عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي ما هي الأمور التي تجعل الزواج مباركا ، وما هي حقوق الزوج على زوجته ؟
قديم بتاريخ : 22-07-2015 الساعة : 03:19 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص يسأل:
شيخنا الفاضل ماهي الأمور التي تجعل من الزواج مباركا والزوج سعيدا وراضي بزوجته وماهي حقوق الزوج عليها ؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

مِن حقوق الزوج على زوجته :

أن تُطيعه بالمعروف ، ولا تُخالِفه في نفسها ولا في مالِه ، وتحفظه في غيبته .
فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النِّسَاءِ خَيْر ؟ قَالَ : الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وهو حديث حسن ، وقد حسنه الألباني .

وأن تتجمّل له ، ولا تمتنع مِنه تلبية لِرغباته المشروعة ، لِـتُعفّه عن النظر إلى النساء .
رَوى الإمام مسلم من حديث جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ ، وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ .

وَرَوى الإمام الدارمي من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، قَال: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ ، فَأَتَى سَوْدَةَ وَهِيَ تَصْنَعُ طِيبًا ، وَعِنْدَهَا نِسَاءٌ ، فَأَخْلَيْنَهُ فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا .

وفي الحديث : أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دَخَلَتِ الجنة . رواه الترمذي وابن ماجه ، وقال الأرنؤوط : حسن لغيره .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبِق حتى يَرجِع ، وامرأة باتَت وزَوجها عليها ساخِط ، وإمام قَوم وهُم له كارِهون . رواه ابن أبي شيبة والترمذي ، وحسّنه الألباني .

وأن تعرِف المرأة قَدْر زوجها ؛ فهو جنّتها ونارها ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
وأن تُقدِّره وتحترمه ؛ فقد كانت نساء السلف يُبالِغن في ذلك .

قالت امرأة سعيد بن المسيب : ما كنا نُكلّم أزواجنا إلاّ كما تُكلّموا أمراءكم : أصلحك الله ، عافاك الله . رواه أبو نعيم في " الْحِلْيَة " .

وقالت أم الدرداء عن أبي الدرداء : حدثني (سيّدي) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من دعا لأخيه بظهر الغيب ، قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثل . رواه مسلم .

وما ذلك إلاّ لِمعرفة المرأة العاقلة أن حقّ الزوج عليها أعظم من حقّ والِديها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا ، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَب . اهـ .

وأن تسأل المرأة النساءَ العاقلات وذوات الخبرة عن طُرُق معاملة الزوج وحُسْن الـتَّبَعُّل وكَرَم معاشرته ، وتبتعد عن نصائح الحمقاوات !
وتَنظر ما يُحبّ زوجها ، فتفعله ، وما يَكْرَه ، فتجتنبه ، وكل ذلك بالمعروف .

وأن تتعاهَد موضِع سَمِعه وبصَرِه وأنفه ، كما أوْصَت المرأة الأعرابية ابنتَها المتزوِّجة حديثا ، فقالت :
أيْ بُنَيَّة ! إِنَّك فَارَقْتِ بَيْتك الَّذِي مِنْهُ خَرَجْتِ ، وعِشّك الَّذِي فِيهِ دَرَجْت إِلَى رجل لم تَعرفيه ، وقَرِين لم تألَفِيه ، فَكُوني لَهُ أمَة يكن لَك عبدا ، واحفظي لَهُ خِصَالا عشرا تكن لَك ذخْرا :
أما الأولى وَالثَّانيَة ؛ فالخضوع لَهُ بالقناعة ، وَحسن السّمع لَهُ وَالطَّاعَة .
وَأما الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة ؛ فَالتَّفَقُّد لِمَواضِع عَيْنَيْهِ وَأَنْفه ، فَلا تقع عينه مِنْك على قَبِيح ، وَلا يشم إِلاَّ أطيب ريح .
وَأما الْخَامِسَة وَالسَّادِسَة ؛ فَالتَّفَقُّد لِوَقْت مَنَامه وَطَعَامه ، فَإِن حرارة الْجُوع مَلْهَبة ، وتنغيص النّوم مَغْضبة .
وَأما السَّابِعَة وَالثَّامِنَة ؛ فالاحتفاظ بِمَالِه ، والإرعاء على حشمه وَعِيَاله ، وملاك الأَمر فِي المَال : حُسْن التَّدْبِير ، وَفِي الْعِيَال : حُسْن التَّقْدِير.
وَأما التَّاسِعَة والعاشرة ؛ فَلا تعصِين لَهُ أمرا ، وَلا تفشي لَهُ سرا ؛ فَإنَّك إِن خَالَفْتِ أمْرَه أوْغَرْتِ صَدره ، وَإِن أفشيت سِرّه لم تأمني غَدره . ثمَّ إياك والفَرَح بَين يَدَيْهِ إِن كَانَ مُهْتَما ، والكآبة بَين يَدَيْهِ إِن كَانَ فَرِحا .
وكُونِي أشَدّ ما تَكُونِين له إعظَاما يَكُن أشَدّ ما يكون لك إكْرَاما ، وأشَدّ ما تَكُونِين له مُوَافَقة يَكُن أطْول ما تَكُونِين له مَرَافَقَة .
واعْلَمِي : أنك لاَ تَصْلِين إلى ما تُحِبّين حتى تُؤْثِرِي رِضَاه على رِضَاك ، وهَوَاه على هَوَاك ، فيما أحْبَبْتِ وكَرِهْتِ . اهـ .

وهذا : هو لُبّ الوَصِيّة ، وسِرّ السعادة الزوجيّة .
وفي السُّنّة النبويّة :
أَلا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ الْوَدُودُ ، الْوَلُودُ ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا ، الَّتِي إذا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ، ثُمَّ تَقُولُ : وَاللهِ لا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى . رواه النسائي في " الكبرى " .

ورأس مال الحياة : طاعة الله ، فاحرصي على تقوى الله في حياتك الزوجية ، وأن يكون أساسها : رِضا الله .
وإياك أن تُقدِّمي رِضا أحَد على حساب رِضا الله .
فمَن أرضَى الله رضِي الله عنه وأرضَى عنه الناس ، ومَن أسْخَط الله سَخِط الله عليه واسْخَط عليه الناس .
لا تعْصِين الله مِن أجل زوجك .
لا تَعصِين الله معه ، ولا تَعصِين الله له ، ولا تَعصِين الله فيه .

وتذكري :
أن المرأة التي لا تستحضر أن حُسن تبعّلها لِزوجها وقيامها بشؤونه ومُراعاة مَحابِّه : أنه عِبادة وقُربة وطاعة لله تعالى ؛ تَكْـثُر مِشكلاتها الزوجية .

وأن حُسْن تَبعّل المرأة وكَرَم مَعشَرِها وخِدمتها لِزَوجها ليس عَيْبا ، فقد كانت أمهات المؤمنين يَخْدِمْن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُنَّا نُعِدُّ لَه سِوَاكَه وَطَهُورَه . رواه مسلم .

وأن مِن حَصَافة المرأة أن تقرأ قَسَمات وَجْه زوجها ، ولو لم يتكلَّم .
قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فَعَرَفْتُ في وَجْهه الكَرَاهِية . رواه البخاري ومسلم .


وأن تبتعد عن المقارَنات بَيْن زوجها وبَيْن غيره ، فَلِكُلّ إنسان ظروفه وطبيعته وشخصيته واهتماماته وتوجّهاته .


وعليك بالدعاء عند كل أمْرِ ، ولو كان يسيرا ، فما لم يُيسِّره الله ، لا يتيسّر .

وسبق :
ما حكم امتناع الزوجة عن المعاشرة بسبب التعب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18912

هل المنكرات والإسراف في الأفراح سبب لعدم التوفيق بين الزوجين ؟
http://saaid.net/Doat/assuhaim/248.htm

لماذا عظم حق الزوج إلى هذا الحدّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3040

هل أقدم طاعة والدتي أم طاعة زوجي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8739

هل صحيح أنّ خِدمة المرأة لزوجها غير واجبة شرعا ؟

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1730

ما النصائح التي من الممكن أن تفيدني بإذن الله في الحياة الزوجية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6936

امرأة تسأل : هل عدم توفيقها في الزواج قضاء وقدَر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18916

هل طاعة الزوج واجبة في كل شيء ؟

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14771

أخشى أن تكون عبادتى ليست خالصة لوجه الله
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3724


أذاتُ زوج ... إذاً هلمّي إلى أبواب الجنة الثمانية !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6410

إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغْتَنِمْها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2052

وبالله تعالى التوفيق .

جمادى الأولى -
1434 هـ


إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أوْغَرْتِ, أطيب, التبعل, الزوج, تتجمّل, حقوق, ريح, صَدره

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يجوز كتابة قيمة (الشبْكة) في عقد الزواج لضمان حقوق الزوجة ؟ راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 15-02-2016 10:39 PM
هل من حقوق الزوجة على الزوج أن يحججها لبيت الله أم هو فضل؟ راجية العفو إرشـاد الحـج والعمـرة 0 20-02-2015 11:12 PM
ما هي الأشياء التى يجب على الزوج أن ينفق فيها على زوجته ؟ ناصرة السنة قسم الأسرة المسلمة 0 01-10-2012 09:41 PM
الأمور التي وجب أن تكون معلومة للمسلم محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 12-03-2010 01:48 PM
هل يجوز لولي الامر ان يشرط علي الزوج في عقد الزواج ان يكون لابنته منزل مستقل عن اهل الزوج ناصرة السنة قسم الأسرة المسلمة 0 06-03-2010 07:04 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى