العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي قال لي : لا يجوز الحديث في العقيدة
قديم بتاريخ : 19-02-2010 الساعة : 07:29 PM

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

وجزاكم الله خيرا

تكلمت مع أحد عناصر جماعة التبليغ وقال : إنه لا يجوز الحديث في العقيدة ، وإن العلماء الأئمة الأربعة لم يُذكر عنهم أنهم تكلموا في العقيدة . هل هذا الكلام صحيح ؟

وإذا لم يكن صحيحا فما هو الدليل ؟




الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً

هذه جَهالة تُضاف إلى جهالات تلك الجماعة ! وقديما قيل : مَن جهل شيئا عاداه ! فالعقيدة أُسّ الدِّين ، وعليها قام ، وإليها دعا الأنبياء والرُّسُل ، ولأجلها أُنزِلت الكُتُب .

قال ابن القيم رحمه الله عن كلمة التوحيد : كلمةٌ قامت بـها الأرض والسماوات ، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات وبها أرْسَلَ الله تعالى رسلَه ، وأنزل كُتُبَه ، وشرع شرائِعَه ، ولأجلها نُصبت الموازين ، ووضِعَتِ الدواوين ، وقام سوقُ الجنة والنار ، وبها انقسمت الخليقةُ إلى المؤمنين والكفار ، والأبرار والفجار ، فهي منشأ الخلقِِ والأمر والثوابِ والعقاب ، وهي الحقُّ الذي خُلقت له الخليقة ، وعنها وعن حقوقها السؤالُ والحساب ، وعليها يقعُ الثوابُ والعقاب ،

وعليها نُصِبَتِ القبلة وعليها أسِّستِ الملة ، ولأجلها جُرِّدت سيوفُ الجهاد ، وهي حقُّ الله على جميع العباد ، فهي كلمة الإسلام ومفتاحُ دارِ السلام ، وعنها يُسـألُ الأولون والآخِرون ، فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين : ماذا كنتم تعبدون ؟ وماذا أجبتم المرسلين ؟ فجوابُ الأولى بتحقيق لا إله إلا الله معرفةً وإقراراً وعملا . وجوابُ الثانية بتحقيق أن محمداً رسولُ الله معرفة وإقرارا وانقيادا وطاعة . اهـ .

بل قرر غير واحد من أهل العلم أن القرآن من أوله إلى آخره هو في تقرير التوحيد .

قال الشاطبي في قوله تعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْم أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ): فإن سياق الكلام يدل على أن المراد بالظلم أنواع الشرك على الخصوص ، فإن السورة من أولها إلى آخرها مقررة لقواعد التوحيد ، وهادمة لقواعد الشرك . اهـ .

وقال ابن القيم : وغالب سور القرآن ، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد ، بل نقول قولا كليا : إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهِدة به ، داعية إليه ، فإن القرآن إمّا خَبَرٌ عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخَلْع كل ما يُعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومُكمِّلاته ،

وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده ، وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحِلّ بهم في العقبى من العذاب ، فهو خبر عمّن خرج عن حكم التوحيد ، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه ، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم

فـ(الحمد لله) توحيد ، (رب العالمين) توحيد ، (الرحمن الرحيم) توحيد ، (مالك يوم الدين) توحيد ، (إياك نعبد) توحيد ، (وإياك نستعين) توحيد ، (اهدنا الصراط المستقيم) توحيد متضمن لسؤال الهداية إلى طريق أهل التوحيد الذين أنعم الله عليهم ، (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) الذين فارقوا التوحيد ، ولذلك شهد الله لنفسه بهذا التوحيد ، وشَهِدَ له به ملائكتُه وأنبياؤه ورسله قال : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) . اهـ .

وأما قول القائل : إن الأئمة الأربعة لم يُذكَر عنهم أنهم تكلّموا في العقيدة . فهذا دالّ على جهل القائل ، فإنه ما من إمام من أئمة أهل السنة إلا وله كلام في أصول الدِّين ، وفي مسائل العقيدة ، بل لهم مؤلّفات في إثبات العقيدة والردّ على المخالفين .

ومن أراد الوقوف مع كلام الأئمة وما نُقِل عنهم في مسائل العقيدة ، فليَرجِع إلى كتاب " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ، مِن الكتاب والسُّـنَّـة وإجماع الصحابة والتابعين مِن بعدِهم " تأليف : الإمام اللالكائي .

فإنه يَنقل عن الأئمة كثيراً ، بل قد يَنقل كُتُباً بأكملها في العقيدة . وقد نَقَل في الجزء الأول من كتابه المشار إليه : سياق ما روي عن المأثور عن السلف في جمل اعتقاد أهل السنة والتمسك بها ، والوصية بحفظها قرنا بعد قرن .

ثم ساق اعتقاد السلف ، فقال : اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله عنه – فذَكَر بعض ما روي عنه في العقيدة – اعتقاد أبي عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي – وذَكَر بعض ما روي عنه في العقيدة – اعتقاد سفيان بن عيينة رضي الله عنه – وذَكَر بعض ما روي عنه في العقيدة – اعتقاد أحمد بن حنبل رضي الله عنه – وذَكَر بعض ما روي عنه في العقيدة – وقد نَقَل عنه قُرابة عشر صفحات من كلامه في العقيدة .

اعتقاد علي بن المديني ومن نقل عنه ممن أدركه من جماعة السلف – وذَكَر بعض ما روي عنه في العقيدة – اعتقاد أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي الفقيه رحمه الله . اعتقاد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في جماعة من السلف الذين يروي عنهم .

اعتقاد أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، وأبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازيين ، وجماعة من السلف ممن نقل عنهم رحمهم الله . اعتقاد سهل بن عبد الله التستري . اعتقاد أبي جعفر محمد بن جرير الطبري – ونَقَل عنه أكثر كتابه الْمُسمَّى : " صريح السنة " .

وهذا على سبيل المثال ، وإلاّ فإن الكتاب حافل بأقوال السلف ، والنقل عنهم في كثير من مسائل الاعتقاد .

ويُرجَع كذلك إلى الكُتُب التي سُمِّيَت بـ " السُّـنَّـة " مثل : كتاب " السُّـنَّـة " لعبد الله بن الإمام أحمد . وكتاب " السُّـنَّـة " لابن أبي عاصم . وغيرها من كُتُب العقيدة .

وقد أفرَد الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس عقائد بعض الأئمة ، وكلامهم في العقيدة بمؤلَّفَات خاصة ، وبين يدي كتاب " عقيدة إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله " ، ذَكَر فيه الدكتور عقيدة الإمام مالك في :

التوحيد

في القَدَر

في الإيمان

في الصحابة

في نَهْيِه عن الخصومات والأهواء والبِدع في الدِّين .

نَهيه عن الشِّرك ووسائله ..

ولا شك أن مَن دَعَـا إلى الرقائق فَحسب أنه لا يَدعو إلى الله على بصيرة . وأنه يُخالِف سُـنّـة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويُخالِف نهجَـه وهَديَـه ، بل يُخالِف طريقة الأنبياء والرُّسل عموما ، فإن الله ما أرسل من رسول إلى دعا إلى توحيد الله ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) .

وكل نبي أمر أمَّـتـه بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة ، كما قال عز وجلّ : (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرُهُ) قال ذلك على لسان نوح ، وعلى لسان هود ، وعلى لسان صالح ، وعلى لسان شُعيب ، عليهم الصلاة والسلام .

وهكذا .. فكل نبيّ دعا إلى توحيد الله .

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم دعا إلى التوحيد ثلاث عشرة سنة ، يدعو إلى التوحيد ، ولم يَدعُ إلى غيره من الشرائع والشعائر . فأنت ترى أن التوحيد هو محور الرسالات ، وعليه تدور رحى الإسلام ، كما يقول ابن القيم رحمه الله .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل هذه الألفاظ تخالف العقيدة (لا يرحم ولا يخلي رحمة ربنا تنزل) (حارسه اسم النبي ) .. ؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 22-09-2012 01:50 AM
حكم من لم يعلم ابنه العقيدة الصحيحة محب السلف قسم الأسرة المسلمة 1 26-03-2010 10:26 AM
ما معنى علم الفقه و العقيدة ؟ *المتفائله* قسـم الفقه العـام 0 02-03-2010 10:54 PM
هل يُحاسب المسلم على خواطِر نفسه عن العقيدة ؟ نسمات الفجر قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 20-02-2010 08:12 AM
أعاني من شبهات ووساوس في أمور العقيدة راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 11-02-2010 05:05 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى