العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

 
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
افتراضي نشرت موقِعًا إباحيًا وندمت وتُبت وأخشى أن لا تُقبَل توبتي
قديم بتاريخ : 07-11-2012 الساعة : 11:34 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , أطال الله عمرك شيخنا وأدامك في خدمة الإسلام وبعد : يا شيخ قبل فترة وفي لحظة ضعف إيمان أعطيت شخصا عنوان موقع إباحي بعد أن ضللني واعتقدت أنه فتاة , ولكن بعد خروجي من مقهى الانترنت تذكرت عظم ذنبي وحاولت جاهدا البحث عن هذا الشخص بواسطة برنامج "سكايب" الذي تحادثنا بواسطته لكنني لم أجده , والآن كلما عزمت على التوبة النصوح تذكرت هذا الذنب وانتكست على رأسي وخفت ألا تقبل توبتي فأعدل عنها في كل مرة , ولكنني حاولت تدارك الأمر فقمت و لا أزال بتحميل كل ما أستطيع من دروس و مواعظ وفلاشات و محاضرات وغيرها حول المواقع الإباحية وخطرها على الدين و حتى الصحة , و سأقوم بنشرها في أكبر عدد من المنتديات والمدونات طمعا في التكفير ولو قليلا عن ذنبي و إيصال هذه المادة لأكبر عدد من المشاهدين علها تساهم في إرشادهم وهدايتهم , فهل يمكن أن يكون هذا مما سيكفر عن ذنبي , وهل هناك من طرق أخرى للتكفير -علما أن الشخص ليس من دولتي و يعيش في دولة أخرى- ؟؟
أغثني يا شيخ , أرجوك يا شيخ فرج عن قلبي قليلا , والله أنا في ظلمة .

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

قد قَرَن الله عزَّ وَجَلّ بين التوبة والإصلاح في مواضع كثيرة .
والتوبة تهدم ما قبلها .
وفي الحديث : الندم توبة . رواه الإمام أحمد .

وما تفعله أنت مِن إصلاح وإرشاد ونَشْر للخير ، هو مِن باب " إن الحسنات يُذْهِبن السيئات . وقد قال عليه الصلاة والسلام : إذا أسأت فأحسن . رواه الإمام أحمد .

ولا يتلاعب بك الشيطان ، فتَتْرك التوبة بسبب ذلك الذَّنْب ، فإن الإنسان قد يعمل الذَّنْب فيكون سَبَبًا في دخوله الجنة !

وتذكرت الآن مَقُولَة للصحابي الجليل أبي أيوب رضي الله عنه ، إذ قال : إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ، يَتَّكِلُ عَلَيْهَا ، وَيَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ وَقَدْ أَخْطَرَتْهُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرَقُ مِنْهَا حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ آمِنًا .

وأخرى للتابعي الجليل سعيد بن جُبير رحمه الله ، إذ قال : إنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَعْجَبُ بِهَا ، وَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ ، فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إلَيْهِ مِنْهَا .

وثالثة لأبي حَازِمٍ رحمه الله إذ قال : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ مَا عَمِلَ سَيِّئَةً قَطُّ أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا .

ومِن نِعْمة الله على العَبد : أن يتذكّر الذنْب ، وأن يُكثِر مِن الأعمال الصالحة ؛ لأن الحسنات تُذهب السيئات

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه - في يوم صُلح الحديبية - : فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ
فَقُلْتُ : أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا ؟
قَالَ : بَلَى .
قُلْتُ : أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ ، وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ ؟
قَالَ : بَلَى .
قُلْتُ : فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا ؟!
قَالَ : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي.
قُلْتُ : أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ ؟
قَالَ : بَلَى ، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ ؟
قَالَ : قُلْتُ : لا !
قَالَ : فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ .
قَالَ الزُّهْرِيُّ : قَالَ عُمَرُ : فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالا . رواه البخاري .

وضِدّ ذلك : نسيان الذّنْب ، الذي يُؤدّي إلى نسيان العبد نفسه ، بل وجَهَالة قَدْرِه .

قال ابن القيم رحمه الله وهو يَذكُر عقوبات الذّنُوب :

وَمِنْ عُقُوبَاتِهَا : أَنَّهَا تُنْسِي الْعَبْدَ نَفْسَهُ، وَإِذَا نَسِيَ نَفْسَهُ أَهْمَلَهَا وَأَفْسَدَهَا وَأَهْلَكَهَا.
فَإِنْ قِيل َ: كَيْفَ يَنْسَى الْعَبْدُ نَفْسَه ؟ وَإِذَا نَسِيَ نَفْسَهُ فَأَيُّ شَيْءٍ يَذْكُرُ ؟ وَمَا مَعْنَى نِسْيَانِهِ نَفْسَهُ ؟
قِيلَ: نَعَمْ يَنْسَى نَفْسَهُ أَعْظَمَ نِسْيَانٍ، قَالَ تَعَالَى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
فَلَمَّا نَسُوا رَبَّهُمْ سُبْحَانَهُ نَسِيَهُمْ وَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) .
فَعَاقَبَ سُبْحَانَهُ مَنْ نَسِيَهُ عُقُوبَتَيْنِ :
إِحْدَاهُمَا : أَنَّهُ سُبْحَانَهُ نَسِيَهُ .
وَالثَّانِيَةُ : أَنَّهُ أَنْسَاهُ نَفْسَهُ .
وَنِسْيَانُهُ سُبْحَانَهُ لِلْعَبْدِ : إِهْمَالُهُ ، وَتَرْكُهُ ، وَتَخَلِّيهِ عَنْهُ ، وَإِضَاعَتُهُ ، فَالْهَلاكُ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنَ الْيَدِ لِلْفَمِ .
وَأَمَّا إِنْسَاؤُهُ نَفْسَهُ ، فَهُوَ : إِنْسَاؤُهُ لِحُظُوظِهَا الْعَالِيَةِ ، وَأَسْبَابِ سَعَادَتِهَا وَفَلاحِهَا ، وَإِصْلاحِهَا ، وَمَا تَكْمُلُ بِهِ بِنَسْيِهِ ذَلِكَ كُلِّهِ جَمِيعِهِ فَلا يَخْطُرُ بِبَالِهِ ، وَلا يَجْعَلُهُ عَلَى ذِكْرِهِ، وَلا يَصْرِفُ إِلَيْهِ هِمَّتَهُ فَيَرْغَبُ فِيهِ ، فَإِنَّهُ لا يَمُرُّ بِبَالِهِ حَتَّى يَقْصِدَهُ وَيُؤْثِرَهُ .
وَأَيْضًا فَيُنْسِيهِ عُيُوبَ نَفْسِهِ وَنَقْصَهَا وَآفَاتِهَا ، فَلا يَخْطُرُ بِبَالِهِ إِزَالَتُهَا .
وَأَيْضًا فَيُنْسِيهِ أَمْرَاضَ نَفْسِهِ وَقَلْبِهِ وَآلامَهَا ، فَلا يَخْطُرُ بِقَلْبِهِ مُدَاوَاتُهَا، وَلا السَّعْيُ فِي إِزَالَةِ عِلَلِهَا وَأَمْرَاضِهَا الَّتِي تَئُولُ بِهَا إِلَى الْفَسَادِ وَالْهَلاكِ ، فَهُوَ مَرِيضٌ مُثْخَنٌ بِالْمَرَضِ ، وَمَرَضُهُ مُتَرَامٍ بِهِ إِلَى التَّلَفِ ، وَلا يَشْعُرُ بِمَرَضِهِ ، وَلا يَخْطُرُ بِبَالِهِ مُدَاوَاتُهُ ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَةِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ .
فَأَيُّ عُقُوبَةٍ أَعْظَمُ مِنْ عُقُوبَةِ مَنْ أَهْمَلَ نَفْسَهُ وَضَيَّعَهَا، وَنَسِيَ مَصَالِحَهَا وَدَاءَهَا وَدَوَاءَهَا، وَأَسْبَابَ سَعَادَتِهَا وَفَلاحِهَا وَصَلاحِهَا وَحَيَاتِهَا الأَبَدِيَّةِ فِي النَّعِيمِ الْمُقِيمِ ؟
وَمَنْ تَأَمَّلَ هَذَا الْمَوْضِعَ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّ أَكْثَرَ هَذَا الْخَلْقِ قَدْ نَسُوا حَقِيقَةَ أَنْفُسِهِمْ وَضَيَّعُوهَا وَأَضَاعُوا حَظَّهَا مِنَ اللَّهِ ، وَبَاعُوهَا رَخِيصَةً بِثَمَنٍ بَخْسٍ بَيْعَ الْغَبْنِ ، وَإِنَّمَا يَظْهَرُ لَهُمْ هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَيَظْهَرُ هَذَا كُلَّ الظُّهُورِ يَوْمَ التَّغَابُنِ ، يَوْمَ يَظْهَرُ لِلْعَبْدِ أَنَّهُ غُبِنَ فِي الْعَقْدِ الَّذِي عَقَدَهُ لِنَفْسِهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ ، وَالتِّجَارَةِ الَّتِي اتَّجَرَ فِيهَا لِمَعَادِهِ ، فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَتَّجِرُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لآخِرَتِهِ .

وهنا :
أمارس العادة السرية وأشاهد المواقع الإباحية ، وكل ما تُبت عُدت للذنب فهل توبتي مقبولة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7900


احْمِل عَنّي ذَنْبًا
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5862


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



رد مع اقتباس
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة سعيدة ... سؤال عن نشرة ! راجية العفو قسـم الأنترنـت 0 02-09-2014 01:01 AM
داعبت فتاة بالحرام وأنا صائم وقد ندمت وتُبت فماذا عليَّ ؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــوم 0 20-12-2012 01:44 AM
معاقة حركيا وبسبب اعاقتي لا استطيع لبس عباءة الرأس راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 14-09-2012 05:39 PM
في حرب العراق وبسبب تشوه الجثث يُدفن الميت من قبل ذويه دون التأكد من كونه ابنهم *المتفائله* قسـم الجـنـائـز 0 27-03-2010 09:04 AM
تاخذ مرتب بلا عمل وندمت فهل ترجع المال للبنك أو تتصدق به ؟ عبق إرشـاد المـرأة 0 17-02-2010 01:13 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى