العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام التواصـل والأسئلـة اكتب سؤالك هنا
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

محب العلماء
عضو مميز
رقم العضوية : 1033
الإنتساب : Aug 2016
المشاركات : 198
بمعدل : 0.07 يوميا

محب العلماء غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب العلماء


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : اكتب سؤالك هنا
افتراضي ما هي الأسباب التي تتحقق بها كفاية الله لعبده؟
قديم بتاريخ : 28-10-2016 الساعة : 03:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم شيخنا الجليل
يقول الله تعالى (أليس الله بكاف عبده )
ما هي الاسباب والاشياء التي يجب أن يفعلها المؤمن
والتي تتحقق بها كفاية الله لعبده ؟
جزاكم الله خيرا


عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : محب العلماء المنتدى : اكتب سؤالك هنا
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-10-2016 الساعة : 09:39 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

كِفايَة الله لِعبده بِحسب قوّة وصِدق توكّله على الله .
قيل لِحَاتم الأصَمّ : على ما بَنيت أمْرك هذا مِن التوكل ؟ قال : على أربع خِلال :
عَلِمْتُ أن رِزقي لا يأكله غيري ، فلَستُ اهتمّ له ، وعَلِمْتُ أن عَملي لا يَعمله غيري ، فأنا مَشغول به ، وعَلِمْتُ أن الموت يأتيني بَغتة ، فأنا أبادِره ، وعَلِمْتُ أني بِعَين الله في كل حال ، فأنا مُستَحيي منه . رواه أبو نعيم في " الحلية " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .

ومَن توكّل على الله كَفَاه (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) قال الإمام السمعاني : أي : يَثِق بالله ، ويُفوّض أمْرَه إليه . اهـ .
قال الربيع بن خثيم في قوله (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) : مِن كُل ما ضَاق على الناس . ذَكره البخاري .

قال ابن القيم : التوكل على الله نَوعَان :
أحدهما : تَوكُّلٌ عليه في جَلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية ، أو دَفع مَكرُوهاته ومصائبه الدنيوية .
والثاني : التّوكّل عليه في حُصول ما يُحبه هو ويَرضاه مِن الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه .
وبين النوعين مِن الفَضل ما لا يُحصيه إلاّ الله ، فَمَتى تَوكّل عليه العبد في النوع الثاني حقّ تَوكّله كَفَاه النوع الأول تَمَام الكِفاية ، ومتى تَوَكّل عليه في النوع الأول دون الثاني كَفَاه أيضا لكن لا يكون له عاقبة الْمُتَوكِّل عليه فيما يُحبّه ويَرضَاه . فأعظَم التوكل عليه : التوكل في الهداية ، وتَجريد التوحيد ، ومُتابَعة الرسول ، وجهاد أهل الباطل ؛ فهذا تَوَكّل الرُّسُل وخَاصة أتبَاعِهم . اهـ .

ولذا جاء الأمر بالتوكّل والحثّ عليه أكثر ما جاء الأمر بالطهارة ، ومِن الأمر بالصيام وبالحج .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقد أمَر الله بالتوكّل في غير آية أعظم مِمَّا أمَر بالوُضُوء والغُسْل مِن الْجَنَابة ، ونَهَى عن التَّوكل على غير الله ، قال تعالى : (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) . اهـ .

وقد يَقع الخلل في التوكّل حتى يقع صاحِبه في الشرك .
قال ابن رَجب في " كلمة الإخلاص " : وَرَد إطلاق الشِّرك على : الرِّياء ، وعلى الْحَلِف بغير الله ، وعلى التوكّل على غير الله والاعتماد عليه . اهـ .

ولَمّا صَدق الأنبياء والصالحون في توكّلهم على الله كَفاهم الله عَزّ وَجَلّ .

نامَ نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم تحت شجرة ، وعَلَّق سَيفه بِتلك الشجرة ، جاءه رجل من المشركين ، فاخْتَرَط السيف ثم قال : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهُ - كما في الصحيحين - فَمَنعه الله بِثقته به وتَوَكّله عليه .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : " حَسبُنا الله ونِعم الوَكيل " قَالَها إبراهيم عليه السلام حين أُلْقِي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . رواه البخاري .

وكَفَى الله نَبِيّه صلى الله عليه وسلم وصاحِبه شرّ المشركين حينما وَقفوا على باب الغار ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ رواه البخاري ومسلم .

ومَن قرأ آخر آيتين مِن سورة البقرة في ليلة كَفَتَاه ، ومَن قرأ آية الكرسي في ليلة حَفِظه الله .
قال ابن بطال : إذا كان مَن قرأ الآيتين مِن آخر سورة البقرة كَفَتَاه ، ومَن قرأ آية الكرسي كان عليه مِن الله حافظ ، ولا يَقْرَبه شيطان حتى يُصبح ؛ فما ظَنّك بِمَن قَرأها كلها مِن كفاية الله له وحِرزه وحِمايته مِن الشيطان وغيره ، وعظيم ما يُدّخَّر له مِن ثوابها ؟ . اهـ .

وقد ذَكَر الإمام القرطبي أنه هَرَب أمام العدو وانحاز إلى ناحية عنه . قال : فلم ألْبَث أن خَرج في طَلبي فارِسان وأنا في فضاء مِن الأرض قاعد ليس يَسترني عنهما شي ، وأنا أقرأ أول سورة " يَس " وغير ذلك مِن القرآن ، فَعَبَرا عليّ ثم رَجَعا مِن حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر : هذا دَيبلة ، يَعنون شيطانا ! وأعْمَى الله عز وجل أبصارهم فلم يَرَوني ، والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك . اهـ .

وكِفايَة الله لِعبده بِحسب تَقواه .
قال الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ)

قال سهل بن عبد الله في قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) ، قال : مَن يَتّق الله في دَعواه فلا يَدّعِي الْحَوْل والقوّة ، ويَتَبَرّأ مِن حَوْلِه وقُوّته ، ويَرجِع إلى حَوْل الله وقُوّته (يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ، قال : لا يَصحّ التّوكّل إلاّ لِمُتَّقٍ ، ولا تتم التقوى إلاّ لِمُتَوكِّل ؛ لقوله تعالى : (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .

ومَن حَفِظ الله حَفِظه الله ؛ لأن الجزاء مِن جِنس العَمل .

فالتفريط في الحفظ والحماية والكفاية إنما يَقع مِن قِبَل العبد نفسه .

ومَن صَدَق في توكّله وتقواه لَم يَخَف إلاّ الله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وبعض الناس يقول : يا رب إني أخافك وأخاف من لا يخافك .
وهذا كلام ساقط لا يجوز ، بل على العبد أن يخاف الله وحده ، ولا يخاف أحدا ، فإن مَن لا يَخاف الله أذل مِن أن يُخَاف ، فإنه ظالِم ، وهو مِن أولياء الشيطان ، فالخوف منه قد نَهَى الله عنه .
وإذا قيل : قد يؤذيني ، قيل : إنما يؤذيك بتسليط الله له ، وإذا أراد الله دَفع شَرِّه عنك دَفَعه ، فالأمر لله ، وإنما يُسَلَّط على العبد بذنوبه ، وأنت إذا خِفت الله فاتَّقَيته وتوكَّلت عليه كَفَاك شَرّ كل شَرّ ، ولم يُسلِّطه عليك ، فإنه قال : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ، وتسليطه يكون بسبب ذنوبك وخَوفك منه . فإذا خِفْت الله وتُبْت مِن ذنوبك واستغفرته لم يُسَلَّط عليك ، كما قال : (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) .

وسبق الجواب عن :
كيف يكون الإنسان مُتوكِّلاً على الله حقًّا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16648

ما علاج اليأس والإحباط في الإسلام ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14698

الْتِفاتَة قَلب ( خُطبة عن التوكل )
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13891

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأسباب المانعة من الشفاعة طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 13-02-2016 07:18 PM
هل ثمرات الاستغفار تتحقق في الدنيا أم قد لا تتحقق مُسلم إرشـاد الأذكـار 1 13-09-2015 11:44 PM
هل الابتلاء دليل محبة الله لعبده وهل له مدة ويُرفَع ؟ نسمات الفجر قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 15-01-2015 06:16 AM
الإعجاب : الأسباب والعلاج راجية العفو قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 10-03-2010 03:24 PM
هل صِلة الرحم فَرْض عين أم فَرْض كفاية ؟ نسمات الفجر قسم الأسرة المسلمة 0 28-02-2010 06:41 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى