جزاكم الله كل الخير يا شيخنا على هذا الموقع العظيم و جعله فى ميزان حسناتكم
أود أن أسال لقريبة لى عن موضوع شائك لها فهى متزوجة من 16 سنه و عندها ثلاث بنات و مستوى معيشتها متوسط و هى الحمد لله تصلى و ترتدى الخمار و تتقى الله والمشكلة يا شيخنا فى زوجها فهو الله يهديه غير متدين و لا يصلى ولقد حاولت معه كثرا بدون جدوى و هى مستمرة فى الحياة معه لأن ليس لها عائل دائم يكفيها هى و بناتها.
و أول سؤال هل وضعها مع هذا الزوج (أعنى أستمرار الزواج) فيه ما يغضب الله حيث انها لا تعمل و هو العائل لها و للبنات؟
أسفه على الأطاله و لكنى أحببت أن أشرح الوضع كاملا حتى أنقل الكلام بأمانه
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
ما يتعلق بهذا الزواج فتوى مشايخنا على أنه لا يجوز لها البقاء مع زوج لا يُصلِّي .
فإن تارك الصلاة كافر ، لا يُختلَف في ذلك عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كما نقله عنهم شقيق بن عبد الله – من التابعين – حيث قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يَرون شيئا من الأعمال تَركه كُفْر غير الصلاة .
والصلاة قد جعلها الله حدّاً فاصلا بين الكفر والإسلام
فقال : ( فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ )
وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم أيضا حدا فاصلا بين الإسلام والكفر فقال : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة . رواه مسلم .
وفي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء أنه قال له : لا تشرك بالله شيئا وإن قُطِّعت أو حُرِّقت ، ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمداً ، ومن تركها متعمداً برئت منه الذمة ، ولا تشربن الخمر فإنها مفتاح كل شر . رواه ابن ماجه .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه .
وشأن الصلاة عظيم .
وعلى هذه الزوجة أن تُفارق ذلك الزوج الذي لا يُصلي ، ولا يجوز لها أن تُمكِّنه من نفسها وهو تارك للصلاة .
وإذا كان العقد تم وهو تارك للصلاة فما حصل فهو زِنا .
وعليه التوبة إلى الله عزّ وَجَلّ ، وتدارك الأمر ، وتصحيح وضعه .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد