العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي لِمَ يُحْكَم بِكُفْرِ سابّ الصحابة ولَمْ يُحْكَم بِكُفْرِ مَنْ قَتَلَهم ؟
قديم بتاريخ : 02-07-2015 الساعة : 02:06 PM

لِم يحكم بكفر ساب الصحابة ولم يحكم بكفر من قتلهم ؟

السؤال :

السلام عليكم ،،

بداية أسطر هنا شهادة الحب في الله لشيخنا الفاضل "عبدالرحمن السحيم " فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأعطاه من فضل الدنيا والآخرة خير العطاء ..

لدي شبهة وردت علي في بحثي في الرد على أحد الكتاب الشيعة في أن الخوارج لا يكفرون وهم لا يسبون الصحابة فحسب ، بل ويقتلوهم .


النقطة الأولى : حكم سب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين

إن من الإبتلاء الذي اصاب الأمة الإسلامية قيام بعض الناطقين بالشهادتين والزاعمين لحب آل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام بلعن الصحابة في منابرهم ومجالسهم وحتى في منتدياتهم على الإنترنت ..

وعلى هذا استنكر علماء المسلمون منذ القدم هذا الفعل القبيح واصدروا فتواهم بكفر من عمل هذا وكان الحد به ما بين الضرب بالسيف إلى الجلد بالسوط الى الحرق ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فلا ريب في كفره ".

وقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل " إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام " .

وقال القاضي أبو يعلى "الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر وإن لم يكن مستحلا لذلك فسق "

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى (( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم )) ، قال : أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن .


والكثير من الأدلة التي يطول عرضها هنا تدل على كفر من عمل بهذا العمل نسأل الله العافية .

النقطة الثانية : الخـــــوارج

المتتبعَ لتاريخ الإسلام منذ عهد الخلافة الراشدة, وحتى يومنا هذا, ليعلم أنه لم يُبتلَ أهلُ الإسلام بطائفةٍ هي أشدُّ وأخطرُ مِن الخوارج, الذين أضروا بالإسلام وأهله, وأفسدوا على الناس دينهم ومعيشتهم, فأزهقوا الأرواح واستحلوا الأموال, ولم يَسلم مِن شرِّهم أحدٌ, حتى أفضل الخلقِ بعد الأنبياء, ألا وهم الصحابة رضي الله عنهم, فقتلوا عثمان رضي الله عنه وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه, وجمعاً مِن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما زال هذا ديدنهم على مرِّ الأزمنة, وتصرم الأعوام .

وقد شدد الرسول عليه الصلاة والسلام في التحذير منهم كقوله صلى الله عليه وسلم :
(يأتي في آخر الزمان قومٌ حُدَثاء الأسنان , سفهاء الأحلام , يقولون من خير قول البرية , يمرقون من الإسلام كما يمرق السهمُ من الرمية , لا يُجاوز إيمانهم حناجرهم , فأينما لقيتموهم فاقتلوهم , فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة ). وكقوله صلى الله عليه وسلم: (الخوارج كلاب النار) .

ومن أصولها الكبرى، وأهمها:
1- التكفير بالذنوب (مرتكب الكبيرة).
2- استحلال الدماء.
3- الخروج على الإمام والجماعة بالسيف.
4- منع الشفاعة الثابتة بالنصوص.
5- القول بخلود أهل الكبائر في النار.
6- القدح في علي -رضي الله عنه- والحَكَمَيْنِ وغيرهم، رضي الله عنهم.

وتمكن مارقهم الأكبر عبد الرحمن بن ملجم من قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو خارج إلى صلاة الفجر في آخر جمعة من شهر رمضان وكان علي في ذلك الوقت خير من يدب على الأرض وإمام المسلمين، فانظر إلى بشاعة هذه الجريمة وانظر إلى ظن قاتله أنه كان يفعل خيرا ويريد رضوان الله ومرضاته كما قال عمران بن حطا شاعر الخوارج في وقته ‏:‏

يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

ولكن صدق ابن المبارك الذي رد عليه فقال ‏:‏

بل ضربة من شقي أوردته لظى وسوف يلقى بها الله غضباناً


والسؤال يقول :

إذا كان سب الصحابة كفرا والعياذ بالله ، فمن الأولى الحكم بالكفر لفرقة الخوارج ( وأعني بها الفرقة التي قتلت علي رضي الله عنه ) .

وهنا أنقل لفضيلتكم بعض ما جاء في مقال لكم في موقع صيد الخاطر بعنوان ( والله لا يغفر الله لفلان ) :

(( بل أرأيت الرجل يتقدّم إليه الخاطب الذي لا يُرتضى دينه ولا خلقه ، بل قد يكون زانيا ، فيُزوّجه ويُعرض عن حكم الله في هذه المسالة ( الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً )
فهل يُحكم بكفره وخروجه عن ملّة الإسلام ؟

الجواب : لا ، بل يُحكم بأنه وقع في الشرك الأصغر ، والشرك الأصغر أكبر من الكبائر ، كما يُقرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

هل تستطيع أن تحكم لهؤلاء بالكفر ثم بالخلود في النار ؟!

وهذا على سبيل المثال ، وعلى هذا فـ قِس .

وخذ على سبيل المثال :
الحجاج بن يوسف الثقفي ، وما اشتُهر عنه من سفك الدماء بل سفَكَ دماء بعض الصحابة والعلماء ، كابن الزبير رضي الله عنه وسعيد بن جبير رحمه الله .

وهذه القضية قضية الدماء كان يعدل فيها عن شرع الله إلى رأيه وجبروته وبطشه .
والصحابة مُتوافرون ، ومع ذلك لم يَحكموا بكفره ، وإن سمّوه ظالما ، أو قالوا عنه : خبيثاً ، ونحو ذلك ، إلا أنهم لم يُكفِّروه .

ليُعلم أنه ليس كل من فعل الكفر يُعتبر كافرا
ولا كل من فعل بدعة يُعتبر مُبتدعاً )) .

وفي نهاية حديث فضيلتكم ..

(( ومما ينبغي أن يُعلم أنني هنا لا أتحدث عن الكافر الأصلي إذ قد فُرغ منه .
لأن من شُبهات القوم قولهم : ( مَن لم يُكفر الكافر فهو كافر )
وهذا لا خلاف فيه بالنسبة للكافر الأصلي ، أما المرتد ومن طرأ عليه الكفر فقد علمت ما فيه من الخلاف .
ولذا جرى الخلاف بين علماء السنة في تكفير الخوارج رغم ما ورد فيهم من النصوص الصريحة الصحيحة .

ولذا يقول العلماء : لا ينبغي الخلاف في تكفير الرافضة
ووُجد من العلماء قديما وحديثا من يتوقف في تكفير الرافضة ، وإن كان لا ينبغي الخلاف في تكفيرهم !
فهل من يتوقف في تكفير أمثال هؤلاء يُعتبر كافراً ؟
الجواب : لا . ))


فهنا أتت علي الشبهة والحيرة ، في حين تأكد كفر ساب الصحابة ، والخلاف و عدم تأكد كفر من قتلهم ؟

ومالفرق بين ذنب عبدالرحمن بن ملجم في قتل رابع الخلفاء علي بن أبي طالب وبين الحجاج في قتل حفظة كتاب الله وسنة نبيه ؟


ولست هنا والله حتى أحصل على فتوى بكفر فلان أو فلان والعياذ بالله فاني أعلم تماما أن من حملوا لواء التكفير سيحملون على عاتقهم لواءا ثقيلا يوم القيامة إلا ما كان بحق .

والله نسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل .


وفي انتظار قولكم المبارك ..



الجواب :

أحسن الله إليك
وبارك الله فيك

من حيث العموم ؛ بين الرافضة وبين الخوارِج بون شاسِع .
فالخوارج أهل تديّن ، والرافضة أهل زندقة
والخوارِج مرقوا من الإسلام بتأوّل
والرافضة لم يَدخلوا في الإسلام !

ولذلك فإن الخلاف في تكفير الرافضة أقلّ من الخلاف في تكفير الخوارِج ، فكثير من العلماء لا يُكفِّرون الخوارج ، وأكثر أهل العلم يُكفِّرون الرافضة ؛ وليس هذا هوى ، ولا هو تحيّز لِفريق دون آخر ، فكلّ من الفريقين واقع في البِدعة ، والِغ فيها !
أما الرافضة فهم أهل كُفر وزندقة .
بِخلاف الخوارج فهم أهل دِيانة وتديّن .

وقد شَهِد عليّ رضي الله عنه بالأمْرَين !
فقد ذم الذين غالُوا في حُبِّـه ، وأثنى على الذين قاتَلوه !
وعلى سبيل المثال قول عليّ رضي الله عنه عن الرافضة : لا يبلغني عن أحد أنه فَضَّلَنِي على أبي بكر و عمر إلا جلدته حدّ المفتري .

ولما لما سُئل عليّ رضي الله عنه عـن أهل النهروان أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فـرُّوا .
قيل : أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا
فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إخواننا بَغَوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا . رواه ابن أبي شيبة ، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى .

وبناء على هذا القول فقد نَقَل غير واحد إجماع الصحابة على عدم تكفير الخوارج .
وهذا فيما يتعلّق بالمتقدّمين منهم .

فالخوارج فَعَلوا ما فَعلوا بتأوّل ، واجتهادٍ خاطئ .
بِخلاف الباطنية – ومنهم الرافضة – الذين أبغضوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بل وطَعنوا في دِين الله عز وجلّ بِطعنهم بِعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتِّهام أمهات المؤمنين ، بل والتقرّب بِلعنهن – فيما يُسمى عندهم بِدعاء صَنمي قريش ! – لعن الله الرافضة !

والخوارِج يَرون أن ما يفعلونه دِيانة ، والرافضة يَفعلون ما يفعلونه خيانة !
ولذا كان عبد الرحمن بن مُلجَم – لعنه الله – يَرى أنه تقرّب إلى الله بِقتْل علي رضي الله عنه .
وأخباره مبسوطة في الكامل للمبرّد .

ولذلك مدح عمرانُ بن حطان ابنَ ملجَم ، فقال :
يا ضربة من تقي ما أراد بـهـا *** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فـأحـسـبـه *** أوفى البرية عند اللـه مـيزانا

وردّ عليه : بكر بن حسان الباهري :
قل لابن ملجم والأقدار غالبة *** هدمت للدين والإسلام أركانا
فلا عفا الله عنه سوء فعلته ***ولا سقي قبر عمران بن حطانا
يا ضربة من شقي ما أراد بها *** إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا
بل ضربة من غوي أوردته لظى ***وسوف يلقي بها الرحمن غضبانا

وقال محمد بن أحمد الطبيب :
يا ضربة من غَدُور صار ضاربها *** أشقى البـرية عند الله إنسانا
إذا تفكّرتُ فيه ظَـلْتُ ألعنه *** وألعن الكلب عمران بن حطانا !

فالشاهد من هذا أن الخوارج يَرون ذلك دِيانة ، ويَرونه قُربة .
وكان الخوارج من أعبد الناس ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم . رواه البخاري ومسلم .

وقد ذُكِر عن ابن مُلْجَم أنه لا زال يَذكر الله حتى قُطِع لسانه !
قال المبرّد في صفة قتل ابن مُلْجَم : قال قوم : بل قَطَع يديه ورجليه . وقال قوم : بل قَطَع رجليه ، وهو في ذلك يذكر الله عز وجل . ثم عمد إلى لسانه ، فَشَقّ ذلك عليه ، فقيل له : لَمْ تجزع من قطع يديك ورجليك ونراك قد جزعت من قطع لسانك ؟! فقال : نعم ، أحببت أن لا يزال فمي يذكر الله رطباً !
قال ابن القيم : وقد نَدِمَ الحسن على تمثيله بابن ملجَم . اهـ .

والخوارج أهل صِدق وديانة مع ما فيهم مِن البدعة .
والرافضة أهل كذب وخيانة ، مع ما فيهم مِن الزندقة وهَدْم الإسلام .
والرافضة تُنسَب إلى الباطنية بِخلاف الخوارج .

ولذا يَرْوِي أهل السنة عن الخوارج ولا يَروُون عن الرافضة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أهل البدع فيهم المنافق الزنديق ؛ فهذا كافر ، ويكثر مثل هذا في الرافضة والجهمية ، فإن رؤساءهم كانوا منافقين زنادقة ، وأول من ابتدع الرفض كان منافقا ، وكذلك التجهّم فإن أصله زندقة ونِفاق ، ولهذا كان الزنادقة المنافقون من القرامطة الباطنية المتفلسفة وأمثالهم يميلون إلى الرافضة والجهمية لِقُرْبِهم منهم . اهـ .

بل عَـدّ الرفض أصلا من أصول الزندقة !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : وأكثرهم يُكَفّر من خالف قولهم ، ويُسمون أنفسهم المؤمنين ! ومن خالفهم كفارا ! ويجعلون مدائن الإسلام التي لا تظهر فيها أقوالهم دارَ رِدّة ، أسوأ حالا من مدائن المشركين والنصارى ، ولهذا يوالون اليهود والنصارى والمشركين على بعض جمهور المسلمين ومعاداتهم ومحاربتهم ، كما عُرِف من موالاتهم الكفار المشركين على جمهور المسلمين ، ومن موالاتهم الإفرنج النصارى على جمهور المسلمين ، ومن موالاتهم اليهود على جمهور المسلمين ، ومنهم ظهرت أمهات الزندقة والنفاق ! كَزَنْدَقَةِ القرامطة الباطنية وأمثالهم ، ولا ريب أنهم أبعد طوائف المبتدعة عن الكتاب والسنة ، ولهذا كانوا هم المشهورين عند العامة بالمخالفة للسنة ، فجمهور العامة لا تعرف ضد السني إلا الرافضي ! فإذا قال : أحدهم أنا سُني فإنما معناه : لستُ رافضيا ! ولا ريب أنهم شرّ من الخوارج - لكن الخوارج كان لهم في مبدأ الإسلام سيف على أهل الجماعة - وموالاتهم الكفار أعظم من سيوف الخوارج ، فإن القرامطة والإسماعيلية ونحوهم من أهل المحاربة لأهل الجماعة ، وهم منتسبون إليهم ، وأما الخوارج فهم معروفون بالصدق ، والروافض معروفون بالكذب ، والخوارج مَرَقُوا من الإسلام ، وهؤلاء نابذوا الإسلام . اهـ .

وقال رحمه الله : والله يعلم أني مع كثرة بحثي وتطلعي إلى معرفة أقوال الناس ومذاهبهم ما علمت رجلاً له في الأمة لسان صدق يُتَّهم بمذهب الإمامية فضلاً عن أن يُقال : إنه يعتقده في الباطن !

وقال الإمام الذهبي في تقسيمه للبِدعة إلى صُغرى وكُبرى : ثم بدعة كبرى ، كالرَّفْض الكامل والغُلوّ فيه ، والحطّ على أبى بكر وعمر رضى الله عنهما ، والدعاء إلى ذلك ، فهذا النوع لا يُحْتَجّ بهم ولا كرامة .
وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضَّرْب رجلا صادقا ولا مأمونا ، بل الكذب شعارهم ، والتقية والنفاق دثارهم ، فكيف يُقبل نَقل مَن هذا حاله ! حاشا وكلا . اهـ .

