[نسمات الفجر]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا هل يجوز لمن وجبت عليه زكاة المال أو زكاة الفطر أن يدفعها إلى طلبة العلوم الشرعية الأغنياء منهم والفقراء إذا لم يوجد فقراء في بلد المزكى ولا في ضواحيها أم لا ؟
جزاكم الله خيراً



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

لا يجوز إعطاء طلبة العِلْم الشرعي مِن الزكاة إلاّ إذا كانوا فقراء أو مساكين ؛ لأن الله تبارك وتعالى حَصَر الزكاة في الأصناف الثمانية المذكورين في قوله تعالى : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ) .
ومُجرّد وصْف " طَلَب العِلْم الشرعي " لا يُسوِّغ دَفْع الزكاة إليه ، ما لم يَكن عنده وصْف آخر، مثل : الفقر والدَّين الذي لا يستطيع سَداده ، ونحو ذلك مما يدخل في الأصناف الثمانية .
قال شيخنا العثيمين رحمه الله في ذِكْر أهل الزكاة :
بَيَّن الله تعالى مصارف الزكاة وأهلها المستحِقِّين لها بمقتضى علمه وحكمته وعدله ورحمته ، وحصرها في هؤلاء الأصناف الثمانية ، وبين أن صرفها فيهم فريضة لازِمة ، وأن هذه القِسمة صادرة عن عِلم الله وحِكمته ، فلا يجوز تَعَدِّيها وصرف الزكاة في غيرها ؛ لأن الله تعالى أعلم بمصالح خَلْقِه ، وأحكم في وضع الشيء في موضعه ...
ويُعْطَى الفقير لِزَواج يحتاج إليه ما يَكفي لِزواجه ، وطالِب العِلْم الفقير لِشراء كُتب يحتاجها ، ويُعْطَى مَن له راتِب لا يَكفيه وعائلته مِن الزكاة ما يُكَمِّل كفايتهم لأنه ذو حاجة ، وأما مَن كان له كفاية فلا يجوز إعطاؤه من الزكاة وإن سألها ، بل الواجب نُصحه وتحذيره مِن سؤال ما لا يَحِلّ له . اهـ .
ولا أظنه يوجد بلد لا يُوجد فيه فقراء ، فإن وُجِد فلتُدفَع إلى فقراء البلدان المجاوِرة ، وما أكثر فقراء المسلمين اليوم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية