منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم السنـة النبويـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=24)
-   -   ما صحة هذا الحديث وما معناه " من رأى مبتلى فقال : " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به" ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15557)

عبد الرحمن السحيم 18-10-2016 08:21 AM

ما صحة هذا الحديث وما معناه " من رأى مبتلى فقال : " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به" ؟
 
ما صحة هذا الحديث وما معناه ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله ورعاكم شيخنا الفاضل
ما صحة هذا الحديث وما معناه : " مَن رأى مبتلى فقال :" الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا إلا لم يصبه ذلك البلاء أبدا " .
بارك الله فيكم



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

رَوى الترمذي مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مَن رأى مُبْتَلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضّلني على كثير ممن خَلَق تفضيلا ؛ لم يُصبه ذلك البلاء ، وصححه الألباني .

ورَوى الترمذي أيضا مِن حديث عمر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَن رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضّلَني على كثير ممن خَلَق تفضيلا ؛ إلاّ عُوفِي مِن ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش . وحسّنه الألباني .

وَرَوى ابن ماجه مِن حديث ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن فَجَئه صاحب بلاء ، فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفَضّلني على كثير ممن خَلَق تفضيلا ؛ عُوفِي مِن ذلك البلاء ، كائنا ما كان .
ويشهد له ما قَبْلَه من الأحاديث .

ومعناه : أنّ مَن رأى إنسانًا مُبتَلى بِأي نوع مِن أنواع البلاء ، سواء كان مَرَضًا أو عاهة في بَدنه ، أو في حاله أو في ولدِه أو في مالِه ، أو قد ابْتُلِي بِمَعصية ظاهرة ؛ فإنه يَحمد الله إذا رأى أهل البلاء ، فإن الله يُحبّ أن يُحمَد ، وأن يَتذكّر الإنسان عظيم فضل الله عليه ، وقَدْر ما هو فيه مِن نِعمة .
بِخلاف أهل البَطَر إذا رأوا أهل البلاء شَمتوا فيهم ، وضَحكوا منهم ، يَزيد على ذلك غفلتهم عمّا هُم في مِن النِّعَم ، وأن الذي ابتلاهم قادِر على أن يُعَافِيهم ، وأن يَسْلُب الشامِت النِّعمة التي هو فيها .

وجَرَتْ عادة الله أن مَن عيَّر أخاه بِذَنْب أنه لا يَموت حتى يَقَع فيه وَيَرْتَكِبه .
قال ابن القيم : مَن ضَحِك من النَّاس ضُحِك مِنْهُ ، وَمن عَيَّر أَخَاهُ بِعَمَل ابْتُلِيَ بِهِ وَلا بُدّ . اهـ .

قال الهروي : كل معصية عيّرت بها أخاك فهي إليك .
قال ابن القيم : يُحتمل أن يريد به : أنها صائرة إليك ولا بُدّ أن تَعمَلها ...
ويُحتمل أن يريد : أن تعييرك لأخيك بِذَنبه أعظم إثما مِن ذنبه وأشد مِن معصيته ، لِمَا فيه مِن صولة الطاعة ، وتزكية النفس وشُكرها ، والمناداة عليها بالبراءة مِن الذنب ، وأن أخاك بَاءَ به ، ولعل كَسرَته بذنبه ، وما أحدث له مِن الذلة والخضوع والإزراء على نفسه ، والتخلّص مِن مرض الدعوى والكبر والعُجب ، ووقوفه بين يدي الله ناكِس الرأس ، خاشع الطَّرف ، مُنكسِر القلب أنفع له ، وخير مِن صولة طاعتك ، وتكثرك بها والاعتداد بها ، والْمِنّة على الله وخَلقه بها ، فما أقرب هذا العاصي مِن رحمة الله ! وما أقرب هذا الْمُدِلّ مِن مقت الله .
فَذَنْب تَذِلّ به لَدَيه أحب إليه مِن طاعة تُدِلّ بها عليه . وإنك أن تَبيت نائما وتُصبِح نادما ، خير مِن أن تبيت قائما وتصبح مُعجَبا . اهـ .

وسبق الجواب عن :
ما صحة : (سلام قولا من رب رحيم) عند رؤية معاق أو مريض ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3455

هل مَن عيّر أخاه يبتليه الله بمثل ما عيّره به ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1505

كلمة لِمَن يستهزئ ويحكُم على أهل الاستقامة بسبب زلة أحد أفرادها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18704

طلّقها زوجها بسبب الخيانة وأبناؤها لا يحبونها ، فهل تُقبَل توبتها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18858

ومقال :
إني أُحِبُّ أن أُشكَر
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7519

والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 04:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى