[راجية العفو]

السؤال
السؤال كما وردنا في المنتدى من أحد الأخوات :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
سؤالي جدا مهم وعاجل سؤالي يتعلق بأمي . أمي أنجبت أولاد وبنات ونحن البنات رغم أننا متزوجات إلا أننا ولله الحمد بارات بأمنا ولكن للأسف بالمقابل إخواني الذكور كثيرا ما يقصرون في السؤال عن أمي وغير بارين بها مع ذلك أمي دائما وأبدا تفضل الذكور على الإناث أي أنها لا تعدل في العطاء المادي ولا المعنوي ( وتقول أنا ما أحب إلا الأولاد ما أحب البنات ) حدثت مشكلة مع أخي وأختي أمام أمي الذي كان مخطئ هو أخي والكل يعلم ذلك ولكن أمي سامحها الله غضبت على أختي وقامت تدعو عليها وتقول ( الله لا يوفقك ولا يسامحك حسبي الله عليك من بنت وغيرها) أختي تتوحم بسب الحمل ولم يراعِ أخي ذلك، وأختي والله العظيم مظلومة حاولت أن أوضح الأمر ولكن أمي رفضت وزادت في الدعاء عليها رغم أن أختي هذه والله يشهد إنها أبرنا بأمي ولكن لا أقول إلا الله المستعان
السؤال هنا هل دعوة الوالدين على أبنائهم مستجابة حتى لو كان الوالد ظالم ( يعني ظلم ابنه) وهل يجوز التفرقة في التعامل والحب والعطاء المادي بين الأبناء رغم أن أخي لم يكن محتاج لهذه النقود؟ أرجو الرد بسرعة لأن أختي جدا تعبانة
وجزاكم الله خير الجزاء




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لا يجوز لأحد أن يخصّ بعض أولاده بأعطية دُون الآخرين إلاّ بِرضاهم .
فإن أعطَى بعضهم دون بعض فإن هذا ظُلْم وجَوْر .
ويدلّ على هذا أن بَشِير بن سعد رضي الله عنه خصّ أحد أولاده - وهو النعمان - بالعطية دون بقية أولاده ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أفعلت هذا بِوَلدك كلهم ؟
قال : لا .
قال : اتقوا الله واعدلوا في أولادكم .
وفي رواية أنه قال له : يا بَشِير ألَكَ وَلَد سِوى هذا ؟
قال : نعم .
فقال : أكُلّهم وَهَبْت له مثل هذا ؟
قال : لا .
قال : فلا تُشْهِدني إذًا ، فإني لا أشْهَد على جَور . رواه البخاري ومسلم .

ولا تجوز القسوة على البنات ، وإن كانت الأم قد تُفضِّل بعض الأولاد على بعض ، أو تُفضِّل الذكور على الإناث ، فلا يجوز أن تُظهِر ذلك ؛ لأن هذا مِن ظُلْم البنات ، ومما تُوغَر وتُملأ به الصدور ، ولأنه مِن أفعال الجاهلية ، فإن أهل الجاهلية يُفضِّلون الأبناء على البنات ، ولذا كانت تهنئتهم للمُتَزَوّج : بالرفاء والبنين !
ولا يُدرَى أين يكون الخير ، ولا أي الأولاد – ذكورا أو إناثا – أكثر بِـرًّا ، ولا أقربهم نَفعا ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا) .

والْمُشاهَد أن البنات أحَـنّ وأكثر بِـرًّا .
والبنات سبب لِدخول الجنة لِمَن صَبَر على تربيتهنّ واتّقى الله فيهن .

وأما الدعاء فإن كان بِحقّ فهو أقرب إلى الإجابة .
وعلى الوالدين الحذر مِن الدعاء على أولادهم ، فقد نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد ، فقال : لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا تُوافِقُوا مِن الله ساعة يُسأل فيها عَطاء فيَستجيب لكم . رواه مسلم .


والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد