عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.35 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي لماذا عظم حق الزوج إلى هذا الحد ؟
قديم بتاريخ : 06-02-2010 الساعة : 11:47 PM

لماذا عظم حق الزوج إلى هذا الحد ؟

الجواب :

من أسباب ذلك :

1 – أن الرجل هو الأصل في الْخَلْق ، فإن الله خَلَق آدم ثم خلق حواء مِن ضلِع آدم ، كما في كُتب التفسير .

2 – تفضيل جنس الرجال عامّة . (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى )
وليس معنى ذلك أن الرجل أفضل مِن المرأة على كل حال .
بل الأَمَة المؤمنة خير من نساء الكفار ، كما قال تعالى : ( وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ) أي ولو أعجبتكم نساء الكفار .
وقد تكون المرأة أفضل من الرجل ، إذا كانت هي مؤمنة وهو فاسِق ، وهكذا .
كما نقول في تفضيل جيل الصحابة بِعَامّة على من بعدهم .
ولا يعني أن يكون في أفراد الأجيال من بعدهم من أفذاذ العلماء من هو خير من بعض الصحابة ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : وددت أنا قد رأينا إخواننا . قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد . رواه مسلم .
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ؛ للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم . قيل : يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم ؟ قال : بل أجر خمسين منكم . رواه الترمذي وغيره .

3 - أن الزوج هو الكاسب ، وهو صاحب القوامة ، وهو المُنفق على زوجته
وأما الزوجة فإنها لا تُطالب بالكسب ولا بالنفقة .
قال سبحانه وتعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) .

ومِن أعظَم كُفران الـنِّعَم : أن تبيت المرأة في بيت زوجها ، وتأكل مِن كَسبِه ، وتَلبَس مِن مالِه ، وتلوذ بِحِماه ، فضلا عن الكماليات التي يُوفِّرها لها ؛ ثم تتنكّر له وتذمّه ، وترى أنه لا فَضْل له عليها !

وهذا سبب مِن أسباب دُخول النار ، كما في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج في أضحى أو فطر إلى الْمُصَلَّى ، فَمَرّ على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن ، فإني أريتكن أكثر أهل النار ، فَقُلن : وَبِمّ يا رسول الله ؟ قال : تُكثرن اللعن ، وتَكفُرن العَشِير .

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في خطبة الكسوف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وأريت النار فلم أرَ منظرا كاليوم قط أفظع ، ورأيت أكثر أهلها النساء ،قالوا : بِمَ يا رسول الله ؟ قال : بِكُفْرِهنّ ، قيل : يَكفُرن بالله ؟ قال : يَكفُرن العَشِير ، ويَكفُرن الإحسان ؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط . رواه البخاري ومسلم .

وهذا ليس بالأمر الْهَيِّن ، بل هو أمْر عظيم ، فإن أمْرًا يَكون سببا في دخول النار لَكَبِير ، ولذلك وُصِف بأنه نوع مِن الكُفر ، وهو كُفْر أصغر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : التكفير نوعان :
أحدهما : كُفر النِّعمة .
والثاني : الكُفر بالله .
والكفر الذي هو ضد الشكر : إنما هو كُفر النِّعمة لا الكفر بالله . فإذا زال الشُّكر خَلَفَه كُفر النعمة لا الكُفر بِالله . اهـ .

وقال ابن القيِّم : الكُفر ذو أصل وشُعب ، فكما أن شُعب الإيمان إيمان ، فَشُعب الكفر كُفر ، والحياء شعبة من الإيمان ، وقلة الحياء شُعبة مِن شُعب الكُفر ، والصدق شُعبة مِن شُعب الإيمان ، والكذب شُعبة مِن شُعب الكُفر ، والصلاة والزكاة والحج والصيام مِن شُعب الإيمان ، وتركها مِن شُعب الكفر ...
والمعاصي كلها مِن شُعب الكُفر ، كما أن الطاعات كلها مِن شُعب الإيمان . اهـ .

ومِن المتقرِّر عند أهل العلم : أن ما وُصِف بالكفر مِن الأعمال ، ولم يَصِل إلى حدّ الكفر الأكبر ؛ أنه أكبر مِن الكبائر ، أو مِن أكبر الكبائر ، وكذلك الشرك الأصغر .

فنعوذ بالله مِن النكران والجحود .

4 - أن الفتاة إذا بقيت في بيت أهلها رأى أهلها أن بقائها عالة عليهم
فإذا رزقها الله الزوج الذي يأخذ بيدها ، فله حق عليها .
روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد من حديث أسماء رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم مـرّ في المسجد وعصبة من النساء قعود ، فقال بيده إليهن بالسلام فقال : إياكن وكفران المنعمين . إياكن وكفران المنعمين .
قالت إحداهن : نعوذ بالله يا نبي الله من كفران نعم الله .
قال : بلى . إن إحداكن تطول أيمتها بين أبويها وتُعنّس فيرزقها الله عز وجل زوجا يرزقها منه مالاً وولدا ، ثم تغضب الغضبة فتقول : والله ما رأيت منه ساعة خيرا قط ؛ فذلك كفران نعم الله ، وذلك كفران المنعمين .



وقد عَظّم النبي صلى الله عليه وسلم حَقّ الزوج بِقولِه : لو كنت آمِرًا أحدًا أن يَسْجد لأحَد ، لأمَرْت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولا تُؤدِّي المرأة حقّ الله عز وجل عليها كله ، حتى تُؤدِّي حق زوجها عليها كله . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وحسّنه الألباني وقال الأرنؤوط : حديث جيد .


هذه إشارة إلى سبب عِظم حق الزوج
ولذلك لما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة له
فقال : يا رسول الله هذه ابنتي قد أبت أن تتزوج .
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أطيعي أباك .
فقالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدّت حقّه .
قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تنكحوهن إلاّ بإذن أهلهن . رواه ابن حبان وغيره .

وهذا لا شك يدلّ على عِظم حق الزوج .

وفي الحديث : أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة . رواه الترمذي وابن ماجه ، وقال الأرنؤوط : حسن لغيره .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبق حتى يَرجِع ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وإمام قوم وهُم له كارِهون . رواه ابن أبي شيبة والترمذي ، وحسّنه الألباني .


وسبق :
هل أقدم طاعة والدتي أم طاعة زوجي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8739


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم


موضوع مغلق

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معنى (ولا ينفع ذا الجد منك الجد) ..ابن تيمية رحمه الله طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 19-07-2015 06:30 PM
لماذا عظم حق الزوج ؟ محب السلف قسم أراشيف الفتاوى المكررة 1 18-03-2010 03:22 PM
ما معنى ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) في أذكار ما بعد الصلاة؟ ناصرة السنة إرشـاد الأذكـار 0 08-03-2010 09:19 PM
هل يجوز لولي الامر ان يشرط علي الزوج في عقد الزواج ان يكون لابنته منزل مستقل عن اهل الزوج ناصرة السنة قسم الأسرة المسلمة 0 06-03-2010 07:04 PM
اشترطت في عقد الزوج شرط لم يستطع الزوج الوفاء فيه هل لها تطلب الطلاق راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 19-02-2010 06:14 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى