|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
أنزل الله القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم متلقيا له من
بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 09:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل وجزاكم الرحمن خيرا
هل كل ما ورد في هذا الموضوع صحيح؟
أنزل الله القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم متلقيا له من جبريل ثم علمه صحابه .. ليكون المصدر الأول للتشريع .
أقر الرسول أشياء . أمر بأشياء .. نهى عن أشياء . وهو المصدر الثاني للتشريع .
اتفق العلماء على أن مصادر التشريع هي .
1ـ القرآن الكريم .2ـ السنة النبوية المطهرة .
3 ـ القياس . 4ـ الإجماع .
5ـ الاجتهاد .
المصادر مرتبة .. بمعنى انه لا يمكن الاجتهاد مع وجود النص ..
وقد خلق الله الإنسان وميزه بعقله . وبصيرته .
خاطب الله الناس وحاور عقولهم .وورد في القرآن آيات كثيرة تنتهي بعبارة (أفلا تعقلون ).. وأخرى تنتهي بعبارة ( أفلا تبصرون )
ما أريد الوصول إليه هل الدين نقل ... وكثيرا ما نسمع أن الدين نقل وليس عقل .
يؤيد هذا ما قاله عمر حين قبل الحجر قائلا . والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك .
أم الدين عقل ويؤيده محاورة الله للعقول البشرية (( وفي أنفسكم ايه))
وقال الله تعالى (( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( خذوا عني مناسككم ))
وقال صلى الله عليه وسلم (( صلوا كما رأيتموني أصلي )).
إذًا فالعقل .. والنقل مرتبطان . لا يمكن فصلهما في الدين ..
فبعقولنا ندرك عظمة الخالق ,, ووجوده .. ونؤمن بالبعث بعد الموت ..
وبما نقل عن الرسول سواء أفعالا أو أمرا . أو نهيا . أو إقرار . نأخذ بها ..
وبعقولنا .. نقيس ..هذا بذاك . فنستنتج الحكم .. وبعقولنا نجتهد حين لا يوجد نص .
فالدين عقل ونقل .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
صحيح إلى حدّ ما !
فالعقل لا يُلغَى ولا يُقدَّس !
فالمعتزلة قدّست العقل ، فقدّمته على النقل ، والرافضة ألغَت العقل ! فقدمت الخرافة عليه !
وتوسّط أهل السنة ، فقدّموا النقل على العقل ، مع عدم إهمال العقل ؛ لأن الله عزَّ وَجَلّ خاطَب العقول ، ونَعى على المشركين والكفار في غير آية : (أَفَلا تَعْقِلُونَ) . ووصفهم بأنهم لا يعقلون !
وخَاطَب عباده المؤمنين ، فقال : (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ، وقال : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) ..
فالعقل لا يُقدَّس ، ولا يُلغَى ، وإنما يُنزل منْزِلته .
وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يُوجد عقل صريح يُخالف العقل الصريح .
ومعرفة الله عزَّ وَجَلّ والإيمان بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تستقلّ به العقول ، بل لا بُدّ مع ذلك من الشرع .
ولذلك من الخطأ قول : (فبعقولنا ندرك عظمة الخالق ,, ووجوده .. ونؤمن بالبعث بعد الموت) ؛ فالعقول لا تستقلّ بذلك ، بل يُستعان بها على ذلك .
وقوله : (اتفق العلماء على أن مصادر التشريع هي .. ) ثم ذكر خمس ! فهذا غير دقيق
لأن القَدْر المتفق عليه هو ثلاثة والرابع على تضييق فيه .
فالكتاب والسنة والإجماع محلّ اتفاق ، واختُلِف في القياس ، وهو مُضيّق عند العلماء ، لا يُلجأ إليه إلاّ عند عدم وُجود النص .
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ : سَأَلَتْ الشَّافِعِيَّ عَنْ الْقِيَاسِ ، فَقَالَ لِي : عِنْدَ الضَّرُورَةِ .
وبسط ذلك في كُتُب الأصول .
وأما (الاجتهاد) فهو من الأدلة المختلف فيها ، وليس محلّ اتفاق .
وهل عَنى بقوله [(( وفي أنفسكم ايه))] هل يقصد أن هذه آية من القرآن ؟!
عن كان قصد ذلك .. فليس له حقّ أن يتكلّم في مسائل العلم !
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|