العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد منتـدى الحـوار العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي أيام التشريق أحكام وفضائل
قديم بتاريخ : 21-09-2015 الساعة : 06:35 PM

أيام التشريق أحكام وفضائل
د. هاني بن عبدالله الجبير

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم، أمّا بعد:

فأيّام التشريق:
هي الأيام الثلاثة بعد يوم النّحر. وهي اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة. فيوم النحر ليس منها.
وهي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ" [البقرة:203]. وقد ذكر أهل العلم في سبب تسميتها بذلك أنَّ الناس كانوا يُشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يبرزونها للشمس. وقد بَوَّب البخاري في صحيحه باب فضل العمل في أيام التشريق وذكر فيه جملة نصوص.
ولكل يوم من أيام التشريق اسم يخصّه فأولها وهو اليوم الحادي عشر يُسَمّى يوم القَرَّ؛ لأنَّ أهل منى يستقرون فيه. ثم يوم النفر الأول وهو أوسطها؛ لأنه ينفر فيه من تعجَّل من الحجاج. ثم يوم النفر الثاني وهو آخرها.
وهذه الأيام: أيّام مباركة فاضلة يشرع فيها جملة أحكام منها ما يخص الحجاج أن يقوموا به، ومنها ما لا يختصون به.
ومن هذه الاحكام التي خصها الشارع بها:

الحكم الأول:
أن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى. فقد روى مسلمٌ في صحيحه عن نبيشةَ الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى".
وعن أبي مُرَّة مولى أم هانئ أنّه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص –رضي الله عنهم- في أيام التشريق، فقرب لهما طعامًا، فقال: كُلْ. فقال: إني صائم. فقال: كُلْ، فهذه الأيام التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بإفطارها، وينهى عن صيامها. رواه أبو داود ومالك.
وقد ذهب بعض السلف إلى جواز صيامها. والظاهر أن هؤلاء لم يبلغهم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامها، ولو بلغهم لم يعدوه على غيره. كما قال ابن قدامة رحمه الله، ويستثنى من هذا الحكم، وهو تحريم صيام أيام التشريق –يستثنى منه: الحاج المتمتع والقارن إذا لم يجد هدياً، فإنّه يصوم عشرة أيام كما قال تعالى: "فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ" [البقرة:196].
فيجوز له أن يصوم الثلاثة في أيام التشريق؛ فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمرو وعائشة -رضي الله عنهم- أنهما قالا: (لم يُرَخَّص في أيام التشريق أن يُصَمْن إلا لمن لم يجد الهدي).

الحكم الثاني: وهو مستفاد من الحديث السابق أنه يُسْتحب فيها الإكثار من الذكر من التكبير وغيره.

والحكم الثالث المتعلق بهذه الأيام:-
أنها وقت لذبح الأضاحي. فمذهب الإمام أحمد ومالك –رحمهما الله- أن ذبح الأضحية يبدأ من بعد صلاة العيد إلى آخر يومين بعد يوم العيد؛ فتكون أيام الذبح ثلاثة: يوم العيد واليوم الحادي عشر اليوم الثاني عشر، فلا يكون الثالث عشر من أيّام ذبح الأضحية مع أنّه من أيّام التشريق.
وذهب بعض المحققين كشيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- إلى أنَّ الذبح يكون في جميع أيام التشريق فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد وأيام التشريق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل أيام التشريق ذبح" رواه أحمد والبيهقي عن جبير بن مطعم. وهذا القول هو الذي كان يفتي به سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.

الحكم الرابع أنها وقت لرمي الجمار بالنسبة للحُجَّاج، فبعد زوال الشمس يبدأ الحاج بالجمرة الأولى وهي التي تلي مسجد الخَيْف فيرميها بسبع حصيات. ثم يتقدم قليلاً عن يمينه فيقوم مستقبلاً القبلة ويرفع يديه ويدعو ويفعل مثل ذلك عند الجمرة الوسطى. ثم يأتى الجمرة الكبرى وهي: جمرة العقبة. فيرمها كذلك، ويجعل الكعبة عن يساره ومِنَى عن يمينه ولا يقف عندها.
وبعض الحُجَّاج يعجل بالرمي قبل الزوال خاصَّةً في يوم النَّفْر الأول وهو اليوم الثاني عشر. وهذا العمل خلاف السُّنَّة.
فعن جابرٍ رضي الله عنه قال: رمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحىً وأما بَعْدُ فإذا زالت الشمس. رواه مسلم.
وأما الحكم الخامس فهو أنّه يُشْرع للحُجَّاج البقاء بمنى أيام التشريق، ويجب عليهم المبيت بها ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر، وليلة الثالث عشر لمن تأخَّر منهم.
هذه أحكام خمسة لعلها من أبرز أحكام التشريق.

أنواع الذكر في أيام التشريق:-

الذكر عبادة تشرع للمسلم على كل حال وفي كل زمن. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحواله. ومع ذلك فقد خَصَّ الله مواسم معينة، فأمر بذكره فيها لفضلها وفضل العمل فيها. ومنها أيام التشريق.
فقد أمر الله تعالى بذكره في أيام التشريق فقال: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ" [البقرة:203]. وهذا الذكر في هذه الأيام أنواع متعددة كما قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-.
منها: ذكر الله بالتسمية والتكبير عند ذبح النُّسُك: كما قال تعالى: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ" [الحج:28].

ومنها: ذكر الله تعالى بالتبكير عند رمي الجمار والدعاء بعدها؛ كما في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما جُعِل رمي الجمار والسّعيُ بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

ومنها: ذكر الله المطلق فإنّه يستّحب الإكثار منه في أيّام التشريق كما قال تعالى: "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ" [البقرة:200-202].
روى عبدُ بن حميد عن عكرمة أنّه كان يستحب أن يدعو بهذا الدعاء في أيام التشريق. قال الحافظ ابن رجب: استحب كثير من السلف كثرة الدعاء بهذا الدعاء في أيام التشريق.
وهذا الدعاء من أجمع الأدعية للخير، وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكثر من الدعاء به.

ومنها: التكبير، فإنه يُشْرَع للحاج أن يكبرّ دُبُر كل صلاة مفروضة من صلاة الظهر يوم عيد الأضحى إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق.
ولغير الحاج ابتداء من صلاة الفجر يوم عرفة.
وهذا يُسَمّى عند الفقهاء: التكبير المقيّد؛ ومعنى أنه مُقيّد: أي أنّه خاصٌ بوقت محدد وهو عقب صلاة الفريضة.
وأما التكبير المطلق فهو الذي لا يتقيَّد بوقت معين، بل يُسَنُّ دائماً في الصباح والمساء وعند الصلاة وفي كل وقت.
ويبدأ هذا التكبير المطلق من دخول شهر ذي الحجّة إلى صلاة عيد الأضحى.
فإذا صلى الحاج صلاة الظهر يوم عيد الأضحى، وإذا صلى غير الحاج صلاة الفجر من يوم عرفة: بدأ في حقّه التكبير المقيد. هذا مذهب الإمام أحمد -رحمه الله-. وقال بعض أهل العلم: إن يوم عيد الأضحى وأيام التشريق يجتمع فيها التكبير المطلق والمقيَّد، فيكبّر دبر الصَّلاة ويكبّر كل وقت.
واستدلوا بقوله تعالى: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ" [البقرة:203]. والأيام المعدودات هي أيام التشريق.
وقد روى البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه كان يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات. وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه، وكانت النساء يكبرن ليالي التشريق خلف عمرَ بنِ عبد العزيز -رضي الله عنه-.
والمراد أنهن يقتدين به؛ لأنّه ليس من السُّنَّة أن يكون التكبير جماعيًّا بلفظ واحد.
ولعل هذا القول وهو أنه يجتمع في يوم العيد وأيام التشريق. تكبير مطلق ومقيد لعله أصوب فيكبر المسلم هذه الأيام دبر الصلاة كما يكبر كل وقت.
وقد ورد لهذا التكبير صفات مأثورة عدّة منها:
أن يشفع التكبير فيقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. وهذه الصفة مروية عن علي وابن مسعود -رضي الله عنهما- كما في المصنف لابن أبي شيبة. والصيغة الثانية أن يكون التكبير وتراً فيقول الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

والصيغة الثالثة: أنه وتر فى التكبيرات الأولى وشفع في الثانية: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
والرابعة ما رواه ابن أبي شيبة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه كان يُكَبّر فيقول: الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر وأجلّ الله أكبر ولله الحمد.
فيختار المسلم من هذه الصفات ما يشاء، فالأمر واسع بحمد الله، وقد ذكر بعض أهل العلم أنّه ينبغي للمسلم أن ينوع بين الأذكار والأدعية الواردة بصفات وصيغ متعددة؛ لأن في ذلك طرداً للسأم الذي قد يعرض للإنسان، ولكي يطبق ما استطاع من السنن المأثورة.
وهنا مسألة: وهي هل التكبير المقيّد خاص بالفرائض، أم لا؟ يعنى من صلى نافلة في أيام التشريق هل يشرع له أن يُكَبّر دبرها، أم لا؟
وقع في هذا خلاف بين أهل العلم. وقد نقل البخاري في صحيحه عن بعض السَّلف أنّه كان يكبر دبر النافلة، وهذا يدل على مشروعيّة التكبير بعد النوافل.
وقد يسأل سائل عن التكبير المقيد هل يقال بعد السلام مباشرة أم بعد الاستغفار ثلاثاً؟ وهذا لم يرد فيه نص واضح فالأمر فيه سعة. وقد اختار بعض أهل العلم أن يبدأ بالاستغفار أولاً؛ لأنّه ألصق بالصلاة ثم يكبّر بعد ذلك.

استغلال أيام التشريق:

الذي ينبغي أن يستغل الحاج بقاءه في منى بالعبادة والإكثار من الأعمال الصالحة كالطواف: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يزور الكعبة، ويطوف بها كل ليلة من ليالي منى. أخرجه البخاري تعليقا.
وكالصلاة في المسجد الحرام لقوله صلى الله عليه وسلم "صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه". أخرجه أحمد وغيره.
وكذلك الذكر والدعاء. كما أنها فرصة عظيمة ليلتقي بإخوانه المسلمين الذين جاؤوا من كل صقع بعيد، فيتعرف على أحوالهم، ويحاول نصحهم وتوجيههم وبيان الحق بما يعلمه من أحكام الشرع. فإن الدال على الخير كفاعله.
ويكون حريصاً على التحليّ بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال؛ فإن الحسناتِ تتضاعف في الزمان والمكان الفاضل.
وأمّا غير الحاج فإنَّ أيام التشريق أيام عيد فيستغلها بما تُّستغل به أيام الأعياد؛ من صلة رحم وتزاور. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم أنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى إشارة إلى أن الأكل في أيّام الأعياد إنما يستعان به على ذكر الله وطاعته، وهذا من تمام شكر النعمة. أن يستعان بها على الطاعات.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

موقع الاسلام اليوم


التعديل الأخير تم بواسطة طالبة علم ; 21-09-2015 الساعة 06:38 PM.

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثمرات وفضائل الاستمرار على الطاعة طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 06-03-2016 07:40 PM
الحكمة من ذكر (ليال عشر) بدل من أيام عشر طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 01-09-2015 06:02 PM
خرج ماء الطفل فى الشهر الرابع ومات بعد أربعة أيام فهل عليها صلاة فى هذه الأربعة أيام؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 13-10-2012 04:07 PM
سمعت أنه لايجوز لي ان اصوم أيام التشريق وأيام أخرى مثل المولد النبوي عبق إرشــاد الـصــوم 0 22-02-2010 01:37 PM
تحديد أيام العزاء بـ ثلاث أيام *المتفائله* قسـم الجـنـائـز 0 11-02-2010 12:35 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى