عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.35 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المحرمـات والمنهيات
افتراضي هل الدنيا هي من يقدر الامور ام الله ... ؟
قديم بتاريخ : 11-02-2010 الساعة : 10:24 PM

السلام عليكم

بارك الله فيكم وفي عمركم ووقتكم فضيلة الشيخ الوالد ..

عندي سوال لك شيخنا الفاضل ..

هناك انشودة يكررها العامة من الناس تقول بعض كلماتها ..

يــادنيا لا تقسي علــيا ... كفايــا جــروح وعـــذاب ليا

تعبت من كثر ما اداريك ... أمــــشي وراك وراعــــيك

السؤال .. هل الدنيا هي من يقدر الامور ام الله ... ؟

وايضا كلمات اغنيه عافانا الله واياكم بتداولها الناس وخصوصا في الزفات (زفات الافراح ) تقول كلماتها ..

يا ارض احفظي ما عليكي ....

اوكل الحفظ للارض ونسي الله جل في علاه .. ؟

فهل هذه الالفاظ تجوز وخصوصا ان الله هو الحافظ سبحانه وليس الارض ..

نرجوا منكم اطال الله بقائكم ان تفتونا ماجورين في حكمها ...

والسلام عليكم ورحمة الله ...



الجواب/


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .

لا يجوز نِسبة الأفعال إلى الدنيا ولا إلى الدهر .
ونسبتها إلى الدهر أو إلى الجمادات خطأ من جهتين :

الأولى : نسبة الأفعال إلى الزمان ، وهذا قد يصِل بصاحبه إلى الشرك ، إذا اعتقد أن الزمان يفعل كذا . وهذا كَحَال الذين قالوا : (مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) .

والثانية : أنه مُتضمّن لِسَبّ الدّهر المنهي عنه ، كما قال تعالى في الحديث القدسي : يَسُبّ بنو آدم الدهر ، وأنا الدهر بيدي الليل والنهار . رواه البخاري ومسلم .
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : يؤذيني بن آدم يقول : يا خيبة الدهر . فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر ، أقلَّب ليله ونهاره ، فإذا شئت قبضتهما . رواه البخاري ومسلم .

قال ابن القيم رحمه الله : في هذا ثلاث مفاسد عظيمة :
إحداها : سَـبّه مَن ليس بأهل أن يُسَبّ ، فإن الدهر خَلْق مُسَخّر مِن خَلْق الله ، مُنْقَاد لأمْرِه ، مُذَلّل لتسخيره ؛ فَسَابّـه أولى بالذم والسب منه .
الثانية : أن سَـبّه مُتَضَمّن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يَضُرّ وينفع ، وأنه مع ذلك ظالم قد ضَرّ مَن لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحَرَم مَن لا يستحق الحرمان ، وهو عند شاتميه مِن أظلم الظَّلَمة . وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سَـبّه كثيرة جدا ، وكثير مِن الْجُهّال يُصَرّح بِلَعْنِه وتَقْبِيحِه .
الثالثة : أن السبّ منهم إنما يَقَع على مَن فَعل هذه الأفعال التي لو أتبع الحق فيها أهواءهم لَفَسَدَتِ السماوات والأرض ، وفي حقيقة الأمر فَرَبّ الدهر تعالى هو المعطي المانع ، الخافض الرافع ، الْمُعِزّ الْمُذِلّ ، والدهر ليس له من الأمر شيء ؛ فَمَسَبّتهم للدهر مَسَبّة لله عز وجل . اهـ .

وبناء عليه فلا يجوز قول : ( يا أرض احفظي ما عليك ) لأن الأرض من جُملة الجمادات ، ولا تُنسب الأفعال إلى الجمادات ، هذا من جهة .
ومن جهة ثانية فإن الحافظ هو الله تبارك وتعالى ، ولذا قال يعقوب عليه الصلاة والسلام لِبَنِيه : (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل كثرة الدعاء بأمور الدنيا يدخل في حب الدنيا ونسيان الآخرة؟ راجية العفو إرشـاد الأدعـيــة 0 31-05-2015 09:23 PM
معنى قوله صلى الله عليه وسلم (من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه........) ناصرة السنة إرشـاد اللبـاس والزيـنـة 0 08-10-2012 10:56 AM
هل كثرة الدعاء بأمور الدنيا يدخل في حب الدنيا ونسيان الآخرة؟ نسمات الفجر إرشـاد الأدعـيــة 0 13-09-2012 03:11 AM
أسئله عن بعض الامور في احكام المسح على الجورب؟ راجية العفو إرشـاد الطـهــارة 0 14-02-2010 03:38 PM
كيف يَظن نبي الله يونس عليه السلام أن الله لن يقدر عليه ؟ عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 09-02-2010 03:15 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى