[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم أن من صلّى على النبي واحدة صلّى الله عليه بها عشرا لكن بماذا تُفيده - صلى الله عليه وسلم- صلاتنا وسلامنا عليه؟
وهل ينفع دعاؤنا له في شيء ونحن المقصرين وهو خير البشر وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وله في الآخرة أعلى الدرجات ؟ أي ما الذي يجب أن أستشعره عند الصلاة والتسليم عليه؟
وهل يجوز لي أن لا أدعو لنفسي أبدا وأكتفي بالصلاة والسلام عليه كلما عرضت لي حاجة مهما صغرت أو عظمت حيث قال عليه الصلاة والسلام لأبي بن كعب "إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك" عندما جعل كل صلاته له صلى الله عليه وسلم فبذلك تقضى حاجتي ويغفر ذنبي ويصلي الله عليّ أم أكون بذلك قد وقعت ببابا من أبواب البدع ؟
وجزاكم الله الجنة بغير حساب ولا عذاب - معتذرا عن الإطالة -
أرجو منكم الدعاء لي بالهداية وتفريج همومي



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وأسأل الله أن يُفرِّج همّك ، وأن يهديك ويُيسِّر الهدى لك ويُسددك .

فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ، منها ما فائدته عائدة على مَن صلّى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما يتعلّق بالنبي صلى الله عليه وسلم ، مثل : رِفعة الدرجات ، ونيل الوسيلة والمقام المحمود ..
قال عليه الصلاة والسلام : إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ . رواه مسلم .
ومَن صلّى على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد سأل الله أن يُثني عليه عند الملائكة ، وهذا فضل عظيم ومَنْزِلة عالية رفيعة .
قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ : صَلاةُ اللهِ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلائِكَةِ ، وَصَلاةُ الْمَلائِكَةِ الدُّعَاءُ . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يُصَلُّونَ : يُبَرِّكُونَ . ذَكَرَه البخاري.
وقال البغوي في تفسيره : الصلاة مِن اللّه الرحمة ، ومِن الملائكة الاستغفار للمؤمنين . اهـ .

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رَفْع لِذِكْره عليه الصلاة والسلام ، وقد قال الله تعالى له عليه الصلاة والسلام : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) .
قال ابن عطية : معناه، نَوَّهْنَا بِاسْمِك ، وذَهَبنا به كل مَذْهَب في الأرض . وهذا ورَسول الله بمكة . اهـ .

قال ابن القيم : لَمَّا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق عبودية لِرَبِّه ، وأعلمهم به ، وأشدهم له خشية ، وأعظمهم له محبة ؛ كانت مَنْزِلته أقرب المنازل إلى الله ، وهي أعلى درجة في الجنة ، وأمَرَ النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه أن يسألوها له لينالوا بهذا الدعاء زُلْفَى مِن الله وزيادة الإيمان .
وأيضا فإن الله سبحانه قَدَّرها له بأسباب ، منها : دعاء أُمَّته له بها بِمَا نالوه على يَدِه مِن الإيمان والهدى صلوات الله وسلامه عليه . اهـ .

وسبق :
فضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4197

من فوائد الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2078
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2074
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5250

هل صحيح أنَّ الصلاة على الرسول سبب لتفريج الكروب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13765

ما معنى حديث " ما أجعل لك من صلاتي" ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10898

ما صحة موضوع الكنوز المحمدية فى الصلاة على خير البرية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11339


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض