العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما المقصود بحسن الظن الوارد في الحديث أنا عند حسن ظن عبدي بي"؟
قديم بتاريخ : 11-02-2010 الساعة : 02:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فضيلة الشيخ..
جزاكم المولى الجنة وأعانكم على ذكره
وشكره وحسن عبادته..
سؤالي من بعد إذنكم هو:
ما المقصود بحسن الظن الوارد في الحديث القدسي "أنا عند حسن ظن عبدي بي"؟؟
وكيف يحسن رب العباد ظنه بعبده والعكس؟؟
ووفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وأعانك الله .

يشتهر على ألأسنة بعض الناس زيادة " حُسْن " في الحديث ، والحديث مُخرّج في الصحيحين وليس في شيء مِن طُرُق الحديث هذه الزيادة ، وقد وَرَدَتْ عند البيهقي في شُعب الإيمان ، وعند تمّام في فوائده من حديث ابن مسعود .

ومِن ألفاظ الحديث في الصحيحين : يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي .

وأما إحسان الظّن فيكون بِعدّة أشياء ، منها :
أن يَظُنّ بِربِّـه خيرا مِن مغفرة الذنوب ، إذا تاب وأناب ، ونَدِم واستغفر ، فإن ظَنّ أن الله لا يغفر ذنبا من الذنوب ، فقد أساء الظنّ بِربِّـه .
أن يَظُنّ بِربِّـه أنه مُنْجِز له مَا وَعَده في الدنيا والآخرة إذا هو وفَّـى بِما طُلِب منه ، وأتَى بِما أُمِر به .
فيُحسِن الظّن بِربِّـه أن الله لا يُخلِف الميعاد ، فيُجازي الْمُحْسِن بالإحسان ، ولا يُضيع أجْر مَن أحسن عملا ، وأنه سبحانه وتعالى يَرزق عِباده ، فلا يُضِيع أحدا .
وأن يُحسِن العَمَل ولا يَتَكِّل على سَعَة رحمة الله عزّ وَجَلّ ؛ لأن إحسان العَمَل هو شأن المؤمنين .
قال الحسن البصري : إن المؤمن أحْسَن الظن فأحْسَن العَمَل .
ويُؤيِّد هذا القول ما جاء في الحديث بعد هذه الجملة " أنا عند ظن عبدي بي " حيث جاء فيه :
وأنا مَعه إذا ذكرني ، فإن ذَكَرني في نفسه ذَكَرْته في نفسي ، وإن ذَكَرني في مَلأ ذَكَرْته في مَلأ خير منهم ، وإن تَقَرّب إليّ شِبرا تَقَرّبت إليه ذِراعا ، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه بَاعًا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .


وأكثر ما ينبغي أن يُحسن المؤمن ظَـنَّـه بِربِّـه عند حضور الأجل .
قال عليه الصلاة والسلام : لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . رواه مسلم .
فيُرجِّح جانب الرجاء عند الموت ويُحسِن ظنّـه بالله عزّ وَجَلّ .
وفي حديث أَنَس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْد فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو ، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ . رواه الترمذي وابن ماجه ، وقال الألباني : حَسَن .

ومِن إساءة الظَّنّ بالله عزّ وَجَلّ أن يَظُنّ أن الله يخذل عباده المؤمنين في الدنيا أو في الآخِرة إذا هم فَعلُوا ما أُمِروا به ، وانْتَهوا عمّا نُهوا عنه .
فإن مِن عادة الله تبارك وتعالى أن لا يَخْذل مُؤمِنا حَقَّق الإيمان .
ومِن إساءة الظنّ بالله عزّ وَجَلّ أن يُظُنّ به مثل ما ظَنَّت اليهود - لعنهم الله - حيث قالتْ ما قالتْ عن الله عزّ وَجَلّ ، وما وصَفَتْه به ، جلّ الله وتعالى عَمَّا يقولون .
وعموما ظَنّ السوء بالله عزّ وَجَلّ هو مِن أوصاف المشركين والمنافقين ، كما جاء ذلك في آيات الكِتاب العزيز .
أما المؤمن فهو يُحسِن الظن بِربِّـه تبارك وتعالى ، وإن رأى ما يَكره رَجَع على نفسه باللوم والتوبيخ ، وعاتبها أنه إنما خُذِل وأُتِي مِن قِبَلِها .

ومَن أحْسَن الظّن بِربِّـه وَجَد خيرا ، ومَن ظَن بِربِّـه غير ذلك وَجَد عاقِبة ذلك ، ولذلك قال الله عزّ وَجَلّ : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْء وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّة وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة الحديث الوارد في سورة الواقعة وهل فعلاً تقي من الفقر ؟ نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 28-02-2016 06:29 AM
سؤال عن المقصود بالبركة فى قول النبى "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا". ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 29-03-2010 06:20 PM
ما المقصود بِـ " عُرى الإسلام " في الحديث ؟ ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 22-03-2010 01:09 PM
ما عقيدة اهل السنة في القرأن الكريم ؟وما المقصود بكلمة "مخلوق "؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 07-03-2010 12:28 PM
حديث عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة رولينا قسـم السنـة النبويـة 0 15-02-2010 12:24 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى