هل يجوز أن أقول لأحدٍ : أرجوك وأتوسل إليك ، أو أن في هذا القول إهانة للنفس ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز قول أرجوك وأتوسل إليك لشخص ؟ مثلا قول أتوسل إليك أن تقبل طلبي أو أتوسل إليك أن تحقق أمنيتي ، أو قول أتوسل إليك أن تساعدني ومثل هذه الأشياء هل يجوز قول أتوسل إليك لشخص ، أو أن في هذا القول إهانة للنفس ؟ وفقكم الله وجزاكم الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . إذا كان التوسّل إلى حيّ قادِر في طَلب ما يَقدر عليه ؛ فإنه يجوز ؛ لأن معنى التوسّل الوصول إلى مقصود ، سواء كان صحيحا أو باطِلا . قال الراغب : الوَسِيلة : التّوصّل إلى الشيء بِرَغْبَة . اهـ . وفي لسان العرب : والتَّوَسُّل أَيضا السَّرِقة ، يُقال : أَخذ فلان إِبِلي تَوَسُّلاً ، أَي : سَرقة . اهـ . وفي مختار الصِّحاح : الوَسِيلة ما يُتقَرَّب به إلى الغير . اهـ . والأفضل ترك التوسّل إلى الناس ، وعدم سُؤالهم شيئا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بايَع أصحابه وأسرّ كَلِمَةً خَفِيَّةً : وَلا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا . قال عوف بن مالك رضي الله عنه : فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ . رواه مسلم . وقد أثنى الله على أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه ، فقال تعالى : (وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى) . قال الشيخ السعدي : أي : ليس لأحَدٍ مِن الْخَلْق على هذا الأتقى نِعمة تُجزى إلاّ وقد كافأه بها ، وربما بَقِي له الفَضل والْمِنّة على الناس ، فَتَمَحَضّ عبدًا لله ، لأنه رَقيق إحسانه وحده ، وأما مَن بَقِي عليه نِعمة للناس لم يَجزها ويُكافئها ، فإنه لا بُدّ أن يترك للناس ويفعل لهم ما ينقص إخلاصه. وهذه الآية - وإن كانت مُتَنَاوِلة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بل قد قِيل إنها نزلت في سببه ، فإنه رضي الله عنه ما لأحد عنده مِن نِعمة تُجْزَى ، حتى ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ نِعمة الرَّسول التي لا يُمكن جزاؤها ، وهي نعمة الدعوة إلى دِين الإسلام ، وتعليم الْهُدى ودِين الْحَقّ ، فإن لله ولرسوله الْمِنّة على كل أحد ، مِنّة لا يمكن لها جزاء ولا مقابلة - فإنها مُتناولة لكل مَن اتّصَف بهذا الوَصف الفاضل ، فلم يبقَ لأحدٍ عليه مِن الْخَلْق نِعمة تُجْزى ، فَبَقِيَتْ أعماله خالصة لوجه الله تعالى . اهـ . وأوْصَى النبي صلى الله عليه وسلم صاحِبه أبا ذر رضي الله عنه بأن لا يَسأل الناس شيئا . قال أبو ذرّ رضي الله عنه : أمرني خَليلي صلى الله عليه وسلم بِسَبْع : أمَرني بحب المساكين والدنوّ منهم ، وأمَرني أن أنظر إلى مَن هو دوني ولا أنظر إلى مَن هو فوقي ، وأمَرني أن أصِل الرَّحم وإن أدْبَرَتْ ، وأمَرني أن لا أسأل أحدًا شيئا ، وأمَرني أن أقول بالْحَقّ وإن كان مُرّا ، وأمَرني أن لا أخاف في الله لومة لائم ، وأمَرني أن أكثر مِن قول : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، فإنهن مِن كَنْز تحت العرش . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط . وسبق الجواب عن : نَهَى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سؤال الناس ، فهل النهي على إطلاقه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3779 ما حكم جمع أموال الناس لأجل الأعمال الخيرية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14732 ما حكم هذه العبارة (رفيقي ذلّيت نفسي فيك) ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17037 كيف نربي بناتنا على الدِّين ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18456 حصل شجار بين عدة شباب وولديّ ، وعدم تنازلنا سيَضرّ الشباب ، فهل نحن على حق ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15598 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 05:13 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى