[راجية العفو]

فضيلة الشيخ
هل يجوز التبرع بزكاة المال لقناة إسلامية تقوم بنصره الحق
حيث قام أحد المشايخ بها وقال :أنه يجوز التبرع بزكاة الأموال لهذه القناة لأن أهلها لا يستفيدون منها شيئاً ولأنها تنصر الحق وتدافع عنه وتحارب الروافض والطرقيين وأهل الباطل وهي - أي القناة- فقيرة تحتاج لمعونتكم المادية لتصمد أمام تيار الشبهات والباطل ، وعليه فيجوز إعطاؤها من زكاة المال لأنها مُنزِّلةٌ مَنزِلةَ الإنسان الفقير كما أن البنك ينزل منزلة الإنسان فيقال بأن التعامل معه ربوي فكذلك القناة تنزل منزلة الإنسان.
فما صحة هذا القول؟
وجزاكم الله خيراً



الجواب:

وجزاك الله خيرا .

هذا قياس مع وُجود النص ، والقياس مع وُجود النصّ باطل .
فإن الله عَزّ وَجلّ حدد مصارف الزكاة في الأصناف الثمانية المذكورة في آية التوبة .

ولا يَلْحَق بهذه الأصناف بناء المساجد ، مع أنها أهمّ مِن القنوات .

وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة ما نصه :
" لا يجوز صرف الزكاة في بناء المساجد والمستشفيات والمؤسسات الخيرية " . اهـ .

ورأى أكثر أعضاء هيئة كِبار العلماء في المملكة الأخذ بِقول جمهور العلماء مِن مُفَسرين ومحدثين وفقهاء : أن المراد بقوله تعالى : (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) في آية مصارف الزكاة : الغُزَاة المتطوعون بِغَزوهم ، وما يلزم لهم من استعداد ، وإذا لم يُوجَدوا صُرِفَتْ الزكاة كلها لِمَا وُجِد مِن مصارفها الأخرى ، ولا يجوز صرفها في شيء من المرافق العامة من بناء مساجد وقناطر وأمثالهما إلاَّ إذا لم يُوجد لها مُستحق مِن الأصناف الثمانية المنصوص عليها في آية مصارف الزكاة .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم