هل يجوز أن أحضر مناسبات فيها نساء يلبسن العاري و يشغلن الأغاني ؟
بتاريخ : 10-07-2016 الساعة : 09:36 AM
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم شيخنا الكريم ،،
في أغلب مناسبات أقاربي فإن نساؤهن يلبسن العاري ، و كذلك يشغلن الأغاني ، في العيد و الأعراس ،
و أهلي يذهبون ، و لما ذهبت رأيت هذه المنكرات ،
يا شيخ لو جلست بعيدًا عن هؤلاء النسوة العاريات ، و وضعت سماعات في أذني أستمع إلى أنشودة مثلاً كي أغطي على صوت الأغاني و كنت بعيدة عن مجلس الأغاني و مجلس العري ، هل علي إثم لو حضرت هذه المناسبة ؟
لأنه توجد صالة أخرى أو مساحة فاصلة نوعًا ما بوسعي الجلوس بها مع إحدى قريباتي التي لا تلبس مثلهن تقريبًا بس تلبس إلى نصف الساق ..
أرشدني للصواب يا شيخ ،،
الأمر الآخر ، إذا كان علي إثم في حضور هذه المناسبات ، فماذا أفعل إن كان في بيتنا فتاة تلبس العاري أمامنا ؟
أنا ذهبت و الذي هون الأمر علي أن عندنا في البيت من تلبس العاري أمامي ، فلا فرق بين بيتنا و حضور تلك المناسبات
أرجو التوجيه ، و ماذا أصنع ؟
مِن مكائد إبليس : أن يستدلّ الإنسان على فِعْل حرام بِفعل حرام آخر !
وقد يستدلّ على ترك إنكار المنكر بِترك إنكار مُنكر آخر !
ورَحِم الله ابنَ حزمٍ إذ يقول : لم أرَ لإبليسَ أصيدَ ولا أقبحَ ولا أحمقَ مِن كَلمتين ، ألقاهُما على ألْسِنَةِ دُعَاتِه :
إحداهما : اعتذار مَن أساء بأن فُلانًا أساء قَبْله .
والثانية : استسهال الإنسان أن يُسيء اليوم لأنه قد أساء أمس ، أو أن يُسِيء في وَجهٍ مَا لأنه قد أساء في غيره . فقد صارت هاتان الكلمتان عُذْرًا مُسَهِّلَتَينِ للشَّرّ ، ومُدْخِلَتينِ له في حَدِّ ما يُعْرَف ويُحْمَل ولا يُنْكَر . اهـ .
ووجود امرأة لا تستحي وتلبس الضيق والقصير لا يُسوِّغ الذهاب إلى أماكن فيها مُنكَرات ، لِعدّة اعتبارات :
الأول : أن إثم مُشاهَدة امرأة مُتهتّكة ليس مثل إثم مُشاهَدة عشر نساء مُتهتّكات ..
الثاني : أن تَرك الإنكار على امرأة واحدة ليس مثل إثم ترك الإنكار على عشر نساء !
الثالث : أن ما في البيت بلاء لازِم ، وما في قصور الأفراح بلاء طارئ ، وما في البيت مُلازِم لِساكِنه ، وهو يَختلَف عمّا يذهب إليه الإنسان بِنفسه .
الرابع : ما يُورِثه إلْف المنكَر وكثرة مُشاهَدته مِن عدم إنكاره واستسهاله ، وربما تسويغه !
وكثير مِن الناس إذا أُنْكِر عليه قال : كل الناس يفعلون ذلك !
وربما قال بعضهم : الأمر سَهل .. أو : ما فيه شيء !
واعتِزال المناسبات التي فيها مُنكَرات أسْلَم لِدِين المسلم والمسلمة ، وأبرأ للذمّة ، وأبعد عن الإثم والفِتنة .
وقد أخبر الله عَزّ وَجَلّ عن بني إسرائيل واختلافهم في أمْر المخالِفين والإنكار عليهم .
قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) .
مع ما في ترك إجابة الدعوات التي فيها مُنكَرات مِن رَدع وزَجْر أصحابها ، ولو تواطأ الناس على ذلك ؛ فلم يَحضُروا مُناسبة فيها مُنكَر ؛ لارتدع أصحابها ، وتُرِك المنكَر .