ومِن علاماتِ سلامةِ القلب : أن لا يَحمِلَ الْحِقْدَ
فإذا فَعَلَ ذلك ارتاحَ وأراحَ ، على حدِّ قولِ الإمامِ الشافعيِّ :
لَمَّا عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ *** أرحتُ نفسِي مِن همِّ العداواتِ
ومِن علاماتِ سلامةِ القلب : أن لا يَحْسُدَ أحدا آتاه اللهُ مِن فضلِه ، مُجتنِبا أخلاقَ اليهود (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)
بل تتسامَى نفسُه حتى يتمنّى الخيرَ لِجميعِ الناس ، ويفرَح لِمَا أصابَ الناسَ مِن الخير ، ويَدْعو بالبَركةِ إذا رأى ما يُعجِبُه .
قَالَ ابنُ مَسْعُودٍ: لا تُعَادُوا نِعَمَ اللَّهِ . قِيلَ لَهُ : وَمَنْ يُعَادِي نِعَمَ اللَّهِ ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
صاحِبُ القلبِ السليم : يَحزَنُ لِمَا يُصيبُ المسلمين مِن مصائبَ ونَكبات .
ويترتَبُ على ذلك : أن لا يبحثَ الإنسانُ عَمّا خَفِي عنه ، ولا يتتبّعَ عورةَ مؤمن ، ولا يسألَ عن أحوالِ الناس فضولاً ليعرِفَ ماذا يَملِكون ، وكيف يعيشون وإلى أين يذهبون ؟
وقد أثبَتَ الأطباءُ العلاقةَ بين أمراضِ القلبِ المعنوية وبين أمراضه الْحِسِّـيَّة .
فَمن حسَد الناس وبَغى عليهم وانشغل بهم ، أثّرَ ذلك على قَلبِه ضِيقا وانقباضا وألَمًا .
ولا تكون سلامةُ الصدرِ وطهارةُ القلبِ إلاّ بالتعوّدِ على كَريمِ الأخلاق وجميلِ الخصال.
وفي الحديث : إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ . رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " .