منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم الأسرة المسلمة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=13)
-   -   حاول الإصلاح بين أخويه المتخاصمين ولم بفلح .. فكيف يتصرف ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16181)

نسمات الفجر 06-05-2017 03:18 AM

حاول الإصلاح بين أخويه المتخاصمين ولم بفلح .. فكيف يتصرف ؟
 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أثابكم الله
سائل يقول:رأيت في المنام كأن والدي المتوفى رحمه الله يقول لي عليك أن تذهب إليهم وإن لم تفعل فهذا سيؤلمني وفهمت من كلامه أنه يقصد أن أذهب إلى أخويَّ المتخاصمين وأصلح بينهما وبالفعل ذهبت وأصلحت بينهما, إلا أن المشكلة أنني عندما أكون معهما يظهران لي أنهما تصالحا وأن كل شيء على ما يرام ,ولكن بعد ذلك يعودان للقطيعة ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذه ليست المرة الأولى فقد سبق وأن أصلحت بينهما وفعلا نفس الشيء .كيف أتصرف يا فضيلة الشيخ ؟ وهل الرؤيا التي رأيت صادقة ؟
أفتونا شيخنا الفاضل وفقكم الله وجزاكم عنا خير الجزاء
____________________________________


الجواب :

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يُرجَى أن تكون الرؤيا التي رآها رؤيا حقّ .

وليُجدد المحاولة ، ويُصلح بينهما ، ولا ييأس .
وليُذكّرهما بإثم قطيعة الرَّحم ، وأن هذا قد جَمَع مع قطيعة الرَّحم عقوق الأب في قبره ؛ لأنه أخبر في الرؤيا أن هذا يُؤلمه .
وقطيعة الرَّحم مِن كبائر الذنوب .
وقطيعة الرَّحم مِن أسباب اللعن ، كما قال تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) .

وقاطِع الرَّحِم لا يدخل الجنة
، بِنَصّ قوله عليه الصلاة والسلام : لا يدخل الجنة قاطع . رواه البخاري ومسلم .
بل قال عليه الصلاة والسلام : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في " الكبرى " ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وإذا كان لا يجوز للمسلم أن يَهجر أخاه المسلم الذي لا تربطه بِه صِلة رَحم ، فكيف بأخيه القريب ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن هجر أخاه سَنَة فهو كَسَفْكِ دَمه .رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدبِ المفردِ " وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وقطيعة الرَّحم عقوبته مُعجّلة في الدنيا ، ومؤجّلة في الآخرة .
قال عليه الصلاة والسلام : ما مِن ذَنْب أجْدر أن يُعَجِّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يُدَّخَر له في الآخرة مِن البَغي وقَطيعة الرَّحم . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

يُضاف إلى ذلك : ما جاء مِن التشديد في عقوق الوالدين ، والأمر بِبِرّهما حتى بعد الممات .
عليه الصلاة والسلام : أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلاثًا ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ . رواه البخاري ومسلم .

والبِرّ بالوالد في حياته وبعد مماته ، بل لعله بعد مماته أفضل لأنه لا مُجاملة فيه ولا مُراعاة لأحد إلاّ مراعاة لِحقّ الله تبارك وتعالى والبِرّ بوالده .

وسبق :
التلازم بين الكُفر والإفساد في الأرض وقطيعة الأرحام
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6309

هل تُقبَل الأعمال الصَّالِحة مِن إنسان بينه وبين أمِّه خصومة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8877

هل عدم البر بأجدادي يكون عقوقًا لوالديّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16010

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


الساعة الآن 01:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى