تذنب وتتوب وتعود للذنب ثم تتوب، ما الحل ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم شيخنا الكريم ونفع بكم إحدى الأخوات ، تقول إنهـا تذنب ، وتتوب ، ثم تذنب وتعود للذنب، وتشعر بالندم بسبب ذلك ( هي لم تخبر أحداً بهذا الذنب ، بمعنى أنها لا تجاهر بالمعصية والعياذ بالله، فقط بينها وبين الله سبحـانه، وهو لا يعتبر من الفواحش أو الكبائر على حد علمهـا بحكمه ، الحمد لله ) ما الحل فضيلة الشيخ ؟ فهي تريد أن تتوب من هذا الذنب للأبد ولا تعود إليه . وجزاكم الله كل خير _____________________________________ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . تحرص على أن تتوب إلى الله توبة نصوحا . قال ابن القيم : فصل في أجناس ما يُتاب منه ، ولا يستحق العبد اسم التائب حتى يتخلص منها ، وهى اثنا عشر جنسا مَذكورة في كتاب الله عز و جل ، هي أجناس الْمُحَرَّمَات : الكفر ، والشرك ، والنفاق ، والفُسوق ، والعِصيان ، والإثم ، والعُدوان ، والفحشاء ، والمنكر ، والبَغي ، والقول على الله بِلا عِلم ، واتّباع غير سبيل المؤمنين ؛ فهذه الاثنا عشر جنسا عليها مَدار كُلّ ما حَرَّم الله ، وإليها انتهاء العالَم بأسْرِهم إلاّ أتْباع الرُّسُل صلوات الله وسلامه عليهم ، وقد يكون في الرَّجل أكثرها وأقلها ، أو واحدة منها ، وقد يَعلم ذلك ، وقد لا يَعلم ؛ فالتوبة النصوح : هي بالتخلّص منها ، والتحصّن والتحرّز مِن مُواقَعتها ، وإنما يُمكِن التخلّص منها لِمَن عَرَفها . اهـ . وأن تخشى أن تكون ممن إذا خلا بِمحارِم الله انتهكها . وهذا جاء فيه الوعيد الشديد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأعلمن أقواما مِن أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا ؛ فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا ، قال ثوبان : يا رسول الله صِفْهم لنا ، جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : أما إنهم إخوانكم ، ومِن جِلْدَتكم ، ويأخذون مِن الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خَلَوا بِمَحَارِم الله انتهَكُوها . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني . فقوله عليه الصلاة والسلام : " إذا خَلوا بمحارم الله " يَدُلّ على الكثرة والاستمرار . وهذا هو شأن المنافقين الذي قال الله عز وجل عنهم : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) . وأن تستحضر اطّلاع الله عليها ونَظره إليها ؛ فلا تُخالِف أمره وهو يراها ، ولا يكون الله في نفسها أهون الناظرين إليها . وأن تكون على خوف ووَجَل مِن سوء الخاتمة . بَكَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ : كُلُّ هَذَا خَوْفًا مِنَ الذُّنُوبِ ؟ فَأَخَذَ تِبْنَةً مِنَ الأَرْضِ ، وَقَالَ : الذُّنُوبُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّمَا أَبْكِي مِنْ خَوْفِ سُوءِ الْخَاتِمَةِ . قال ابن القيم : وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْفِقْهِ : أَنْ يَخَافَ الرَّجُلُ أَنْ تَخْذُلَهُ ذُنُوبُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحُسْنَى . اهـ . وأوصيها أن تتوب مباشرة كلمّا أذْنَبَت ، ولا تترك مجالاً للشيطان ليتلاعب بها . وسبق الجواب عن : إذا أذنب العبد ثم تاب .. ثم عاد و أذنب .. ثم تاب ... فهل يكون له توبة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6214 أجد صعوبة في مجاهدة نفسي ، فماذا أفعل ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1693 تائهة تبحث عن السعادة والراحة النفسية http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15682 أشعر بتعاسة ، فهل يجوز أن أدعوَ على نفسي بالموت ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13992 كيف التوفيق بين الدعاء مع اليقين بالإجابة وبين أن الدعاء قد لا يستجاب بسبب الذنوب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13582 ما صحة حديث : إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3584 اعتَرِف أَحسَن لَك http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=662 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 02:15 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى