[ناصرة السنة]

وصلتني هذه الرسالة عبر الهاتف المحمول ؟
وهي تقول ؟

يا رب إذا جمعتني و إياها يوم القيامة فأجعلني أراها و لا تراني هي يارب
و تساءلات هل يجوز ان نرسل مثل تلك الرسائل
؟
قد يقول البعض و لما لا؟

لنقف قليلا و نرى
أوليس هذا من الإشتراط على الله سبحانه و تعالى

إولا يعد ذلك من التعدي في الدعاء؟


ما رأيكم
أليس هو من التعدي في الدعاء



الجواب


هذا من التعدي في الدعاء

فقد سمع سعد بن أبي وقاص ابناً لـه يُصلي فكـأن يقول في دعـائه : اللهم إني أسألك الجنة ، وأسألك من نعيمها ، وبـهجتها ، ومن كذا ، ومن كذا ، ومن كذا ومن كذا ، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالـها ، ومن كذا ، ومن كذا . قال : فسكت عنه سعد ، فلما صلى قال لـه سعد : تعوّذت من شر عظيم ، وسألت نعيماً عظيماً – أو قال : طويلاً ، شعبة شك – قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، وقرأ : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) [ الأعراف : 55 ] قال شعبة : لا أدري قوله : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَة) هذا من قول سعد أو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . وقال لـه سعد : قل : اللهم أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل .

وعن عَبْد اللّهِ بْن مُغَفّل أنه سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ : اللّهُمّ إِنّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنّةِ إِذَا دَخَلْتُهَـا ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيّ سَلِ اللّهَ الْجَنّةَ ، وَعُـذْ بِهِ مِنَ النّارِ ، فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُول : سَيَكُونُ قوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدّعَاءِ

كما أن هذه الصيغة : فأجعلني أراها و لا تراني .

مُشعرة بالنقص

فقد ثبت في الصحيحين من حديث سهل بن سعد عن النبي أنه قال : إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء .
وفي حديث أبي سعيد : كما تراءون الكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي .

فهذه الرسالة من الاعتداء في الدعاء

وأمس وصلتني رسالة فيها :

اللهم اجعل لقارئ هذه الرسالة قصرا في الجنة يُطلّ على العرش !

فتساءلت : كيف يكون هذا ، والعرش فوق الفردوس ؟؟

ففي البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي أنه قال : إذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة .

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد