هل الاجتهاد في العمل الوظيفي أمام المسؤولين يعتبر رياءً ؟
بتاريخ : 28-04-2015 الساعة : 11:34 AM
السلام عليكم
جزاك الله خير ياشيخ ووفقك الله
لدي سؤال إذا تسمح :
هل الانتظام في الدوام واجتهاد الموظف في عمله ليخرج بصوره حسنه أمام مديره فيستفيد من ذلك إما بترقيه او مكافأه أو غيره
يعتبر رياء محرم يأثم عليه ؟ أم انه من الامور الدنيويه لايدخل فيها الرياء؟
وإن كان كذلك كيف يوفق الموظف بين الإحتساب بالوظيفه بأنه يعمل ليطعم أهله ويتصدق وبين أنه يعمل وينتج ليمدحه مديره ويثني عليه وأن الناس تحترمه لوظيفته ومنصبه وتثني عليه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ووفقك .
اجتهاد الموظّف لينال زيادة في وظيفته لا يُعتبر رياء ؛ لأنه في الأمور الدنيوية التي لا يدخل فيها الرياء ، ويدخلها التصنّع ، ومنه ما يَكون مذموما إذا كان يُنافق أو يُداهِن في عمله لينال مصلحة دنيوية ، مثل : مَن يسكت عن الأخطاء الكبيرة ، أو يَمدح أحدًا بِما ليس فيه لينال رُتبة أو مكافأة ! فهذا مذموم .
وليس بين طلب الرفعة والزيادة المالية في عمله وبين الاحتساب تعارُض ؛ لأن الإنسان يحتسب في كَسبه أن يكون حلالاً ، وأن يَكفي نفسه ويُطعم مَن تحت يده ، ويتصدّق ويُنفق ، ولو طَلَب مع ذلك زيادة مرتبة أو مكافأة .
ألا ترى أن المسلم قد يَعمل العمل الصالح ويَكون له حظّ ونصيب دنيوي ؟
فقد يحجّ المسلم ويُتاجِر في حجته تلك ، كما هو أحد الوجوه في تفسير قوله تعالى : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) .
ولو جَعَل الموظّف هَمّه هو إتقان عمله الذي وُكِل إليه ؛ لَكَفاه الله مؤنة ذلك كلّه ، فلا يَحتاج إلى طلب ثناء الناس ومديحهم .
وكان يُقال : أرضِ وَجْهًا ترضَ عنك جميع الوجوه .