ما هو القضاء المبرم والقضاء المعلق ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفظكم الله ورعاكم فضيلة الشيخ ما هو القضاء المبرم والقضاء المعلق؟ وما الفرق بينهما ؟ وهل الدعاء يرد جميع القضاء بنوعيه ؟ بارك الله فيكم _____________________________________ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . هناك فَرْق بين القَدَر وبين القضاء ، وهناك تلازم بينهما . قال ابن الأثير : المراد بالقَدَر : التقْدير ، وبالقضاء : الْخَلْق ، كَقَولِه تعالى : (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) أي : خَلَقَهُنَّ . فالقضاء والقَدَر أمران مُتَلازِمان لا يَنْفَك أحدُهما عن الآخَر ؛ لأن أحدَهُما بِمَنْزلة الأساس وهو القَدَر ، والآخَرَ بِمَنْزِلة البِناء وهو القَضاء ؛ فمن رَام الفَصْل بينهما فقد رام هَدْم البِناء ونَقْضَه . اهـ . وقال المناوي : القضاء إنْفَاذ الْمُقَدَّر . والعلماء يُفرِّقون بين القضاء الْمُبْرَم والقضاء المعلَّق . فيقولون : القضاء الْمُبْرَم هو الذي في اللوح المحفوظ ، وهو الذي لا يَقبَل الْمَحْو . والقضاء المعلَّق هو الذي في أيدي الملائكة ، وهو ما يَقبَل الْمَحْو ، كقوله تبارك وتعالى : (أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ) قال النووي في شرح حديث أم حبيبة رضي الله عنها : اللهم أمتعني بِزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان ، وبأخي معاوية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد سألت الله عز وجل لآجال مضروبة ، وأيام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، ولن يُعجل شيئا قبل حِلّه ، أو يُؤخِّر شيئا عن حِلّه ، ولو كنت سألت الله أن يُعيذك مِن عذاب في النار ، أو عذاب في القبر ؛ كان خيرا وأفضل : وهذا الحديث صريح في أن الآجال والأرزاق مُقدَّرة لا تتغير عما قَدّره الله تعالى وعلمه في الأزَل ، فيستحيل زيادتها ونقصها حقيقة عن ذلك . وأما ما وَرَد في حديث صِلة الرحم تَزيد في العمر ونظائره فقد سبق تأويله في باب صلة الأرحام واضحا . قال المازري هنا : قد تقرر بالدلائل القطعية أن الله تعالى عَلم بالآجال والأرزاق وغيرها ، وحقيقة العِلم معرفة المعلوم على ما هو عليه ، فإذا عَلِم الله تعالى أن زيدا يموت سنه خمسمائة استحال أن يموت قبلها أو بعدها لئلا ينقلب العِلم جهلا ، فاستحال أن الآجال التي عَلِمها الله تعالى تزيد وتنقص ، فيتعيَّن تأويل الزيادة أنها بالنسبة إلى ملك الموت أو غيره مِمّن وَكّله الله بِقبض الأرواح ، وأمَره فيها بآجال ممدودة ، فإنه بعد أن يأمُره بذلك أو يُثبته في اللوح المحفوظ يَنقص منه ويَزيد على حسب ما سَبق به علمه في الأزل ، وهو معنى قوله تعالى : (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) . اهـ . وسبق الجواب عن : مَن كُتِب في بطن أمه أنه مِن الأشقياء هل بالدعاء يتغير القَدَر فيكون من السعداء ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4086 طول العمر بِصِلَة الرَّحِم http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4482 كيف نُوفّق بين الدعاء وأن ما ندعو به مقدر مكتوب ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14522 التلازم بين الكُفر والإفساد في الأرض وقطيعة الأرحام http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6309 حكم قول "اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنما اللطف فيه " https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9426 والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 10:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى