السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل ...
ما حكم تلاوة القرآن على ما يسمى يالمقامات السبعة ومالمقصود بالتغني بالقرآن الوارد في الحديث
الجواب/
هذه المقامات مُحدَثَة ، لم تكن معروفة عند السلف ، ولا قرأوا بها ، وإنما هي من صنيع أهل الغناء والطّرب .
أما التغنّي بالقرآن فهو تحسين الصوت به ، وفرق بين التغنّي والتطريب !
فالتغنّي بالقرآن مطلوب ، والتطريب ممنوع .
بل حتى الأذان يُمنع فيه التطريب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : نَدَب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَحْسِين الصَّوْت بِهِ وَقَالَ : زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ . وَقَالَ لأبي مُوسَى : لقد مَرَرْت بك البارحة وَأَنت تقْرَأ ، فَجعلت أستمع لقراءتك ، فَقَالَ : لَو علمت أَنَّك تستمع لَحَبّرته لَك تحبيرا .
وَكَانَ عُمر يَقُول : يَا أَبَا مُوسَى ذَكّرنَا رَبنَا ، فَيقْرَأ أَبُو مُوسَى وهم يَسْتَمِعُون .
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : مَا أذن الله لشيء كأذَنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ويجهر بِهِ .
وَقَالَ : لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مِن صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته .
وَمَعَ هَذَا ، فَلا يسوغ أَن يُقْرَأ الْقُرْآن بألحان الْغناء ، وَلا أَن يُقْرَن بِهِ مِن الألحان مَا يُقرن بِالْغنَاءِ مِن الآلات وَغَيرهَا لا عِنْد من يَقُول بِإِبَاحَة ذَلِك وَلا عِنْد مَن يُحَرِّمه ، بل الْمُسلمُونَ مُتَّفِقُون على الإِنْكَار لأَن يُقْرَن بتحسين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ الآلات المطربة بالفَم كالمزامير ، وباليَد كالغرابيل . اهـ .
وقد سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
ماذا يقـول سماحتكم في قارئ القـرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخـوذة منها أفيدونا بذلك جـزاكم الله خيـرا ؟
فأجاب رحمه الله :
لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنيين بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، فيقرأه مرتلا متحزِّنا متخشعا حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك . أما أن يقرأه على صفة المغنيين وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز .
وهنا :
طريقة تلاوة منتشرة عند السودانيين اسمها "خلــوة خرسي"
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4947
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض