نسمات الفجر
12-07-2016, 08:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خير ونفع فضيلة الشيخ
أريد شرح هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا طيرة. وخيرها الفأل». قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟! قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم»
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وحفظكم وأعلى مقامكم في الدنيا والآخرة
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gifالجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحب الفأل ، ولَمّا سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : عن الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة يَسمعها أحدكم . رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا عدوى ولا طِيَرة ، ويعجبني الفأل ، قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : الكلمة الحسنة .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يُحِبّ الكلمة التي تدلّ على خير ، ويكون فيها يُسْر ، ولذلك لَمّا جاء سُهيل بن عَمرو رضي الله عنه يوم الحديبية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : لَقَد سَهُل لَكُم مِن أَمْرِكُم . رواه البخاري تعليقا .
قال العيني : تفاءل النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِاسْمِ سُهَيْل بن عَمْرو على أَن أَمْرَهم قد سَهل لَهُم . اهـ .
وقال الباجي : ولا يجري هذا مَجرى الطِّيَرة ؛ لأن الفأل إنما هو لاستحسان اسم يتضمن نجاحا ، أو مَسَرّة ، أو تسهيلا ؛ فتطيب النفس لذلك . اهـ .
وفي حديث أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعجبه إذا خَرَج لحاجة أن يَسمع : يا راشد ، يا نجيح . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
قال ابن عبد البر : وقد رَوى حماد بن سلمة عن حُميد الطويل عن بَكر بن عبد الله المزني قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توجّه لحاجة يُحب أن يسمع : يا نجيح ، يا راشد ، يا مبارك .
وقال ابن عون عن ابن سيرين : كانوا يَستحبون الفأل ، ويكرهون الطِّيَرة .
قال ابن عون : ومثل ذلك أن تكون باغيا طالبا ، فتَسْمَع : يا واجد ، أو تكون مريضا ، فتَسْمَع : يا سالم . اهـ .
وقال ابن العربي : الفأل هو الاستدلال بما يَسمع مِن الكلام على ما يُريد من الأمر إذا كان حَسنا ، فإن سَمِع مكروها فهو تطيّر ، وأمَر الشَّرع بأن يَفرح بالفأل ، ويمضي على أمره مسرورا به ، فإذا سَمع المكروه أعرض عنه ولم يَرجع لأجله ، وقال كما علمه النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم لا طير إلاّ طيرك، ولا خير إلاّ خيرك ، ولا إله غيرك . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الفأل الذي يُحِبّه : هو أن يَفعل أمْرًا ، أو يَعزم عليه مُتوكِّلا على الله ، فيَسمع الكلمة الحسنة التي تَسرّه ، مثل : أن يسمع : يا نجيح ، يا مُفلح ، يا سَعيد ، يا منصور ، ونحو ذلك . اهـ .
ولا يجوز أن يَرجع الإنسان عن حاجته لأجل كلمة سَمِعها ، فإن فَعَل فقد أتى بَابًا مِن أبواب الشِّرك .
ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن رَدّته الطيرة مِن حاجة ، فقد أشرك ، قالوا : يا رسول الله ، ما كفارة ذلك ؟ قال : أن يقول أحدهم : اللهم لا خير إلاّ خيرك ، ولا طير إلاّ طيرك ، ولا إله غيرك . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .
وينبغي العِلْم بأن الفأل لا تأثير له في العَزم ، ولا في ترك العمل ، وإنما هو مما يَنشرح به الصدر ، وترتاح له النَّفس ، ويَحسُن به الظنّ .
قال الشيخ حافظ الحكمي : ومِن شرط الفأل أن لا يَعتمد عليه ، وأن لا يكون مقصودا ، بل أن يتفق للإنسان ذلك مِن غير أن يكون له على بال .
ومِن البدع الذميمة والمحدثات الوَخيمة مأخذ الفأل مِن المصحف ، فإنه مِن اتخاذ آيات الله هزوا ولعبا ولَهْوا , ساء ما يعملون .
وما أدري كيف حال من فتح على قوله تعالى : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ) ، وقوله : (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ) ، وأمثال هذه الآيات .
ويُروى أن أول من أحدث هذه البدعة بعض الْمَرْوانِيّة ، وأنه تفاءل يوما ففتح المصحف ، فاتفق لاستفتاحه قول الله عز وجل : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) الآيات . فيُقال : إنه أحرق المصحف غضبا مِن ذلك , وقال أبياتا لا نُسوّد بها الأوراق . والمقصود أن هذه بدعة قبيحة , والفأل إذا قَصَده المتفائل فهو طِيرة ، كالاستقسام بالأزلام , وقد رَوى الإمام أحمد في تعريف الطيرة حديث الفضل بن العباس رضي الله عنهما : " إنما الطيرة ما أمْضَاك أو رَدّك " . اهـ .
وسبق الجواب عن :
هل حديث : " لا عدوى ولا طيرة " صحيح ؟ وما معناه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11866
ما حكم التفاؤل والتشاؤم في الإسلام ؟ وكيف يكون الشؤم في المرأة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2139
ما هي حدود التفاؤل والأمل في الإسلام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18442
ماذا تعني الطيرة ؟ وما هي علاقتها بالشؤم أو الفأل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18701
ومقال بعنوان :
رَأى النَّعش فَتفاءل
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5808
وخُطبة جُمعة عن .. (حُسن الظن بالله)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16846
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خير ونفع فضيلة الشيخ
أريد شرح هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا طيرة. وخيرها الفأل». قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟! قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم»
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وحفظكم وأعلى مقامكم في الدنيا والآخرة
http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gifالجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحب الفأل ، ولَمّا سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : عن الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة يَسمعها أحدكم . رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا عدوى ولا طِيَرة ، ويعجبني الفأل ، قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : الكلمة الحسنة .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يُحِبّ الكلمة التي تدلّ على خير ، ويكون فيها يُسْر ، ولذلك لَمّا جاء سُهيل بن عَمرو رضي الله عنه يوم الحديبية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : لَقَد سَهُل لَكُم مِن أَمْرِكُم . رواه البخاري تعليقا .
قال العيني : تفاءل النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِاسْمِ سُهَيْل بن عَمْرو على أَن أَمْرَهم قد سَهل لَهُم . اهـ .
وقال الباجي : ولا يجري هذا مَجرى الطِّيَرة ؛ لأن الفأل إنما هو لاستحسان اسم يتضمن نجاحا ، أو مَسَرّة ، أو تسهيلا ؛ فتطيب النفس لذلك . اهـ .
وفي حديث أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعجبه إذا خَرَج لحاجة أن يَسمع : يا راشد ، يا نجيح . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
قال ابن عبد البر : وقد رَوى حماد بن سلمة عن حُميد الطويل عن بَكر بن عبد الله المزني قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توجّه لحاجة يُحب أن يسمع : يا نجيح ، يا راشد ، يا مبارك .
وقال ابن عون عن ابن سيرين : كانوا يَستحبون الفأل ، ويكرهون الطِّيَرة .
قال ابن عون : ومثل ذلك أن تكون باغيا طالبا ، فتَسْمَع : يا واجد ، أو تكون مريضا ، فتَسْمَع : يا سالم . اهـ .
وقال ابن العربي : الفأل هو الاستدلال بما يَسمع مِن الكلام على ما يُريد من الأمر إذا كان حَسنا ، فإن سَمِع مكروها فهو تطيّر ، وأمَر الشَّرع بأن يَفرح بالفأل ، ويمضي على أمره مسرورا به ، فإذا سَمع المكروه أعرض عنه ولم يَرجع لأجله ، وقال كما علمه النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم لا طير إلاّ طيرك، ولا خير إلاّ خيرك ، ولا إله غيرك . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الفأل الذي يُحِبّه : هو أن يَفعل أمْرًا ، أو يَعزم عليه مُتوكِّلا على الله ، فيَسمع الكلمة الحسنة التي تَسرّه ، مثل : أن يسمع : يا نجيح ، يا مُفلح ، يا سَعيد ، يا منصور ، ونحو ذلك . اهـ .
ولا يجوز أن يَرجع الإنسان عن حاجته لأجل كلمة سَمِعها ، فإن فَعَل فقد أتى بَابًا مِن أبواب الشِّرك .
ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن رَدّته الطيرة مِن حاجة ، فقد أشرك ، قالوا : يا رسول الله ، ما كفارة ذلك ؟ قال : أن يقول أحدهم : اللهم لا خير إلاّ خيرك ، ولا طير إلاّ طيرك ، ولا إله غيرك . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .
وينبغي العِلْم بأن الفأل لا تأثير له في العَزم ، ولا في ترك العمل ، وإنما هو مما يَنشرح به الصدر ، وترتاح له النَّفس ، ويَحسُن به الظنّ .
قال الشيخ حافظ الحكمي : ومِن شرط الفأل أن لا يَعتمد عليه ، وأن لا يكون مقصودا ، بل أن يتفق للإنسان ذلك مِن غير أن يكون له على بال .
ومِن البدع الذميمة والمحدثات الوَخيمة مأخذ الفأل مِن المصحف ، فإنه مِن اتخاذ آيات الله هزوا ولعبا ولَهْوا , ساء ما يعملون .
وما أدري كيف حال من فتح على قوله تعالى : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ) ، وقوله : (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ) ، وأمثال هذه الآيات .
ويُروى أن أول من أحدث هذه البدعة بعض الْمَرْوانِيّة ، وأنه تفاءل يوما ففتح المصحف ، فاتفق لاستفتاحه قول الله عز وجل : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ) الآيات . فيُقال : إنه أحرق المصحف غضبا مِن ذلك , وقال أبياتا لا نُسوّد بها الأوراق . والمقصود أن هذه بدعة قبيحة , والفأل إذا قَصَده المتفائل فهو طِيرة ، كالاستقسام بالأزلام , وقد رَوى الإمام أحمد في تعريف الطيرة حديث الفضل بن العباس رضي الله عنهما : " إنما الطيرة ما أمْضَاك أو رَدّك " . اهـ .
وسبق الجواب عن :
هل حديث : " لا عدوى ولا طيرة " صحيح ؟ وما معناه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11866
ما حكم التفاؤل والتشاؤم في الإسلام ؟ وكيف يكون الشؤم في المرأة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2139
ما هي حدود التفاؤل والأمل في الإسلام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18442
ماذا تعني الطيرة ؟ وما هي علاقتها بالشؤم أو الفأل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18701
ومقال بعنوان :
رَأى النَّعش فَتفاءل
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5808
وخُطبة جُمعة عن .. (حُسن الظن بالله)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16846
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض