|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل صحيح أن المغتاب إذا مات قبل أن يتوب فهو أول من يدخل النار ؟
بتاريخ : 28-02-2010 الساعة : 10:54 PM
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شيخنـا الفاضل
وددت أن أطرح عليك سؤالا يتلخص في حديث سمعته من إحدى الأخوات
تقول بأنها ممن يتابعون الداعية ...
حيث أخبرتني بأنه قال : المغتاب إذا مات قبل أن يتوب فهو أول من يدخـل النار ،
وإذا تاب فهو آخــــر من يدخل الجنّـة .
لا أعلم أهو حديث شريف
أم ماذا ؟؟ أريـد التوضيح أكثر جزاك الله خيـرا
أسأل الله أن يهدينا إلى ما فيه صالحنا..
وأن يرزقك العلم زيادة على علمك والثبات
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا شك أن الغيبة كبيرة من كبائر الذنوب ، وهي مُتعلِّقفَة بِحَقّ الْمَخلُوق ، وحقوق الْخَلْق مَبْنِيّة على الْمُقاصَة ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : من كانت لـه مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بِقَدْرِ مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه . رواه البخاري .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقَاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء . رواه مسلم .
وأما قول : " المغتاب إذا مات قبل أن يتوب فهو أول من يدخـل النار ، وإذا تاب فهو آخر من يدخل الجنّـة " ، فهو قول يحتاج إلى دليل ، ولا أعلم دليلا يَصِح في ذلك .
بل مَن تاب تاب الله عليه .
قال تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
قال الإمام القرطبي : فلا يَبْعُد في كَرَم الله تعالى إذا صَحَّت توبة العبد أن يَضَع مَكان كُلّ سَيئة حَسَنة . اهـ .
وهذا عام في كل سيئة ، ول وتعلّقت بحقوق العباد ؛ فقد قَبِل الله توبة قاتِل المائة نَفْس ، مع أن ذنوبه وجرائمه مُتعلِّقة بِحقوق العباد .
ومثله قوله عليه الصلاة والسلام : يضحك الله إلى رجلين يَقْتل أحدهما الآخر يَدخلان الجنة ، يَقاتِل هذا في سبيل الله فيُقْتَل ، ثم يتوب الله على القَاتِل ، فيُسلم فيُقاتِل في سبيل الله عز وجل ، فيُستشهد . رواه البخاري ومسلم .
وللفائدة :
هل تُقبل توبة المسيء إذا لم يسامحه الْمُساءُ إليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7777
أخطأتُ في حق إنسان وأريد التوبة ، ولَمّا طلبت منه السماح لم يسامحني
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10810
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|