هل يجوز لغير المسلم إعطاء هبة للمسلم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل أثابكم الله سائل يقول : أعمل طبيبا في مستشفى بدولة أجنبية , يسكن في نفس العمارة التي أسكن فيها رجل نصراني يبلغ من العمر 68 سنة يعاني من مرض مزمن , وفي نفس الوقت يعالج في المستشفى التي أعمل بها , أحيانا أزوره في بيته للاطمئنان عليه لأنه يتعرض للإصابة بغيبوبة متكررة نتيجة مرضه , هذا الرجل يعيش وحيدا , أبناؤه لا يزورنه ولا يسألون عنه , وهذا جزء من ثقافتهم وتربيتهم وعاداتهم , يختفون ولا يظهرون إلا عند المطالبة بنصيبهم من الميراث , هذا الرجل اقترح علي أن يعطيني هبة من بعض أملاكه كعرفانا وشكرا لي , في الحقيقة أنا لم أقبل لأنني أرى أنني فعلت ما يمليه علي ضميري , وما قمت به واجب إنساني وأخلاقي ومهني , إلا أنه مصر جدا على إعطائي هذه الهبة , أخشى إذا قبلت أن أكون أخذت حقوق غيري بغير وجه حق , هل يجوز لي قبول هذه الهبة ؟ أفتونا شيخنا الفاضل وفقكم الله وجزاكم عنا خير الجزاء وأجزله.. _____________________________________ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . يجوز له أن يَقبل تلك الْهِبَة التي يُريد أن يَهَبَها له النصراني . وَهِبَتُه نافذة إلاّ أن تكون في مرض الموت . وذلك : أن الرَّجُل يتصرّف في مالِه في حال حياته . ويجوز للمسلم أن يقبل هدية من غير المسلم ، وأن يُهدِي لغير المسلم . وقد قَبِل النبي صلى الله عليه وسلم الهدية من المشركين ، وأهدى لهم . وعليه أن يحرص على دعوة جاره النصراني إلى الإسلام ؛ لأن الإحسان يجتذِبُ القلوب ، وأن يتصوّر أنه قريب له يوشِك أن يسقط في نار عظيمة . وهذا مِن باب مُقابَلة الإحسان بالإحسان ، فالنصراني يُريد أن يُحسن إليه بالمال ، فليُحسن إليه هو بِما هو أعظم مِن الدنيا كُلها ، وهو الإسلام . وسبق الجواب عن : سؤال عن صحة موضوع عن " الهدية" http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1566 هل تجوز الصدقة على الكافر ، وكذلك الهدية ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2112 هل تجوز الصَّدقة على الكافر ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12280 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 05:21 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى