[محب السلف]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أرجو من فضيلتكم إرشادي إلى طريق الفلاح إن شاء الله، فانا رجل أبلغ من العمر 30 عام وقد أحببت فتاه ذات خلق وعلم وأدب وتدين، وأخذت أسأل عنها في الجامعة التي تدرس فيها وتأكد لي حسن أدبها ودينها وأخلاقها .

ومشكلتي يا سيدي أن والدي يرفض أن أتقدم لها ، لأن أسرتها ليست غنية أو ليست ميسورة الحال مثلنا . ورغم أني قد أكدت له أكثر من مرّة أن الله يرزق من يشاء بغير حساب إلا أنه مُصرّ على موقفه .

مع العلم بأني قد أُخبر والدي بأني سوف لا أتزوج إلا من هذه الفتاة0

والله ولي التوفيق .



الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حاول أن تُرضي والدك ، وأن تتودّد إليه ، حتى يرضى ، فالوالد لا يُحب لأولاده إلا كل خير . فالوالد – الأب أو الأم – باب من أبواب الجنة .

فقد جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال : إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها . قال أبو الدرداء رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .

فحاول أن تُرضي والدك وأن تُقنِعه بأنك لست صغيراً ، وأنك قد بلغت الثلاثين من عمرك ، وهذا يعني أن قرارك سوف يكون ناضجاً وصائبا بإذن الله . وعليك بالدعاء والاجتهاد فيه وطلب أوقاته ومظاّن الإجابة ، وهذا قد فصّلت القول فيه في هذا الكتاب :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1686

فإن كثيراً من الناس يُجرّبون كل سبب ، وينسون مُسبب الأسباب سبحانه وتعالى ، ويَقرعون كل باب إلا باب ذي الجلال والإكرام .

وهو الكريم المتعال الذي يُنادي عباده : هل من سائل يُعطى ؟ هل من داع يُستجاب له ؟ هل من مستغفر يُغفر له ؟ فأين أصحاب الحاجات عن أبواب رب الأرض والسماوات ؟

وأوصيك بصلاة ركعتين واستخارة رب العالمين في هذا الزواج ، فإن صُرفت عنه فاعلم أن الخيرة فيما اختاره الله ؛ لأنك فوّضت الأمر إلى من بيده الأمر سبحانه وتعالى .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد