هل يجوز أن أدعو على الظالمين أن يروا العقوبة في أبنائهم ؟
بتاريخ : 15-03-2016 الساعة : 03:05 AM
لدي سؤال ياشيخ وسؤلي هو انا فتاة حسدت نعمة الزواج من اكثر من حولي وظلمت من هذه الناحيه ومن صور الظلم الذي تعرضت له بعض النساء اذا احد طلب منهم الرقم لخطبتي لا يعطون وهم من اعترفو با السنتهم وبعضهم ترسل شباب غير اكفى مدخنين وعليهم قضيا خوف ان اكون افضل من بناتهم واخينا يتشمتون بي لاني تاخرت في سن الزواج ومن هم من قامت با فساد خطبه كتدت ان تصل لعقد القرانوما يغيظني اكثر ويقهرني اني اكتشفت مؤخرا اني مسحوره وانا الان اتعالج با الرقيا واموري في الزواج متعطله بسبب السحر وانا دائم افكر في ظلمهم لي انا مستيقنه انا ربي سينصرني عليهم وواثقه في ربي انه لن يضعني وبا ذن الله سيرزقني با العوض. لاكن اود ان ادعي على من ظلموني فهل يجوز لي ان ادعي على النساء الذين ظلموني ان يذوقو في بناتهم مذقت منهم لانهم جميعا متزوجت ولا استطيع ان ادعي عليهم ان يذوقوها في انفسهم لانهم متزوجات وهم ظلموني عند الزواج واحب الناس عندهم بناتهم ?
وأسأل الله لنا ولك العفو والعافية في عفو وفي عافية .
لا يجوز أن يَعتدِي الإنسان في الدعاء حتى على مَن ظَلَمه ؛ لأن الدعاء إنما يَكون بِقَدْر الْمُظالِم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويَحْرُم الاعتداء في الدعاء ، لقوله تعالى : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، وقد يكون الاعتداء في نفس الطَّلَب ، وقد يَكون في نفس المطلوب . اهـ .
وقال أيضا : القصاص في الأعراض مشروع أيضا : وهو أن الرَّجل إذا لَعن رجلا أو دعا عليه ؛ فَلَه أن يَفعل به كذلك ، وكذلك إذا شَتَمه بِشَتْمة لا كَذب فيها . والعفو أفضل . اهـ .
وقد يَنقلِب المظلوم ظالِما ؛ إذا أكثر مِن غِيبة مَن ظلمه ، وتَطاول عليه ، وأكثر مِن الوقيعة فيه في كل مَجلس ..
وما دُمتِ مستيقنة إن الله سينصرك عليهم وواثقة أنه لن يُضيّعك وأنه الله سيرزقك بالعِوض ؛ فإن الله لا يُخيّب رجاء مَن رجاءه ، ولا يَقطع أمل مَن أمّله ، ولا يَردّ دعاء مَن دعاه صادقا مُخلِصا واثِقا بالله تبارك وتعالى .
وأُوصيك ونفسي بِتقوى الله عَزّ وَجَلّ ، وأن لا تنشغلي بهم ، ولا بالكلام فيهم ، بل أشغلي نفسك بقراءة القرآن وكثرة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأكثري مِن قول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، ومِن قول : حسبي الله ونعم الوكيل .