السلام عليكم
جزاكم الله شيخنا الفاضل ووفقكم
تقول السائلة : ابني في الصف السادس الابتدائي وأحاول ما استطعت تعليمه أمور ديننا ولكني أحيانا لا أعرف التصرف أمام بعض الأمور ، مثلاً في المدرسة عليهم الحضور مبكراً لأداء تحية العلم ومن يتخلف يعاقب وقد قرأت عدة فتاوى بتحريم تحية العلم
سؤالي : كيف أعلم ابني الصح ولا أستطيع منعه من الحضور المبكر للمدرسة وأداء تحية العلم لكي لا يعاقب ؟
وباركَ الله فيكم
_____________________________________
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبّه باليهود والنصارى ، ومِن ذلك : كون السلام بالإشارة ، مثل : التحية العسكرية ، وتحية العَلَم .
قال عليه الصلاة والسلام : لا تَشَبّهوا باليهود ولا بالنصارى ، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع ، وتسليم النصارى الإشارة بالأكُف . رواه الترمذي ، وحسنه الألباني .
وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تُسلِّموا تسليم اليهود ، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة . رواه النسائي .
وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
هل يجوز الوقوف تعظيما لأي سلام وطني ، أو عَلَم وطني ؟
فأجابوا : لا يجوز للمسلم القيام إعظاما لأي عَلَم وطني أو سلام وطني ، بل هو مِن البدع المنكرة التي لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عهد خلفائه الراشدين رضي الله عنهم ، وهي منافية لكمال التوحيد الواجب وإخلاص التعظيم لله وحده ، وذريعة إلى الشرك ، وفيها مشابهة للكفار وتقليد لهم في عاداتهم القبيحة ، ومجاراة لهم في غلوهم في رؤسائهم ومراسيمهم ، وقد نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم أو التّشبُّه بهم . اهـ .
وأحقّ الناس بالتعظيم والإجلال هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك ما كان الصحابة رضي الله عنهم يَقومُون لِرسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال أنسُ بن مالك رضي الله عنه : ما كان شخصٌ أحبّ إليهم من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لِمَا يعلمون مِن كَراهيته لذلك . رواه الإمام أحمد والترمذي والبخاري في " الأدبِ المفردِ " بأسانيدَ صحيحة .
ويُمكن تعليم الابن أن هذا خطأ ، وأنه لا يجوز الوقوف للعَلَم ، وأنه لا يجوز له أداء تحية العَلَم ، وإذا أُلْزِم فِعل هذا الشيء فليفعله وهو كارِه له ؛ لأنه لا يجوز أداء تحية العَلَم ، كما تقدَّم .
ويكون له حُكم الْمُكْرَه ؛ لأنه إذا لم يَفعل ذلك فسوف يُعاقَب ، والإثم على مَن عاقبه إذا لم يُؤدِّ تحية العَلَم .