عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نسمات الفجر المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-08-2015 الساعة : 03:17 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

كل إحسان إلى الوالِدَين مِمّا يُرضي الوالدين ويؤنسهما يُعتبَر بِرًّا ؛ لأن لفظ الإحسان عام ، فيشمل كل إحسان ، وقد أوصَى الله بالوالدين إحسانا ، فقال : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) .
وتكرر الأمر بالإحسان إلى الوالدين في القرآن والسنة .

قال البغوي : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) أي : ووَصّيناهم بالوالدين إحسانا، بِرًّا بِهما ، وعطفا عليهما ، ونُزولا عند أمرهما ، فيما لا يُخَالِف أمْرَ الله تعالى . اهـ .

وقال القرطبي : قوله تعالى : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) أي : وأمَرْناهم بالوالدين إحسانا . وَقَرَن الله عز وجل في هذه الآية حق الوالدين بالتوحيد ، لأن النشأة الأولى من عند الله ، والنشء الثاني - وهو التربية - مِن جهة الوالدين ، ولهذا قَرَن تعالى الشكر لهما بَشُكْرِه فقال : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) ، والإحسان إلى الوالدين : معاشرتهما بالمعروف ، والتواضع لهما ، وامتثال أمرهما ، والدعاء بالمغفرة بعد مماتهما ، وَصِلَة أهل وُدِّهِما .
وقال : أمَر الله سبحانه بعبادته وتوحيده وجَعل بِرّ الوالدين مقرونا بذلك ، كما قَرَن شُكْرهما بِشُكْره ، فقال : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) وقال : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) ، وفي صحيح البخاري عن عبد الله قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : الصلاة على وقتها . قال : ثم أي ؟ قال : ثم بِرّ الوالدين . قال : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " فأخبر صلى الله عليه وسلم أن بِرّ الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الإسلام ، ورَتَّب ذلك بـِ " ثم " التي تُعْطِي الترتيب والمهلة . اهـ .

وقال ابن كثير : في قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) :
ثم أوْصَى بالإحسان إلى الوالِدين ، فإن الله سبحانه جعلهما سببا لِخروجك مِن العَدم إلى الوجود ، وكثيرا ما يَقْرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين . اهـ .

ومَن عُلِم – مِن الوالِدين - أنه يَكره مساعدته ، فيُجتنب ما يَكره ، ويُترَك ورَغبته ، إلاّ أن يتحقق حصول ضرر له بسبب عدم مساعدته ، مثل : أن يتعثّر ويسقط ، فيحصل له ضرر ، أو يتسبب تركه في زيادة مَرَضه ، ونحو ذلك ؛ فيُساعد مِن باب دفع الضرر عنه .

وأما ما ذُكِر في السؤال مِن شُرب الماء المتحدِّر مِن أقدام أحد الوالدَين ؛ فهو مُنكَر ، مثل : تقبيل قَدَم أحد الوالدين ؛ لِمَا في ذلك مِن إهانة النفس وإذلالها .
وليس هذا مِن برّ الوالدين ، إذْ لو كان ذلك الفعل مِن بِرِّ الوالدين لَسَبَقنا إليه الصحابة رضي الله عنهم ، فقد كانوا أحرص الناس على الخير .

قال الحافظ ابن كثير : وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فِعل وقَول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم : هو بِدْعة ؛ لأنه لو كان خيرا لَسَبَقُونا إليه ، لأنهم لم يَتْرُكُوا خَصْلة مِن خِصال الخير إلاَّ وقد بَادَرُوا إليها . اهـ .

ولا يَرِد على هذا شُرب بَقِيَّة ماء الوضوء ؛ لأن هذا في شُرب بقية الماء الذي توضأ منه ، وليس شُرب ما بقي بعد غسل القَدَمَين .

وسبق الجواب عن :
حُكم تقبيل قَدَم الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13048

يُريد احتساب الأجر في حسن خلقه وفي نفس الوقت يريد مدح الناس ومحبتهم له
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13296

هل يجوز التحسب والدعاء على الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11161

أمي تسبّنا وتلعننا وتدعو علينا ، فماذا نفعل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11197

تحدث مشاكل بيني وبين أبي وأقوم أنا بالصياح ، وهو يحاول ضربي وعندما يضربني أمنعه
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8220

ما هي حدود وضوابط بِرّ الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9300

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس