|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محب العلماء
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
بتاريخ : 30-08-2016 الساعة : 10:05 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
نسأل الله السلامة والعافية .
هذا يَتّهم ربّه تبارك وتعالى بالظُّلِم ؛ فإن الله جلّ جلاله هو الذي قدّر الأقدار ، وهو حَكَم عَدَل ، ولو عذّب خَلْقَه لم يكن ظالِمًا لهم ؛ لأنه يتصرّف في مُلكه .
والقَدَر سِرّ الله في خلقه ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا بِوصيّة جامعة ، فقال : اذهب فلا تَتَّهِم الله على نفسك . رواه الإمام أحمد .
وفي رواية له : لا تَتَّهم الله في شيء قَضَى لك به .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن الله إذا قَضى قَضاء أحب أن يُرْضَى به .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : لأن يَعضّ أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير مِن أن يقول لأمْر قضاه الله : ليت هذا لم يكن .
وعلى الإنسان أن يتّهم نفسه قبل كل شيء ، فلا يُؤتَى الإنسان غالبا إلاّ مِن قِبَل نفسه ، كما قال تبارك وتعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) .
ولا تتوالَى المصائب على أحدٍ إلاّ بسبب ذنوبه .
قال ربّ العِزّة سبحانه : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) .
فَعَلى مِن قال ذلك القول : أن يتوب إلى الله عَزّ وَجَلّ ، وأن يندم على مقولته تلك ، وأن يَعمل صالِحا ، وأن يسأل الله أن يَتوب عليه ، وأن لا يُؤاخِذه بِما كان منه .
وبعض الناس – مِن ضِيق أُفُقه – لا يَرى إلاّ الجانب الذي يَراه سيئا !
فلا يَنظر إلاّ إلى المآسي والأحزان ، فلا يرَى في الصفحة البيضاء إلاّ السَّواد .
ويغيب عن الإنسان في حال الضّيق والفقر الحزن ما قدّره الله عزَّ وَجَلّ له ، وما أجراه له مِن الخير والْمِنَح في طيّات الشدائد والْمِحَن .
ومهما كانت المصيبة ، فإنها لا تكون شَرًّا خالِصا ؛ لأن الله لا يَخلق شَرًّا مَحْضًا ، فقد كان مِن دعائه عليه الصلاة والسلام : والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك . رواه مسلم .
ولو تأمّل الإنسان ما عنده مِن النِّعَم التي لا تُعدّ ولا تُحصى ؛ لَما استطاع أن يقوم بِشُكر نعمة واحدة مِن تلك النِّعم .
قال ابن القيم :
ويَكفي أن النَّفَسَ من أدنى نِعَمِهِ التي لا يكادُون يَعدّونها ، وهو أربعةٌ وعشرون ألفَ نَفَس في كل يوم وليلة . فـ ( لِلّه ) على العبد في النَّفَس خاصةً أربعةٌ وعشرون ألفَ نعمة كلَّ يوم وليلة . دع ما عدا ذلك من أصناف نِعَمِهِ على العبد ، ولكل نعمةٍ من هذه النعم حقٌّ من الشكر يستدعيه ويقتضيه . اهـ .
والعبد عبد ، وهو لا يعترض على مولاه ؛ لأنه في تصرّف ربه ومالِكه .
ولذا كان الرضا عن الله وبالله منْزِلة عالية ، يصِل بها صاحبها إلى الجنة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا سعيد ، مَن رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نَبِيّا ، وَجَبت له الجنة . فعَجِب لها أبو سعيد ، فقال : أعِدها عليَّ يا رسول الله ، ففعل . رواه مسلم .
والإيمان بالقَدَر رُكن مِن أركان الإيمان ، لا يصحّ إيمان عبد بالله حتى يُؤمِن بالقَدَر خيره وشرّه ، وحتى يُسلِّم لله عَزّ وَجَلّ في مواقع القَدَر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كان لك مثل أُحُد ذَهبًا ، أو مثل جبل أحد ذَهبا تُنفِقه في سبيل الله ، ما قَبِلَه منك , حتى تُؤمن بالقَدَر ، فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك ، وأنك إن مُت على غير هذا دَخَلتَ النار . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، وصححه الألباني ، وقوّاه الأرنؤوط .
وقالالوليد بن عبادة : دَخَلتُ على عُبادة وهو مَريض أتَخَايل فيه الموت فقلت : يا أبتاه أوصِني واجتهد لي . فقال : أجلسوني . فلما أجلسوه قال : يا بُني إنك لن تَطعم طعم الإيمان ، ولن تبلغ حقّ حقيقة العِلم بالله حتى تؤمن بالقَدَر خَيره وشَرّه . قلت : يا أبتاه ، وكيف لي أن أعلم ما خَير القَدَر مِن شَرّه ؟ قال : تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك ، وما أصابك لم يكن ليُخطِئك . يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول ما خلق الله القَلَم ، ثم قال : اكتب ، فَجَرَى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة . يا بني إن متّ ولست على ذلك دَخَلتَ النار . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وسبق الجواب عن :
ما الحكم في هذه المقالة : ( دَعْك أيها القَدَر مِن هذيانك) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2131
ما الأسباب الْمُعينة على تقبُّل القضاء والقدر والرضا به ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=29792
كيف يكون الإنسان متوكلاً حقًا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13888
نصيحتك لمن تَوالَت عليها المصائب والمآسي وتَخشى أن تفقد الإيمان
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=30483
أُصيبت بالجنون وتفكّر بالانتحار لأنها لم تتزوج الشخص الذي تَحلَم به
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=30400
ما الحكم في مَن يكسب المال الحرام مُتعذّرا بالحاجة ، ويقول سأتوب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14843
كيف التوفيق بين الدعاء مع اليقين بالإجابة وبين أن الدعاء قد لا يُستجاب بسبب الذنوب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13582
ما حكم الدعاء : اللهم لا تعاملني بعدلك وعامِلني بعفوك ؟
http://almeshkat.com/vb/showthread.php?t=90656
شخص إيمانه ضعيف يتساءل عن عدْل الله تبارك وتعالى وعن مصير الكفّار
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4531
إذا كان الله قدّر كتب لي كل ما سأمرّ به في حياتي قبل أن يُخلقني ، فكيف يُحاسبني على ذلك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2968
كيف أصل إلى مرحلة اليقين بالله
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8116
مقالات :
رسالة إلى كُلّ مُبْتلى ومُصَاب ومَهمُوم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14696
أنـت مـلـك ...
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1895
هذا بِذنْبِي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2050
رحمكالله .. وَعظت حيا وميتا
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7932
خُطبة جمعة .. بِم تُنال محبة الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17698
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|