[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا شيخ انا اعرف انه لا يجوز الصلاة في مكان مرتفع عن الامام الا في حالة اذا كان الماموم يرى الامام او يرى صفوف المامومين في المكان الموازي للامام كما في المسجد الحرام

فانا عندي اشكاليه في فهم الصلاة على سطح المسجد النبوي فهل تبين لي هذي ...؟؟



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يُفرِّق العلماء بين عُلوّ الإمام وعلوّ المأموم ؛ فيَمْنَعُون من عُلوّ الإمام ولا يمنعون علوّ المأموم .

وقد روى أبو داود من طريق همام أن حذيفة أمَّ الناس بالمدائن على دُكّان فأخذ أبو مسعود بقميصه فَجَبَذَه ، فَلَمَّا فرغ من صلاته قال : ألم تعلم أنهم كانوا يَنْهَون عن ذلك ؟ قال : بلى ، قد ذكرتُ حين مددتني . رواه أبو داود وصححه جمع من العلماء .

وروى أيضا من طريق عدي بن ثابت الأنصاري قال : حدثني رجل أنه كان مع عمار بن ياسر بالمدائن فأُقِيمت الصلاة ، فَتَقَدّم عمار ، وقام على دُكان يُصَلّي والناس أسفل منه ، فتقدم حذيفة فأخذ على يديه فاتبعه عمار حتى أنزله حذيفة ، فلما فرغ عمار من صلاته قال له حذيفة : ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا أمّ الرجل القوم فلا يَقُم في مكان أرفع من مقامهم ؟ أو نحو ذلك . قال عمار : لذلك اتبعتك حين أخذت على يدي .
وقال الألباني في هذا الحديث : حسن لغيره .

قال الشنقيطي رحمه الله : وأما مذهب الإمام أحمد في هذه المسألة - فهو التفصيل بين علو الإمام على المأموم ؛ فيُكره على المشهور من مذهب أحمد ، وبين عُلوّ المأموم الإمام فيجوز . قال ابن قدامة في المغني : المشهور في المذهب أنه يُكره أن يكون الإمام أعلى من المأمومين سواء أراد تعليمهم الصلاة أو لم يُرِد ، وهو قول مالك والأوزاعي وأصحاب الرأي ، وروي عن أحمد ما يدل على أنه لا يُكره . اهـ .
وقال : عُلوّ الإمام مكروه لما تقدم ويجمع بينه وبين قصة الصلاة على المنبر بجوازه للتعليم دون غيره . اهـ .

وقد نصّ الفقهاء على أن المسجد مُعَدّ للاجتماع ، فلا يضرّ علو المأموم أو نُزوله - كَمَن يكون في الأقبية - ولا يجب أن يرى الإمام ولا من يرى الإمام ؛ لأنه في المسجد .
ونَصُّوا أيضا على جواز الصلاة في سطح المسجد ، ولو لم يَر أمامًا أو مأمومًا .
وطالما أن المصلِّي في سطح المسجد يسمع التكبير ، فيَصِحّ اقتداؤه بالإمام .

قال الإمام النووي : للإمام والمأموم في المكان ثلاثة أحوال :
أحدها : أن يكونا في مسجد ، فَيَصِحّ الاقتداء ، سواء قَرُبت المسافة بينهما أم بَعُدت لكبر المسجد ، وسواء اتَّحَد البناء أم اختلف ، كصحن المسجد وصُفّته ، وسِرداب فيه ، وبئر ، مع سَطْحه وسَاحته ، والمنارة التي هي من المسجد ؛ تَصِحّ الصلاة في كل هذه الصور وما أشبهها إذا عَلِم صلاة الإمام ، ولم يَتَقَدّم عليه ، سواء كان أعلى منه أو أسفل ، ولا خلاف في هذا ، ونقل أصحابنا فيه إجماع المسلمين ...
الحال الثاني : أن يكون الإمام والمأموم في غير مسجد ...
الحال الثالث : أن يكون احدهما في المسجد والأخر خارجه ، فإن وَقَف الإمام في مسجد والمأموم في مَوَات مُتَّصِل به ، فإن لم يكن بينهما حائل جاز إذا لم يَزِد ما بينهما على ثلاثمائة ذراع . اهـ .

وهذا التقدير بالأذرع قال به الإمام الشافعي ، وهو تقريبي للقُرْب والبُعْد .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد