عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : تزكية النفس وما يتعلق بها
افتراضي خدمت صاحبتي وتمنيت أن تشكرني فهل تصرفي ينافي الإخلاص لله ؟
قديم بتاريخ : 14-05-2017 الساعة : 08:14 AM

السلام عليكم
وفقكم الله شيخنا الفاضل
تقول السائلة : ساعدت أختي لي تعرفت عليها من مدة يسيرة وسافرت لبعض أمرها وتركت بناتها الصغيرات عند والدة زوجها الكبيرة بالسّن وكنت في فترة غيابها أحضر الطعام لهم وأرى ما يحتاجون لوجه الله تعالى ، وبعد عودتها من السفر لم تتصل بي ولا مرة ، والحقيقة قلت في نفسي كيف لم تتصل بي وتشكرني !!
طبعا لم أعاتبها ولا حتى أفكر بذلك وحتى تركت لها عذر
سؤالي يا شيخ : هل سؤال نفسي عن عدم اتصالها بي لتشكرني ينافي الإخلاص لله ؟
وجزاكم الله خيراً
_____________________________________ [/COLOR]

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، ووفقك الله لكل خير .

الإخلاص يقتضي أن لا يَرغب الإنسان في ثناء الناس ومَدْحهم ، ولا ينتظر منهم جزاء ولا شكورا ، ولا مكافأة له على صنيعه ؛ لأنه ينتظر الجزاء الأوفى مِن الله .

ولأن علامة المحبة لله : أن لا يزيدها الإحسان ، ولا تُنْقِصها الإساءة .
قال يحيى بن معاذ : حقيقة الْمَحَبَّة أنها لا تزيد بالبِرّ ، ولا تنقص بالْجَفْوة .

وطَلَب الثناء والمكافأة على ما عَمِله الإنسان لله يُضعِف الإخلاص .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومِن الجزاء أن يُطلب الدعاء ، قال تعالى عَمَّن أثنى عليهم : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) ، والدعاء جَزاء ، كما في الحديث : " مَن أسْدَى إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تَعلموا أن قد كافأتموه " .
وكانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بِصَدقة تقول للرَّسول : اسمع ما يدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا لنا ، ويبقى أجرنا على الله .
وقال بعض السلف : إذا قال لك السائل : بارك الله فيك فقل : وفيك بارك الله .
فمن عمل خيرا مع المخلوقين سواء كان المخلوق نَبِيًّا ، أو رَجلا صالحا ، أو مَلِكا مِن الملوك ، أو غَنِيًّا مِن الأغنياء ؛ فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالِصا لله يبتغي به وجه الله ، لا يَطلب به مِن المخلوق جزاء ولا دعاء ولا غيره .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا : المؤمن يَرى أن عَمَله لله لأنه إياه يَعبد ، وأنه بالله ؛ لأنه إياه يستعين ، فلا يَطلب ممن أحسن إليه جزاء ولا شكورا ؛ لأنه إنما عَمِل له ما عَمِل لله ، كما قال الأبرار : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) ، ولا يَمُنّ عليه بذلك ولا يُؤذيه ، فإنه قد عَلِم أن الله هو الْمَانّ عليه إذ استعمله في الإحسان ، وأن المِنة لله عليه وعلى ذلك الشخص ، فعليه هو : أن يَشكر الله إذْ يَسّره لليُسرى .
وعلى ذلك : أن يَشكر الله إذ يَسّر له مَن يُقدم له ما يَنفعه مِن رزق ، أو عِلم ، أو نَصر ، أو غير ذلك.
ومن الناس : مَن يُحسن إلى غيره ليَمُنّ عليه ، أو يَردّ الإحسان له بطاعته إليه ، وتعظيمه ، أو نَفْع آخر ، وقد يَمُنّ عليه ، فيقول : أنا فعلت بك كذا ؛ فهذا لم يَعبد الله ولم يَسْتَعِنْه ، ولا عَمِل لله ، ولا عمل بالله ، فهو كالمرائي .

وقال رحمه الله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) الآية ، ومَن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خَرج مِن هذه الآية . اهـ .

وسبق الجواب عن :
يريد احتساب الأجر في حسن خُلُقه وفي نفس الوقت يُريد مَدح الناس ومحبتهم له
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13296

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

رد مع اقتباس