[عبد الرحمن السحيم]

الجواب :

أسأل الله لك ولجميع بنات المسلمين : العون والتوفيق والسداد والقبول والعفاف والستر والحياء .

لا بُدّ أن يُعلَم أن الله جَعَل الله هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار ، والله عَزّ وَجَلّ يَبتَلِي عباده بالسراء والضرّاء ، مِنهم مَن يُبْتَلَى بالفقر ومنهم مَن يُبْتَلَى بالغِنى ، ومنهم مَن يُبْتَلَى بالمرض ، ومنهم مَن يُبْتَلَى بالفِراق ، إلى غير ذلك مِن أنواع الابتلاءات ؛ ليَعلَم الله مَن يَخافه بالغيب ، ومَن هو عبد لله في السراء والضراء .

وعلى الإنسان أن يُكثِر مِن التوبة والاستغفار ، وعَمَل الصالحات ، ومِن أنفع الأمور في تفريج الكُربات : الصدقات ، وتفريج كُرب المكروبين ؛ لأن الجزاء مِن جِنس العمل .

وأما لَوْم مَن يلوم ؛ فلا مَحَلّ له ؛ لأن الأمر قُضِي وانتهى ، واللوم لا ينفع ، وقد نُهينا عن قول ( لو ) لأنها لا تُجدي شيئا ، وإنما يَفتَح بها الشيطان باب الحسرة والندامة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قُل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان . رواه مسلم .
وذُكِر في السؤال أن الأخت أُصيبت بِجَلطة وبالقولون .
فهل يُراد لها أن تصبر حتى تُقبَر وهي حيَّة ؟!
الزوج الذي لا يَحمِي زوجته ولا يَغار عليها ، لا يستحقّ الندم ، ولا الأسى على فِراقِه .
وما أكثر ما يخوض الناس في أمور غيرهم مما لا تَعنيهم لا مِن قريب ولا مِن بعيد ، وإنما هو الخوض فيما لا يَعنيهم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مِن حُسْن إسلام المرء تَرْكه ما لا يَعْنِيه " رواه الإمام مالك وأحمد .
وروى الطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله عليه وسلم فَقَدَ كعب بن عُجرة رضي الله عنه فقال : ما فَعل كَعب ؟ قالوا : مَريض ، فَخَرج يمشي حتى دَخَل عليه ، فقال له : أبْشِر يا كَعب . فقالت أمّه : هنيئا لك الجنة يا كَعب . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مَن هذه المتألِّيَة على الله ؟ قال : هي أمي يا رسول الله . قال : ما يُدريك يا أم كعب ؟ لعل كَعْبًا قال ما لا ينفعه ، أو مَنَع ما لا يُغنيه . وصححه الألباني .

ومِن الحكمة : تَرك الإنسان ما لا يَعنيه .
قيل لِلُقْمان الحكيم : ما بَلَغَ بك ما نَرى ؟ قال : صِدْق الحديث ، وأداء الأمانة ، وتَرْك ما لا يَعْنِيني .

وقال رجل للأحنف بن قيس : بِمَ سُدت ؟ - وأراد أن يَعِيبه - قال الأحنف : بِتَرْكِي ما لا يَعنيني كَمَا عَنَاك مِن أمْرِي ما لا يَعنِيك !

وذَكَر مُصعب الزبيري عن مالك قال : اخْتَلَفْتُ إلى جعفر بن محمد زمانا ، فما كنت أرَاه إلاَّ على ثلاث خصال : إما مُصَلٍّ ، وإما صائم يقرأ القرآن ، وما رأيته يُحَدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ على طهارة ، وكان لا يتكلَّم فيما لا يَعنيه ، وكان مِن العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله . اهـ .

قال ابنُ رَجَبٍ : وَكَانَ السَّلَفُ كَثِيرًا يَمْدَحُونَ الصَّمْتَ عَنِ الشَّرِّ ، وَعَمَّا لا يَعْنِي لِشِدَّتِهِ عَلَى النَّفْسِ ، وَذَلِكَ يَقَعُ فِيهِ النَّاسُ كَثِيرًا ، فَكَانُوا يُعَالِجُونَ أَنْفُسَهُمْ ، وَيُجَاهِدُونَهَا عَلَى السُّكُوتِ عَمَّا لا يَعْنِيهِمْ . اهـ .

ومَن تقول : صبرنا على أزواج لا يُصلُّون ، فإن كان عقد النكاح تَمّ والرجل لا يُصلِّي ، فلا يصِحّ العقد أصلا ، فهنّ أحقّ باللوم ، وهُنّ أحقّ بِنظرات الشفقة !

وسبق الجواب عن :
ما النصيحة لمن تَوالَت عليها المصائب والمآسي وتخشى أن تفقد الإيمان ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18942

نريد توجيها لأخت وصلت إلى درجة خطيرة من اليأس
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18941

كلما دخلت في تجارة لم أربح فيها رغم استخارتي وانشراح صدري ، فما توجيهك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17744

ما هو الحل لامرأة تشعر بالغيرة من أخواتها الصغيرات ؛ لأنهن يتزوجن وهي لم تُخطَب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18951

ما هو شرح هذا الحديث : " إن النصر مع الصبر ، وأن الفَرج مع الكَرب ، وأن مع العُسر يُسرا "
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18694

هل توجد رُقية نافعة وشاملة لتيسير الأمور المتعسرة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18736

كيف يُبتَلى الإنسان في دينه أو المسلم بذاته ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1134

كيف يفرق المرء بين العقاب من الله والابتلاء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2083

إذا أصاب المؤمن ابتلاء هل يُؤجَر عليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5128

حكم الدراسة في الجامعات المختلطة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5401

هل يجوز للمرأة الجلوس في مكان واحد مع إخوة زوجها وأزواج أخواتها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10052

خُطبة جمعة .. يا صاحب الْهَمّ
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14049

والله تعالى أعلم .