|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
أنكروا عليها المنكر فشتمتهنّ ! فهل يجوز تركها على حالها ومقاطعتها ؟
بتاريخ : 12-10-2016 الساعة : 07:23 AM
أنكروا عليها المنكر فشتمتهن !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وسدد خطاكم
أخت هداها الله ، تسلك طريق غير مستقيم ، قامت صديقاتها بنصحها وأنكروا عليها المنكر الذي تفعله ، ولم تتقبل ، فشتمتهن ، وردت عليهن بعصبية !
السؤال : هل يجوز تركها على حالها ومقاطعتها أو عدم اليأس في نصحها وتوجيهها ، هداها الله
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وأين ذهب الصبر عند الأمر والنهي ؟!
الَم يَقُل لُقمان لابنه : (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) .
فلا بُد من صَبْر مع الأمر بالمعروف ومع النهي عن المنكَر ، بل ومع الدعوة إلى الله ، خاصة إذا خالَف الآمِر أو الداعي رغبات الناس ، أو نَهَاهم عمّا ألِفُوه مِن المنكر ، فإن صَفوة الله مِن خَلْقِه ، وَهُم الأنبياء ، لم يَسْلَموا مِن الأذى .
قال ابن جرير : (وَاصْبِرْ عَلى ما أصَابَكَ) يقول : واصبر على ما أصابك مِن الناس في ذات الله ، إذا أنت أمَرْتَهم بالمعروف ، ونَهَيتهم عن المنكر ، ولا يَصدّنك عن ذلك ما نَالَكَ منهم . اهـ .
وقال القرطبي : قوله تعالى : (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ) يقتضي حَضًّا على تغيير المنكر وإن نالَك ضرر ، فهو إشعار بأن الْمُغَيِّر يُؤذَى أحيانا . اهـ .
واحرِصوا على هدايتها وتألّف قلبها والدعاء لها ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على هداية الْخَلْق ، فقد حرِص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية عمّه أبي طالب حتى آخر لحظة في حياة عمِّه .
ودَعا النبي صلى الله عليه وسلم غلاما يهوديا حتى مات الغلام على الإسلام .
ففي صحيح البخاري من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يَعوده ، فَقَعَد عند رأسه ، فقال له : أسْلِم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطِعْ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسْلَم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه مِن النار .
وقد أنَكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمّه حمزة رضي الله عنه ، فلمّا ردّ وهو على غير طبيعته ، ذَهب النبي صلى الله عليه وسلم وتَرَكه .
فقد روى البخاري ومسلم أن عليًّا رضي الله عنه أخبَر أن حمزة رضي الله عنه قطَع أسنِمة جَمَلَيه وبَقَرَ خَوَاصِرهما ، فجاء عليّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال عليّ رضي الله عنه : ثم انطلق يَمشي واتّبَعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء الباب الذي فيه حمزة ، فاستأذن فأذِنوا له ، فإذا هُم شرب ، فطفِق رسول الله صلى الله عليه وسلم يَلوم حمزة فيما فعل ، فإذا حَمزة مُحمرّة عيناه ، فنظر حَمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم صَعَّد النظر إلى ركبتيه ، ثم صَعَّد النظر فنظر إلى سُرّته ، ثم صَعّد النظر فنظر إلى وَجهه ، فقال حَمزة : وهل أنتم إلاّ عبيد لأبي ؟ فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ثَمِل ، فنَكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عَقبيه القَهقرى ، وخَرَج وخَرَجنا معه .
وذلك قبل ان تُحرّم الْخَمْر .
والغضب قد يَكون مثل هذه الحالة إذا اشتدّ ، بحيث لا يَعِي الإنسان ما يقول .
ومِن باب تأليف قلبها : يُهْدَى لها هدية إذا أمكَن ، ويُنوّع لها في الأسلوب .
وسبق الجواب عن :
كيف ننكر على المتبرّجات مع خوفنا مِن ردّة فعلهن وأذاهنّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16697
إذا أنكرت منكرا ودعا عليّ صاحبه ، هل يُستجاب له ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11311
مَن يدعو إلى الله ويؤذَى ، هل يستوي في الأجر مع مَن لا يجِد الأذى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11521
إذا أنكرت منكرا ودعا عليّ صاحبه ، فهل يُستجاب له ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11311
أصحاب المشاركات المخالِفة يدعون علينا إذا حذفنامشاركاتهم ، فهل يُستجابُ لهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10947
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|