|
|
المنتدى :
قسم الأسرة المسلمة
جلوس الزوج بجانب زوجته على الكوشة
بتاريخ : 23-02-2010 الساعة : 07:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيح بارك الله فيكم وفي جهودكم ونسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم
في الآونة الأخيرة كثر الجدل بخصوص ( جلوس الزوج بجانب زوجته على الكوشة ) أمام مجموعة من النساء فهل هذا حرام شرعاً ولا يجوز لما فيه من منكرات ؟؟
للعلم أنني عندما وضحت لهم بأنه لا يجوز دخول الرجل على مجموعة من النساء ومحرم فكان هذا رد أحدهم لي
( قمة الحرمان والجهل الذي تسببه البيئة أن تمنع أو يمنع أن يتواجد الرجل في الكوشة
أو بجانب زوجته في هذا الاحتفال ..
بل أرى إن من الواجب على الرجل أن يجلس جنب زوجته وأن يمسك بيدها ويكلمها ويضحك معها ولو صار يرقص معها ..
مصيبة عندما تحرمنا البيئة من بعض متعنا .. )
وعندما وضعت فتاوى من الإسلام أون لاين والإسلام جواب وسؤال والإسلام ويب فكــــــــــــان الجواب :
( في الحقيقة كل ما ذكرتنه هنا لا يدل على حرمة الفعل في ذاته
ولا يوجد نص ولا حديث وإنما تم تحريمه من خلال الحدث الذي يسببه
أي أن علة تحريمه عند البعض وإنكاره عند الآخر هو تبرج النساء
فلو تبرجن النساء حرم على الرجل مشاهدتهن
حسنا الواجب إذن أن يغطين أنفسهن هذا أولا
ثانيا بالنسبة للفتاوى تذهب في التحريم لما يحدث في الأعراس مثل مصر وتلك البلدان التي يتكشفن النساء ويتعرين
هنا سبب التحريم ليس للكوشة وما إلى ذلك وإنما لفعل النساء
الحل
كل إنسان يحمل وزر فعله
والنساء المتكشفات وهن يعلمن أن المعرس جاي هذا في ذمتهن
وكل النساء اللواتي يمدحن المعرس ويتمتمن به الحرام عليهن وليس عليه
ولهذا على النساء أنفسهن أن يتقين الله
لا أن نحرم على الرجل وعلى العروس وعلى أهله لحظات الوناسة والسعادة لأجل فئة عاصية حسب رأي العلماء
ولهذا لا يوجد دليل يحرم الشيء
حتى قضية تقليد الكفار وما إلى ذلك هذا كلام مردود في نفس الفتوى لأن الموضوع قديم
وكانت تسمى بالمنصة الحرمة علتها التبرج والتعري ,,,
وليس لأنه حرام
ولهذا من يفعله وليس في نيته مشاهدة النساء فهذا لا ذنب عليه والنية محلها القلب )
للعلم يا شيخنا أن حفلات الزواج لدينا يوجد فيها الكثير من المنكرات والتبرج والعياذ بالله الذي بدأ ينتشر بشكل ملحوظ وبدون حياء ،،
ولا أدري هل يجوز الحديث بهذه الجرأة في مثل هذه الأشياء أم ماذا ،، شيخنا الكريم أريد منك فتوى وإجابة شافية للرد عليهم بها
أفتني يا شيخنا بارك الله فيك دنيا وآخرة فقد اقتنع الكثير بوجهة نظر هذا العضو
في حفظ الله ورعايته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وهل المعتَرِض من أهل العلم حتى يجعل نفسه نـدًّا لهم ؟!
وهل أمَر الله عزَّ وَجَلّ بِسؤال أهل العلم أو بسؤال الجهّال ؟!
وربما كان المعترض نَكِرة يكتب تحت اسم مجهول !
وهل يُؤخذ العِلم عن شخص مجهول العين مجهول الحال ؟!!
ولئن اتّهم العلماء بالقول من غير عِلم ، بل بِالتأثر بالبيئة - كما زَعم - فهو أولى أن يُتّهم باتِّبَاع الهوى ! لأنه يُريد - الوناسة - كما قال !!
أما ما ذكره من أن هذا من أثر البيئة ، فهذا غير صحيح ، فإن العلماء يُقدِّرون المصالح والمفاسد ، ويتكلّمون بِلِسَان الشرع ، كما قال ابن القيم .
قال الإمام القرطبي في قوله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) : فأمَرَ تَعَالى بِرَدّ المتنازَع فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسنة ، ويدل هذا على صحة كون سؤال العلماء واجبا ، وامتثال فتواهم لازِماً .
قال سهل بن عبد الله رحمه الله : لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء ، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم وأخراهم .
وفي تفسير قوله تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا ) .
قال رحمه الله : ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي يستخرجونه ، أي لَعَلِمُوا ما ينبغي أن يُفْشَى منه ، وما ينبغي أن يُكْتَم . اهـ .
وأما هذه المسألة على وجه الخصوص ، فإن دخول الزوج على زوجته أمام النساء مُنكر ، ولا يُعفيه أن يُقال : الواجب على النساء التستّر ، فإذا تكشفن كُنّ هنُ الآثمات !
فهذا فقه أعوج !
فإنه لا يجوز للرجل أن يدخل على النساء ، ولو لم يكُنّ متكشِّفات ، فكيف إذا كُنّ متبرجات ؟!
وهنا يتوجّه اللوم إلى الرجل أكثر من النساء ؛ لأن النساء في مكان خاصّ بهنّ ، والرجل هو الذي اقتحم ذلك العالم الخاصّ !
والتحريم هنا مُتّجه إلى الرجل أكثر منه إلى النساء .
مع أن تلك عادة غربية لا أصل لها عند العرب !
فمن أراد أن يُجيز تلك الحالة فهو الذي تأثّر بالبيئة ! بل تأثّر بما هو وارِد مُستحدّث ! بل أراد تسويغ أفعال الكفار !!!
ولو افترضنا أنه يجب على النساء أن يستترن ، ولم يفعلن ذلك ، فإنه يَحْرُم على الرَّجل أن يدخل على نساء كاشفات من أجل أن يُزفّ أمام الناس .
وذلك لأنه يجب عليه إنكار المنكر ، وأقلّ درجات إنكار المنكر ، هو الإنكار القلبي ، كما قال عليه الصلاة والسلام : من رأى منكم مُنكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم .
وأظن أن صاحب ذلك القول لن يقتنع لو سيقت له الأدلة الدالة على تحريم نظر الرجل إلى النساء ؛ لأنه لم يقتنع بالفتاوى السابقة !
وتحريم نظر الرجل إلى النساء الأجنبيات أشهر من أن يُذكر .
فكيف يُقال : بجواز دخول الرجل إلى مكان النساء ، بِحُجّة أنه يجب على النساء أن يستترن ؟!
وأقول لهذا المعترض : إن كان الأمر كما قلت : فَلِم لا تكن زفّتك أمام الرجال وتحضر العروس أمامهم من غير تكشّف ؟!!!
لِماذا تكون أمام النساء ؟!
إن كل رجل غيور لا يرضى أن يدخل رجل غريب على نسائه ..
فإن كنت ترى أن الأمر عاديّ .. فأخرج العروس أمام الرجال .. ولتكن المنصة ( أو الكوشة ) أمام الرجال !!
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|