أن المرأة شيطان !

فقد كانت المرأة في أثينا تُعَدُّ من سقط المتاع ، فكانت تباع وتشترى، وكانت تعد رجساً من عمل الشيطان .
واجتمع في روما مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة ، فقرر أنها كائن لا نفْس له ! وأنها لهذا- لن تَرِثَ الحياة الأخروية ، وأنها رجس .

أما المرأة في اليهودية فقد جاء الحكم عليها في العهد القديم ما يلي : (درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً، ولأعرف الشر أنه جهالة، والحماقة أنها جنون؛ فوجدت أمرّ من الموت: المرأة التي هي شباك، وقلبها شراك، ويداها قيود ) .
شرح الكاتب الدانمركي Wieth Kordsten اتجاه الكنيسة الكاثوليكية نحو المرأة بقوله: (خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدودة جدا تبعا لاتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد المرأة مخلوقاً في المرتبة الثانية) وفي فرنسا عقد اجتماع عام 586 م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنسانا أو لا تُعدّ إنسانا ؟ وبعد النقاش: قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ، ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل . وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسي على ما يلي: (المرأة المتزوجة - حتى لو كان زواجها قائما على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها - لا يجوز لها أن تَهَب ، ولا أن تنقل ملكيتها ولا أن ترهن ، ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته عليه موافقة كتابية).
وفي إنجلترا حرّم هنري الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام 1850 م غير معدودات من المواطنين، وظللن حتى عام 1882م ليس لهن حقوق شخصية .
كما نقله الدكتور محمد السحيم في كتابه : الإسلام أصوله ومبادئه .

وذَكَر الشيخ رشيد رضا أنه لا يزال – أي في زمنه – يوجد في أرياف إنجلترا رجال يبيعون نساءهم بثمن بخـس ، كثلاثين شِلْناً !!

وحديث : " الشؤم في ثلاث: الفرس والمرأة والبيت " فهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم .
وليس فيه ما يدلّ على انتقاص المرأة ولا على ازدرائها ..
بدليل ما جاء في رواية للبخاري ومسلم : إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والمسكن والمرأة .

وهذا ليس فيه إطلاق الشؤم على المرأة ، بل " إن كان الشؤم في شيء " فقد يكون في المرأة والفرس والبيت .

أما حديث : للمرأة سِتران : القبر والزوج ، قيل : وأيهما أفضل ؟ قال : القبر . فهو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما بيّنه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - المجلد الثالث .

ولعلي آتي على بقية شُبُهاته لاحقا – إن شاء الله – .
وشُبهاته أوهى من بيت العنكبوت لمن تأمّلها ..
وهي إما سوء أدب وقصد أو سوء طوية ، وسوء فهم ..
فهو إما يستشهِد بحديث موضوع مكذوب ، أو بحديث ضعيف ، أو بِفهْم سَقيم !
وهو يُحرّف القول ليقول ما شاء أو ما يَفهمه هو لا ما يقتضيه النصّ القرآني أو النصّ النبوي ..
وهذه عادة أعداء الأمة .. إذا لم يجدوا ما يطعنون به .. حرّفوا الكلم عن مواضعه كما أخبر الله عنهم بذلك ..

وهنا :
سؤال عن صحة ومعنى حديث ( إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات وهو على السادسة) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10409

هل للرجل حوريتان فقط وهل الحور للرجل سواء كان مسلم أو كافر
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2522

ما معنى حديث (الشؤم في الدار ، والمرأة ، والفرس) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2139

من صور تكريم الإسلام للمرأة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18642

شبهات مُثارة حول قضايا مُتعلقة بالمرأة المسلمة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1922

كيف كان رفع الحدث الأكبر والأصغر عند أهل الكتاب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6947


ما حُكم مدح الكفّار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4606

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرد الكافي في شبهة عَمَل المرأة في المحاسَبة أم مجاهد منتـدى الحـوار العـام 5 27-08-2015 06:36 PM
ما حكم مصافحة المرأة الأجنبية خوفا من أن تأخذ المرأة فكرة سيئة عن الإسلام ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 27-08-2015 03:00 PM
حق المرأة في الإسلام راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 08-04-2013 09:29 PM
ما حكم قطع المرأة للصلاة من أجل الرد على الهاتف أو لفتح باب المنزل؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 17-09-2012 10:26 PM
يقول ان إمامة المرأة للرجال جائزة فما الرد؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 24-02-2010 11:52 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى