|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محب العلماء
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
بتاريخ : 23-08-2016 الساعة : 02:48 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الصحيح مِن هذه العبارة : أن الله لم يُرَ ، ولن يُرى بالعيون في الدنيا .
ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تَعلَموا أنه لن يَرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت . رواه مسلم .
وفي رواية الإمام أحمد : تَعلَمون أنه لن يَرى أحد منكم ربه حتى يَموت .
قال النووي : قال المازري : هذا الحديث فيه تنبيه على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة ، وهو مذهب أهل الحق ، ولو كانت مُستحيلة كما يزعم المعتزلة لم يكن للتقييد بالموت معنى ، والأحاديث بمعنى هذا كثيرة سَبَقت في كتاب الإيمان جُملة منها مع آيات مِن القرآن ، وسَبَق هناك تقرير المسألة . اهـ .
وقال ابن أبي العز : اتفقت الأمة على أنه لا يَراه أحد في الدنيا بِعينه ، ولم يتنازعوا في ذلك إلاّ في نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة . اهـ .
وقال ابن حجر : وفي هذا الحديث ردّ على مَن يَزعم أنه يرى الله تعالى في اليقظة ، تعالى الله عن ذلك . اهـ .
وأما قول (بالعقل عرفنا ربنا) فغير صحيح على إطلاقه ؛ لأن العقل لا يَستقلّ بِمَعرفة الله عَزّ وَجَلّ ، ولذا بَعَث الله الرُّسُل مُبشرّين ومُنذرين .
نعم ، معرفة الله مغروزة في الفِطَر ، ولكن الشياطين تلاعَبَت ببني آدم ، مع عبث أيدي البشر !
وقد قال الله في الحديث القدسي : إني خَلَقْتُ عبادي حُنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجْتَالتهم عن دينهم ، وحرّمت عليهم ما أحللتُ لهم ، وأمَرَتْهم أن يُشْرِكوا بي ما لم أُنزّل به سلطانا . رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ ؟ رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُشَرِّكَانِهِ .
ومعرفة الله لا تَكفي وحدها .
وقد كانت سائر الأمم تعرِف الله عَزّ وَجَلّ معرفة وجود وإقرار ومع ذلك تُشرِك به !
بل حتى فرعون الذي أنكر الصانع وادّعى الربوبية كان يَعرف الله !
قال الله تبارك وتعالى عن آل فرعون : (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) .
ولَمّا عاين فرعون الهلاك وأدرَكه الغَرَق ظهرت الحقيقة حيث قال : (آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .
وإبليس يَعرِف الله عَزّ وَجَلّ ، ولا يَحلِف إلاّ بالله تعالى !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أما إثبات الصانع فَطُرقه لا تُحصى ، بل الذي عليه جمهور العلماء أن الإقرار بالصانع فِطري ضروري مغروز في الْجِبلّة ، ولهذا كانت دعوة عامة الرُّسل إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وكان عامة الأمة مُقرِّين بالصانع مع إشراكهم به بعبادة ما دونه . اهـ .
وسبق الجواب عن :
ما معنى قوله عليه الصلاة والسلام : " أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة " ؟
http://almeshkat.net/fatwa/645
ما قول أهل السنة في إثبات رؤية الله عزّ وَجَلّ يوم القيامة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1841
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|