وعبد الرحمن بن ملجَم ومن على شاكلته حَكَم العلماء عليه بالكفر لأنه استحلّ دماء الصحابة رضي الله عنهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وهؤلاء الخوارج لهم أسماء يقال لهم الحرورية ؛ لأنهم خَرَجُوا بمكان يُقال له حروراء ، ويقال لهم : أهل النهروان ؛ لأن علياً قاتلهم هناك ، ومن أصنافِهم :الأباضية أتباع عبد الله بن أباض ، والأزارقة اتباع نافع بن الأزرق ، والنجدات أصحاب نجدة الحروري ، وهم أول من كَفَّر أهل القبلة بالذنوب ، بل بما يرونه هم من الذنوب ، واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك ، فكانوا كما نعتهم النبي صلى الله عليه وسلم : يَقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان ، وكَفَّرُوا عليّ بن أبي طالب وعثمان بن عفان ومن والاهما ، وقتلوا علي بن أبي طالب مُسْتَحِلّين لقتله ، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي منهم ، وكان هو وغيره من الخوارج مجتهدين في العبادة ، لكن كانوا جهالاً ، فارقوا السنة والجماعة ، فقال هؤلاء : ما الناس إلا مؤمن أو كافر ، والمؤمن من فعل جميع الواجبات وترك جميع المحرمات ، فمن لم يكن كذلك فهو كافر مُخَلّد في النار ، ثم جعلوا كل من خالف قولهم كذلك ، فقالوا : إن عثمان وعليا ونحوهما حَكَمُوا بغير ما أنزل الله ، وظلموا فصاروا كفارا ، ومذهب هؤلاء باطل بدلائل كثيرة من الكتاب والسنة . اهـ .

فمن استحل دماء المسلمين فهو كافِر بذلك ، هذا إذا كان في شأن عامة المسلمين ، فكيف بِسَاداتِ المؤمنين من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ؟

فأنت ترى من خلال هذه الفروق التفريق بين الرافضي والخارجي – وإن كان كل منهما على ضلال – إلا أن بعض الشرّ أهون من بعض !

والعلماء يُفرِّقون بين من له تأويل مُستساغ ، وبين من ليس له تأويل مُستساغ .
فيعذرون الأول ، ولا يَعذرون الثاني .

ألا ترى أن الصحابة عَذروا من شرب الخمر مُتأوّلاً قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا) . كما في مصنف ابن أبي شيبة فيمن شرِبوا الخمر في الشام ، وقالوا : هي لنا حلال وتأوّلوا هذه الآية ، فاستُتِيبوا فتابوا فجُلِدوا الحدّ .
وكما في مصنف عبد الرزاق فيمن شرِبها وتأوّل ذلك ، وجُلِد الحدّ .

ومثله قصة المرأة التي تزوّجت عبدها ، وتأوّلت قوله تعالى : (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) . كما في مصنف ابن أبي شيبة .

فالتأويل المستساغ يَدرأ الحدّ ، ويَمنَع من التكفير .

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حكم عمل شاب في مصنع للدُّمى ؟ محمد محمد إرشـاد المعامـلات 1 09-10-2015 09:36 PM
هل يجوز أن أصنع قصة ، أحد طرفيها هو الإله ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 29-08-2015 11:04 PM
كيف نرد على من يقول بأنه كان في مجتمع الصحابة بعض المخالفات الشرعية ولم ينكرها الصحابة؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 17-11-2012 10:09 PM
ما معنى الآية : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ...) محب السلف قسم القـرآن وعلـومه 0 18-03-2010 12:13 PM
مِمَ احترز شيخ الإسلام بهذا القول (عين المسمى وللمسمى) ؟ نسمات الفجر قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 24-02-2010 09:40 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى