|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسمات الفجر
المنتدى :
قسم الأسرة المسلمة
بتاريخ : 20-08-2015 الساعة : 03:17 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
كل إحسان إلى الوالِدَين مِمّا يُرضي الوالدين ويؤنسهما يُعتبَر بِرًّا ؛ لأن لفظ الإحسان عام ، فيشمل كل إحسان ، وقد أوصَى الله بالوالدين إحسانا ، فقال : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) .
وتكرر الأمر بالإحسان إلى الوالدين في القرآن والسنة .
قال البغوي : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) أي : ووَصّيناهم بالوالدين إحسانا، بِرًّا بِهما ، وعطفا عليهما ، ونُزولا عند أمرهما ، فيما لا يُخَالِف أمْرَ الله تعالى . اهـ .
وقال القرطبي : قوله تعالى : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) أي : وأمَرْناهم بالوالدين إحسانا . وَقَرَن الله عز وجل في هذه الآية حق الوالدين بالتوحيد ، لأن النشأة الأولى من عند الله ، والنشء الثاني - وهو التربية - مِن جهة الوالدين ، ولهذا قَرَن تعالى الشكر لهما بَشُكْرِه فقال : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) ، والإحسان إلى الوالدين : معاشرتهما بالمعروف ، والتواضع لهما ، وامتثال أمرهما ، والدعاء بالمغفرة بعد مماتهما ، وَصِلَة أهل وُدِّهِما .
وقال : أمَر الله سبحانه بعبادته وتوحيده وجَعل بِرّ الوالدين مقرونا بذلك ، كما قَرَن شُكْرهما بِشُكْره ، فقال : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) وقال : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) ، وفي صحيح البخاري عن عبد الله قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : الصلاة على وقتها . قال : ثم أي ؟ قال : ثم بِرّ الوالدين . قال : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " فأخبر صلى الله عليه وسلم أن بِرّ الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الإسلام ، ورَتَّب ذلك بـِ " ثم " التي تُعْطِي الترتيب والمهلة . اهـ .
وقال ابن كثير : في قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) :
ثم أوْصَى بالإحسان إلى الوالِدين ، فإن الله سبحانه جعلهما سببا لِخروجك مِن العَدم إلى الوجود ، وكثيرا ما يَقْرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين . اهـ .
ومَن عُلِم – مِن الوالِدين - أنه يَكره مساعدته ، فيُجتنب ما يَكره ، ويُترَك ورَغبته ، إلاّ أن يتحقق حصول ضرر له بسبب عدم مساعدته ، مثل : أن يتعثّر ويسقط ، فيحصل له ضرر ، أو يتسبب تركه في زيادة مَرَضه ، ونحو ذلك ؛ فيُساعد مِن باب دفع الضرر عنه .
وأما ما ذُكِر في السؤال مِن شُرب الماء المتحدِّر مِن أقدام أحد الوالدَين ؛ فهو مُنكَر ، مثل : تقبيل قَدَم أحد الوالدين ؛ لِمَا في ذلك مِن إهانة النفس وإذلالها .
وليس هذا مِن برّ الوالدين ، إذْ لو كان ذلك الفعل مِن بِرِّ الوالدين لَسَبَقنا إليه الصحابة رضي الله عنهم ، فقد كانوا أحرص الناس على الخير .
قال الحافظ ابن كثير : وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فِعل وقَول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم : هو بِدْعة ؛ لأنه لو كان خيرا لَسَبَقُونا إليه ، لأنهم لم يَتْرُكُوا خَصْلة مِن خِصال الخير إلاَّ وقد بَادَرُوا إليها . اهـ .
ولا يَرِد على هذا شُرب بَقِيَّة ماء الوضوء ؛ لأن هذا في شُرب بقية الماء الذي توضأ منه ، وليس شُرب ما بقي بعد غسل القَدَمَين .
وسبق الجواب عن :
حُكم تقبيل قَدَم الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13048
يُريد احتساب الأجر في حسن خلقه وفي نفس الوقت يريد مدح الناس ومحبتهم له
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13296
هل يجوز التحسب والدعاء على الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11161
أمي تسبّنا وتلعننا وتدعو علينا ، فماذا نفعل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11197
تحدث مشاكل بيني وبين أبي وأقوم أنا بالصياح ، وهو يحاول ضربي وعندما يضربني أمنعه
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8220
ما هي حدود وضوابط بِرّ الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9300
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|