أما الذي سمعته فهو ما رواه أبو الزبير عن جابِر بن عبد الله – رضي الله عنهما - قال : بَعَثَنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمّرَ عَلَيْنَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَتَلَقّىَ عِيراً لِقُرَيْش ، وَزَوّدَنَا جِرَاباً مِنْ تَمْر لَمْ يَجِدْ لَنَا غَيْرَهُ . فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً .
قال أبو الزبير : فَقُلْتُ : كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بهَا ؟
قال : نَمَصّهَا كَمَا يَمَصّ الصّبي ، ثُمّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ ، فَتَكْفِينَا يَوْمَنَا إلَى اللّيْلِ ، وَكُنّا نَضْرِبُ بعِصِيّنَا الْخَبَطَ ، ثُمّ نَبُلّهُ بِالْمَاءِ فَنَأْكُلُهُ .
معاني الكلمات :
الخَبَط : ورق شجر السَّـلم .
الكثيب : الرمل المستطيل المحدودب .
الوقب : حفرة العين في عظم الوجه .
الفِدَر : هي القِطَـع .
الو شائق : هو اللحم يؤخذ فيغلى إغلاء ولا ينضج . وقيل : هو القديد .
وأما الآخـر فرأيته في مدينة ( سانسيباستيان ) === >> [ قُـلها خمس مرات ] وتلك المدينة في أسبانيا على الحدود مع فرنسا .
يوجد تحت ساحل البحر جزء مقتطع من البحر بحيث يرى الداخل أعاجيب المخلوقات البحرية .
ويدخل مع أنفاق زجاجية يرى من خلالها الأسماك المختلفة .
وقد وُضِع في مدخل تلك الأنفاق هيكلا عظمياً لحيوان بحري يُشبه ما يُسمّى ( أم الربيان ) !له مسّـاكتان أماميتان يُشبهان نصف القوس
( تُشبه أيدي السرطان البحري )
وقد وُضعت تحته صورته إبان اصطياده وكُتب العام الذي تم اصطياده فيه ، وهو بعد سنة 1800 م
ولكي يتبيّن كِبر حجم ذلك المخلوق عُـلِّـق فوقه قارب صغير ، والقارب أصغر منه بكثير
وأظن أن طوله يتجاوز العشرة أمتار !
وقد أُخرج النخاع الشوكي لذلك المخلوق البحري الضخم ووُضِع بدلا منه أنبوباً حديدياً ( ماصورة ) مقاس ( 2 إنش )
الضلع من أضلاعه يملأ قبضة الرجـل ! ولما رأيته ذكرت أصحابي آنذاك بما حدّث به جابر رضي الله عنه ، في قصة العنبر . تمنّيت يومها أن معي آلة تصوير لتصوير ذلك الهيكل العملاق الضخم . وصدق الله : ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) .