السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليكم فضيلة الشيخ ونفع بكم
أود أن أسأل عن الحديث الذي قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام :: الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله.
أريد أن أسأل عن المبطون الذي يعد من الشهداء هل يشمل كل أمراض البطن وهل من مات بسرطان الكبد مبطون ؟ وهل من يموت بنزيف في الرئة يعتبر مبطونا؟ وهل لهم اجر الشهيد في سبيل الله ؟
جزاكم الله خير ورفع الله قدركم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الْمَبْطُون هو مَن كان سبب وفاته داء البَطْن .
قال القاضي عياض عن المبطون : هو الذي يُصيبه داء البَطن . يُقال : بِفُلان بَطن عن دائه . وقيل الْمَبْطُون : هو بالإسهال . وقيل : الاستسقا . اهـ .
وقال ابن الأثير : المبطون شهيد ، أي : الذي يموت بِمَرض بَطنه ؛ كالاستسقاء ونحوه . ومِنه الحديث : " أن امرأة ماتت في بَطن " .
وقيل أراد به هاهنا النُّفاس ، وهو أظهر ، لأن البخاري تَرجَم عليه : باب الصلاة على النفساء . اهـ .
ولا أعلم أن أحدا مِن أهل العِلْم قال إنه يَشمل أمراض الكبد والرئة ؛ لأنها لو أُرِيدَت لَقِيل : أمراض الجوف ، ولم يُخصّ البَطن .
وإن كان في الأمراض رِفعة وتكفير لأصحابها ، كما دلَّت على ذلك الأحاديث الكثيرة ، مثل : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يُصيب المسلم مِن نَصب ولا وَصَب ، ولا هَمّ ولا حُزن ، ولا أذى ولا غَم ، حتى الشوكة يُشاكُها ، إلاّ كَفَّر الله بها من خطاياه . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام البخاري : باب ما جَاء في كَفَّارة الْمَرَض ، وقَول الله تعالى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) ، ثم رَوى حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَا مِن مُصِيبَة تُصِيب الْمُسْلِم إلاَّ كَفّر الله بِهَا عنه حتى الشَّوكَة يُشَاكها .
وحَدَّث أبو الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق وهجّر بالرَّواح ، فَلِقي شداد بن أوس والصُّنَابحي معه ، فقلت : أين تريدان يرحمكما الله ؟ قالا : نريد هاهنا إلى أخ لنا مَريض نعوده . فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل ، فقالا له : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت بِنِعمة . فقال له شداد : أبشر بِكفّارات السيئات وحَطّ الخطايا ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : " إن الله عز وجل يقول : إني إذا ابْتَليتُ عبدا مِن عبادي مؤمنا ، فَحَمِدَني على ما ابتليته ، فإنه يقوم مِن مَضجعه ذلك كَيوم ولدته أمّه مِن الخطايا ، ويقول الرب عز وجل : أنا قَيّدت عبدي، وابتليته ، فأجْرُوا له كما كنتم تُجْرون له وهو صحيح . رواه الإمام أحمد ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره ، وحسّنه الألباني .