راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي يقول أنّ تفسير معنى الأسماء له علاقة بنفسيّة الإنسان وبالكرامات فكيف نردّ عليه ؟
قديم بتاريخ : 24-10-2012 الساعة : 09:31 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيراً لقد سبق وتم سؤال سماحتكم عن تحليل الشخصية عن طريق الأسماء وقد تم الجواب من سماحتكم بأنه لا يجوز وإنه ضرب من الكهانة وباب من أبواب الكذب . وقد نقلت فتواكم إلى الشيخ الذي يفسر الأسماء . وقال لي بأنه يفسر معنى الأسماء وقال (( قد يقع وقد لا يقع )) وقال يجب عليك أن تعلم بأنه هناك كرامة وقال هنالك أحاديث أو حديث لا أذكر تتعلق بتفسير معنى الأسماء فما تعليقكم بهذا الموضوع ؟
وهل الكرامة لها أثر في تفسير معنى الأسماء ؟ وهل هنالك أحاديث تؤيد تفسير معنى الأسماء ؟ وهل قد يقع وقد لا يقع ؟
وجزاكم الله خيراً




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

ليس للكرامة دَخْل في ذلك ، وإنما للكذب والدجل وخِداع الناس .
وأنا ذَكَرْتُ ما رُوي عن عمر رضي الله عنه ، وقول ابن عبد البر فيه .

وقد يستدلّ بعضهم بِما رواه سعيد بن المسيب عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ حَزْنٌ قَالَ : أَنْتَ سَهْل , قَالَ : لاََ أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي . قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ : فَمَا زَالَتِ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْد . رواه البخاري .

وهذا ليس مُطّردا في كل من تسمّى بمثل هذا الاسم أن يكون فيه صِفَة مِن تلك الأسماء ، وعلى سبيل المثال : العباس ، وهو مأخوذ مِن العبوس ، وقد تجده بَسَّامًا ضحوكا ! وإن كانت العرب تُسمّي به تفاؤلا في العبوس في وَجْـه العدو .

ولم يُغيِّر النبي صلى الله عليه وسلم اسم (ضرار) ، وقد تسمّى به غير واحد من الصحابة ، مع أنه عليه الصلاة والسلام قال : لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ .

قال ابن الأثير : الضِّرارُ : فَعالٌ مِن الضُّرّ : أي لا يُجَازيه على إضراره بإدخال الضَّرَر عليه والضَّرَرُ : فعل الواحد ، والضِّرارُ : فعل الإثنين ، والضَّرَر : ابتداء الفعل والضِّرارُ : الجزاء عليه . وقيل الضَّررُ : ما تضرُ به صاحبك وتنتفع به أنت والضِّرَار : أن تَضُرُّه من غير أن تنتفع به . اهـ .

وقال ابن منظور في " لسان العرب " : فمعنى قوله : " لا ضَرَرَ " ، أَي : لا يَضُرّ الرجل أَخاه وهو ضد النفع وقوله ولا ضِرار أَي لا يُضَارّ كل واحد منهما صاحبه فالضِّرَارُ منهما معاً والضَّرَر فعل واحد . اهـ .

ولو أردت أن أتتبّع الأسماء التي فيها مثل هذا المعنى في أسماء الصحابة لوجدتها كثيرة .
بل إن الواقع في أسماء الصحابة رضي الله عنهم وفي أسماء من بعدهم أنك تجد الاشتراك بين الناس في الاسم الواحد وبينهم مِن الاختلاف في الصفات الشيء الكثير ، بل والتباين فيما بين المشتركين في الأسماء .

وعلى سبيل المثال : فَلَيس كل من تسمّى بـ ( محمد ) نالَ نصيبا مِن اسمه .
ولا كل من تسمّى بـ ( عليّ ) نال نصيبا مِن العلو ، بل قد تجده سافِلا لا هِمّة له ! فَكَم يتسمّى به الرافضة ، وهم أخسّ الناس !

ومما رُوي في التفسير أن السامري اسمه ( موسى ) يُوافِق اسم نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام .
قال الألوسي في تفسيره : واسمه قيل : موسى بن ظفر . وقيل : منجا ، والأول أشهر . ثم ذَكَر قصة غذاء جبريل عليه الصلاة والسلام للسامري ، ثم قال :
وعلى ذلك قول مَن قال :
إذا المرء لم يُخْلَق سعيدا تحيرت *** عقول مُرَبِّيه وخاب المؤمل
فموسى الذي رباه جبريل كافر *** وموسى الذي رباه فرعون مُرْسَل . اهـ .

فقد توافَقَت الأسماء ، وبينهما كما بين المشرق والمغرِب !

ومِن الطرائف في هذا الباب : أن مِن الْمُحدّثِين مَن وُصِف بأوصاف خِلاف ما هو عليه ، فوُصِف بعضهم بـ ( الضعيف ) وليس ضعيفا في الرواية !
وآخر سُمّي ( الضال ) ولم يكن ضالاًّ ، إلاّ أنه ضلّ الطريق ، ولم يكن لذلك الاسم تأثير عليه .

قال السيوطي في " تدريب الراوي " في معرفة الألقاب : معاوية بن عبد الكريم الضال ، ضَلّ في طريق مكة فَلُقِّب به ، وكان رجلا عظيما .
عبد الله بن محمد الضعيف ، كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه . وقيل : لُقِّب به مِن باب الأضداد لِشِدّة إتقانه وضبطه . قاله ابن حبان .
وعلى الأول قال عبد الغني بن سعيد : رجلان جليلان لَزِمهما لقبان قبيحان : الضال والضعيف.
محمد بن الفضل أبو النعمان (عَارِم )كان بعيدا مِن العَرامة ، وهي الفساد ...
ونظير ذلك : أبو الحسن يونس بن يزيد القوي ، يروى عن التابعين ، وهو ضعيف . وقيل له : القوي لِعِبادته .
ويونس بن محمد الصدوق ، مِن صغار الأتباع : كَذّاب .
ويونس الكَذُوب - في عصر أحمد بن حنبل - ثقة . قيل له : الكَذُوب لِحِفْظِه وإتقانه . اهـ .

وقال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله : تقع الألقاب بأسباب كثيرة ، منها : الخلقة كالطويل ، والقصير ، والأحدب ، ومنها : العلّة : كالأعْور ، والأعرج ، والأعمش ، والمزيّة كُبندار ، والبهيُّ ، لبهائه ... والضال: معاوية بن عبدالكريم ضلَّ في طريق مكة ، وتقع من باب الأضداد : كالقوي : أبي الحسن يونس بن يزيد وهو ضعيف ، والصدُوق : يونس بن محمد ، وهو : كذوب ، ويونس الكذُوب ، وهو : ثقةٌ عاصر أحمد بن حنبل ، قيل له : الكذوب لحفظه واتقانه . اهـ .

وهذا كلّه يدلّ على أن دعوى تحليل الشخصية عن طريق الاسم ضَرْب مِن الكذب والخرافة بل والكهانة !

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماهي الأسماء التي علمها الله لآدم عليه السلام ؟ طالبة علم قسم القـرآن وعلـومه 1 30-12-2015 08:15 AM
أحد الرافضة يحاول الطعن في علم الرجال عند السنة ، كيف نردّ عليه ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 04-10-2015 05:52 PM
الخميني يقول : إن الرسول لم يحقق العدالة وإنما يحققها المهدي . فكيف يُردّ عليه ؟ راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 17-05-2015 09:48 PM
كيف نردّ على من يقول أنه يحقّ لكلّ أحد أن يفهَم النّصوص دون التقيّد بفَهم السَّلف ؟ نسمات الفجر قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 05-09-2012 11:52 PM
اكتشفت علاقة محرّمة بين أولاد الجيران فكيف أنكر المنكر ؟ عبق قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 13-02-2010 11:43 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى