طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
افتراضي ما معنى ( لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار ) ؟
قديم بتاريخ : 22-05-2021 الساعة : 05:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله الجنة ياشيخ .. وأسعدكم في الدارين ..
وضاعف أجركم بغيـر حساب ..

سؤالي بارك الله فيكم هو :

ما معنى( لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار)
هل زيادة عدد الصغائر تحولها لكبيرة أم أن ارتكاب الصغيرة مع وجود إصرار في القلب
يحولها لكبيرة ..
وما رأيكم فيمن يرتكب الصغائر بحجة أنها صغائر ثم يستغفر .. هل يجزي ذلك ؟
وهل كل الصغائر تمحى بالاستغفار ؟ أم أن لذلك ظروف معينة ..؟

وجزاكم الله الجنان ورضـا الرحمـن
وأدخلكم ووالديكم ومن تحبون
جنات الفردوس الأعلى بغير حساب
اللهم آميــن


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

معنى ذلك أن الإصرار على الصغيرة يُحوّلها إلى كبيرة ، بأحد ثلاثة طُرق :
الأول : تجمّع الصغائر حتى تُهلِك العبد ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إياكم ومحقَّرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهْلِكنه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة ، فَحَضَر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود ، والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا سواداً ؛ فأجَّجوا ناراً وأنضَجَوا ما قَذَفوا فيها . رواه الإمام أحمد وغيره .

الثاني : أن يحتقر الذنب ، ويستخفّ بالمعصية ، كما قال أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُوبِقَاتِ . رواه البخاري .
وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه : إنَّ المؤمن يَرى ذُنُوبَه كأنه قَاعِد تَحْت جَبل يَخَاف أن يَقَع عليه ، وإن الفَاجِر يَرى ذُنُوبَه كَذُبَابٍ مَرّ على أنْفه ، فقال بِه هَكذا . رواه البخاري .
وقال بلال بن سعد رحمه الله : لا تنظر إلى صِغر المعصية ولكن انظر مَن عَصَيت .

الثالث : أن يحمله ارتكاب الصغائر والإصرار عليها على ارتكاب الكبائر ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إن الحلال بيّن ، إن الحرام بيّن ، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقَعَ في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه . رواه البخاري ومسلم .

وأما من يرتكب الصغائر على أنها صغائر ، فهذا على خطر ، وقد سمّى النبي صلى الله عليه وسلم الصغائر : " مُحقّرات " ، أي : أن صاحبها يحتقرها فتُهلِكه .
ويُخشى عليه أن يقع تحت قول ابن مسعود رضي الله عنه ، وهو رؤية المنافق لِذنوبه .
ومن وقع في الصغائر استدرجه الشيطان حتى يُوقعه في الكبائر .

وربما نَظر بعض الناس إلى عفو الله وسعة رحمته ، فحمله ذلك على ارتكاب الذنوب والمعاصي .
وهو بذلك مُخطئ ؛ لأن الله عَزّ وَجلّ امتدح الذين لا يُصرّون على المعاصي صِغارها وكبارها ، فقال عَزّ وَجلّ : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) الآيات .
قال ابن كثير : أي : إذا صَدَر منهم ذَنْب أتْبَعُوه بالتوبة والاستغفار .

وقال البغوي : قيل : فعلوا فاحشة : الكبائر ، أو ظلموا أنفسهم : بالصغائر .

وربما اعتمد بعض الناس على الأحاديث التي فيها : من قال كذا غُفِر له ..
وهذا نقل فيه ابن حجر عن ابن بطال حكاية عن بعض العلماء أن الفضل الوارد في حديث الباب وما شابهه إنما هو لأهل الفضل في الدِّين والطهارة مِن الجرائم العظام ، وليس مَن أصرّ على شهواته وانتهك دِين الله وحُرماته بلا حقّ بالأفاضل المطهّرين في ذلك ، ويشهد له قوله تعالى : (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) . اهـ .

وسبق :

ما الذي يُكفِّر الكبائر ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...%DF%C8%C7%C6%D

والله تعالى أعلم .

المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم




إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حكم إصرار الأم على ابنها ليتزوّج بامرأة لا يُريدها ، وهل رفضه يُعتبر عقوقا ؟ عبد الرحمن السحيم قسم الأسرة المسلمة 0 05-11-2016 09:07 PM
إذا عمل الإنسان حسنات كثيرة وبعدها أخطأ أو عمل كبيرة . هل هذه الحسنات تضيع أم تُدّخَر محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 18-03-2010 07:46 PM
الاستغفار الذي يحتاج إلى استغفار ، وما حُكم مَن يغتاب و يقول بعد ذلك : استغفر الله ؟ محب السلف قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 05-03-2010 05:23 PM
ما حُكم حملات الاستغفار ؟ دعوة لحملة استغفار : دعونا نستغفر اليوم ولو100 مرة عبق قسـم البـدع والمـحدثـات 0 21-02-2010 09:35 PM
تفسير لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها رولينا قسم القـرآن وعلـومه 0 16-02-2010 10:12 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى