منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم العقـيدة والـتوحيد (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=5)
-   -   هل يجوز للمسلم أن يشارك أقاربه غير المسلمين في احتفالاتهم بأعياد الميلاد أو رأس السنة ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15578)

عبد الرحمن السحيم 19-10-2016 08:20 AM

هل يجوز للمسلم أن يشارك أقاربه غير المسلمين في احتفالاتهم بأعياد الميلاد أو رأس السنة ؟
 
هل يجوز للمسلم أن يشارك أقاربه غير المسلمين في احتفالاتهم بأعياد الميلاد رأس السنة الميلادية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل وفقكم الله
سائلة تقول : هل يجوز للمسلم أن يجامل أقاربه من غير المسلمين وأن يلبي دعوتهم , إذا دعوه للحضور والمشاركة في احتفالاتهم بأعياد الميلاد أو الكريسماس , والاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة ؟ وهل يجوز أن يهديهم ويقبل هداياهم في هذه المناسبات ؟
====
أفتونا شيخنا الفاضل بارك الله فيكم وزادكم علما وسدادا...

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا تجوز مُشارَكَتهم ، ولا مُدَاهَنتهم في ذلك .
وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجامِل ولا يُداهِن في دِين الله تعالى .
وقد ردّ النبي صلى الله عليه وسلم هدية الصَّعْب بن جثّامة رضي الله عنه حينما أهدى له شيئا مِن الصيد ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان مُحْرِمًا . كما في الصحيحين .

وليَسْتَحضِر المسلم أن النصارى يَقولُون على الله قولاً عظيما (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا)

وأنهم يُكذِّبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويَفتَرون الكذب على الله وعلى رُسُله عليهم الصلاة والسلام .

قال القرافي : لَمّا أتَى الشيخ أبو الوليد الطرطوشي رحمه الله الخليفةَ بمصر ، وَجَد عنده وزيرا راهبا وسَلّم إليه قياده ، وأخذ يَسمع رأيه ، ويُنفّذ كلماته المسمومة في المسلمين .
وكان هو ممن يَسمع قوله فيه ، فلما دخل عليه في صورة المغضب والوزير الراهب بإزائه جالس أنشده :
يا أيها الملك الذي جُوده ... يطلبه القاصد والراغب
إن الذي شُرِّفت مِن أجله ... يَزعم هذا أنه كاذب
فاشتد غضب الخليفة عند سماع الأبيات ، وأمَر بالراهب فَسُحِب وضُرِب وقُتِل ، وأقبل على الشيخ أبي الوليد فأكرمه وعظّمه بعد عزمه على إيذائه . فلما استحضر الخليفة تكذيب الراهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو سبب شَرَفِه وشَرَف آبائه وأهل السموات والأرَضين - بَعَثَه ذلك على البعد عن السكون إليه ، والمودة له ، وأبعده عن منازل العزّ إلى ما يَليق به مِن الذل والصغار . اهـ .

فإذا اسْتَحضَر المسلم هذا وغيره مما يَعتَقِده النصارى وما يَقولونه في حق الله وحقّ رُسُله ؛ حَمَله ذلك على البُعد عن مُداهنتهم ، بل وعلى بُغضهم ، وهذا مِن معاني البراءة مِن أعداء الله ، والبُغض في الله .

ولو كان هذا النصراني أو غيره مِن الكفار يُؤذينا ويسبّ آبائنا ؛ لَمَا جَامَلْناه ولَهَجرناه وأبغضناه .
والغضب لله والبُغض في الله أوْلَى وأوْجَب .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ ، وَأَعْطَى لِلَّهِ ، وَمَنَعَ لِلَّهِ ؛ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ . رَوَاهُ أبو داودَ ، وصححَهُ الألبانيُّ .
وفي الحديثِ الآخَرِ : إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ . رَوَاهُ الإمامُ أحْمَدُ ، وحَسَّنَهُ الألبانيُّ .

وسبق الجواب عن :
حكم من يُهادِن النصارى ويجاملهم ويهنئهم أو يحتفل معهم بعيدهم
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/212.htm

هل يجوز حضور أعياد الميلاد للأقارب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7409

ما حُكم حضور حفلات عيد الميلاد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12249

حكم قبول الهدية مِن الكُفّار بمناسبة عيد الحب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18811

هل يجوز قبول هدية تتعلق بشعائر العيد البدعي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=753

هل يجوز قبول هدية فتاة يدخل في مالها شيء من الحرام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12890

ما هو فضل الأخوة في الله والحب في الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16917

مداهنة أم مُداراة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6609

والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 03:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى