مُسلم
عضو نشيط
رقم العضوية : 398
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 61
بمعدل : 0.01 يوميا

مُسلم غير متواجد حالياً عرض البوم صور مُسلم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الأدعـيــة
افتراضي كيف نوفق بين الدعاء وأن ما ندعو به مقدر مكتوب ؟
قديم بتاريخ : 24-05-2016 الساعة : 12:34 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ لدي سؤال إذا تسمح وهو كالتالي:

إذا دعيت أحياناً أقول في نفسي لِم أدعي وأنا اعلم ان الذي سأدعي به سيتحقق بإذن الله بدون دعاء لأني أعتدت أنه يتحقق دون دعاء فمثلا :

موظف حكومي ينزل راتبه من سنوات ولم يتوقف فهل الدعاء بأن الله ينزل الراتب يغير شئ إذا كان هذا الشئ مقدَّر أنه سيقع بدون دعاء

كذلك أحيانا ادخل دورة المياه فأقول دعاء دخول الخلاء وأقول في نفسي أن الله يحفظني دائما من الشياطين ولم أتعرض لمس أو اذى فلِم الدعاء ؟ فيكون دعائي بدون حضور قلب وكذلك في بقية بعض الأدعية

أقولها أحيانا بدون حضور قلب واحيانا لا اقولها لأني أعلم أنه الله سيعطيني اياها بدون دعاء

فهل ياشيخ مايتحقق بسبب الدعاء أم أنه مكتوب أنه سيتحقق حتى لو مادعيت

فهل هذا مدخل للشيطان كي يهون من أمر الدعاء عند المسلم

علما ياشيخ أني أحيانا ادعي ويحصل ما اريد فأرجع فأقول في نفسي ربما ليس بسبب دعائي ربما مكتوب انه سيحصل كذا حتى لو مادعيت

بل أحيانا في بعض الاشياء التي تتحقق لي كثيرا اذا دعيت الله بها أبدأ أقول ربما لايستجيب الله دعائي بسبب ذنوبي علما انها كانت تأتيني بدون دعاء فهل هذا من سوء الظن بالله ؟

هل الأمر المقدَّر يقع بسبب آخر غير إجابة الداعي لأن الداع متلبس بالذنوب كأن يكون مقدر أنه سيقع ؟

وبماذا تنصحني ياشيخ ؟


وجزاك الله خيراً ورفع قدرك


عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مُسلم المنتدى : إرشـاد الأدعـيــة
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-05-2016 الساعة : 02:23 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

كلّه بِقَدَر الله وقضائه .
فالذي قدَّر الأقدار ، هو الذي أمَر بالدعاء ، كما أن الذي أنزل الداء أنْزل الدواء . فلا تعارُض بينهما .
والله قد أمَر بالدعاء ووعَد بالإجابة إذا انْتَفَتْ مَوانِع إجابة الدعاء .

ونُزول رَاتب الموظف مثلا ، هو بِقَدر الله ، والموظف بذل السبب الذي أُمِر به ، وهو العَمَل ، ولم يجلس في بيته حتى يأتيه راتب الوظيفة دون بذل سبب !
ويُشرَع لِمن أتاه مال أن يدعو بالبركة .

ومَن دخل بيته ، أو دخل بيت الخلاء ، أو ركب سيارة ، شُرِع له أن يقول الذِّكْر الوارد ؛ لأن قول الذِّكْر الوارد سبب ، والنتيجة مُعلَّقة بالسبب .
فالذي قدَّر الأقدار هو الذي أمَر بِفعل الأسباب .
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم للرَّجُل الذي لَدَغته العقرب : أَمَا لَوْ قُلْتَ ، حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ تَضُرّكَ . رواه مسلم .
وقوله صلى الله عليه وسلم : مَن نَزل مَنْزِلاً ثم قال : " أعوذ بكلمات الله التامات مِن شَرّ ما خلق " لم يَضُرّه شيء حتى يَرْتَحِل مِن مَنْزِله ذلك . رواه مسلم .
وقوله صلى الله عليه وسلم : لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فقضي بينهما ولد لم يضرّه الشيطان . رواه البخاري ومسلم .

فهذه نتائج مُرتَّبَة على أسباب ، كما أن الذي يُريد الولد لا يقول : إن كان هذا الأمر مُقدَّر لي فسيأتي الولد ، ولو لم أبذل السبب !
بل يَسعى للزواج ويَفعل الأسباب التي جُعِلَت سببا في حصول الولد .

وأما قول القائل : ربما لا يستجيب الله دعائي بسبب ذنوبي ؛ فإن كان هذا القول يبعث على الندم والتوبة وترك الذنوب ، وإساءة الظن بِنفسه ؛ فهو مطلوب .
وإن كان يبعث على ترك الدعاء ، فهو مَنهي عنه ؛ لأن الإنسان مأمور بالدعاء ، وإحسان الظنّ بِربِّه .

قال ابن القيم : والله سبحانه وتعالى يُحب تَذلّل عبيده بين يديه ، وسؤالهم إياه ، وطلبهم حوائجهم منه ، وشكواهم إليه ، وعِياذهم به منه ، وفرارهم منه إليه ...

وقال عن الدعاء :
وفي هذا المقام غلط طائفتان مِن الناس :
طائفة ظَنّت أن القَدَر السابق يَجعل الدعاء عديم الفائدة .
قالوا : فإن المطلوب إن كان قد قُدّر فلا بُدّ مِن وصوله ، دعا العبد أو لم يَدعُ ، وإن لم يكن قد قُدِّر فلا سبيل إلى حصوله دَعَا أو لم يَدعُ !
ولَمّا رأوا الكتاب والسنة والآثار قد تظاهرت بالدعاء وفضله والحث عليه وطَلبه قالوا : هو عبودية مَحضة لا تأثير له في المطلوب البتّة ، وإنما تَعبّدنا به الله ، وله أن يَتعبد عباده بما شاء كيف شاء !
والطائفة الثانية ظَنّت أن بِنفس الدعاء والطلب يُنال المطلوب ، وأنه موجب لحصوله حتى كأنه سبب مُستقل ، وربما انضاف إلى ذلك شهودهم أن هذا السبب منهم وبهم ، وأنهم هُم الذين فعلوه ، وأن نفوسهم هي التي فعلته وأحدثته ، وإن عَلِموا أن الله خالق أفعال العباد وحَركاتهم وسكناتهم وإراداتهم فَرُبما غاب عنهم شهود كَون ذلك بالله ومِن الله ، لا بِهم ولا مِنهم ، وأنه هو الذي حَرّكهم للدعاء وقَذَفه في قَلب العبد وأجْرَاه على لسانه .
فهاتان الطائفتان غالطتان أقبح غلط ، وهما محجوبتان عن الله .
فالأولى مَحجوبة عن رؤية حِكمته في الأسباب ونَصبِها لإقامة العبودية ، وتعلّق الشرع والقَدَر بها ؛ فَحِجابها كَثيف عن معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى في شرعه وأمْره وقَدَره .
والثانية مَحجوبة عن رؤية مِنَنه وفضله ، وتفرّده بالربوبية والتدبير ، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يَكن ، وأنه لا حول للعبد ولا قوة له بل ولا للعالم أجمع إلاّ به سبحانه ، وأنه لا تتحرك ذرّة إلاّ بإذنه ومَشيئته . اهـ .


والنصيحة أن لا تُكثِر مِن إيراد الشبهات على قلبك .
قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرَادًا بعد إيرَاد - : لا تَجعل قَلْبَك للإيرَادات والشُّبُهَات مثل السفنجة فَيَتَشَرّبها ، فلا يَنْضَح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزُّجَاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشُّبُهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بِصَفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شُبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أو كما قال . فما أعلم أني انتفعت بِوَصيّة في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .

وسبق أن أجبتك :
كيف التوفيق بين الدعاء مع اليقين بالإجابة وبين أن الدعاء قد لا يستجاب بسبب الذنوب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13582

وسبق الجواب عن :
كيف نفهم الحديث الذي ذكر فيه نفح الروح وكتابة الرزق والعمل والأجل والشقاء والسعادة
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=28457

هل الدعاء يرد القضاء أو يرد القدر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4163

ما التوجيه لأهل البلاء الذين يدعون ولا يُستجاب لهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15216

لا تكن أعجز الناس فتترك سلاحك
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1686

ماذا أصاب هذا الرجل لَمّا نَسيَ الذِّكر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7866

تدخّـلات الشياطين في حياة الآدمييـن
https://saaid.net/Doat/assuhaim/208.htm

كيف نجمع بين رفض اليهود لأي شخص اعتناق ديانتهم وبين قوله تعالى (حتى تتبع ملتهم) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14480

خُطبة جُمعة عن .. (الرضا عن الله )
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13874

والله تعالى أعلم .

وأعتذر عن الإجابة عن أي إشكال تُورِده !

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رأس ذبيحة مكتوب عليها ( لا إله إلا الله ) وتمرة مكتوب عليها (بسم الله ) فهل لهذا دلالة ؟ أم سارة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 14-01-2014 11:08 PM
كيف نوفق بين هذا الحديث و بين من يقول بأن الأرض كروية *المتفائله* قسـم السنـة النبويـة 0 21-03-2010 10:49 PM
هل يمكن أن ندعو هذا الدعاء أم أنه خاص بالنبي صلي الله عليه وسلم رولينا إرشـاد الأدعـيــة 0 15-02-2010 12:43 AM
هل يمكن أن ندعو هذا الدعاء أم أنه خاص بالنبي صلي الله عليه وسلم فقط رولينا إرشـاد الأدعـيــة 0 12-02-2010 01:23 PM
كيف أقدر أقلع عن معصية معينه محب السلف قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 10-02-2010 03:05 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى